التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي حقوق كفلها الدستور اليمني لكل مواطن شريطة ألا تقترن المظاهرات ووسائل التعبير عن الرأي بالعنف والفوضى والتخريب وكل ما من شأنه أن ينزع صفة السلمية عن المظاهرات والاعتصامات. ولا شك في أن شعبنا اليمني يتسم بالأخلاق والقيم والسلوك الحضاري والوعي الذي يمنعه من أن يشوه صورته عبر أعمال الشغب والتخريب والعنف وقطع الطرقات وإحراق الإطارات وتعطيل المصالح العامة للمواطنين الذين يتضرر عدد كبير منهم جراء اعمال الشغب والفوضى .. فكم من مريض استاءت حالته بعد أن تأخر إسعافه إلى المستشفى بسبب قطع الطرقات وكم من بائع أغلق محله بسبب الفوضى وكم من عامل تضرر عمله وقل دخله وما يعيل به أهله بسبب ما يجري من شغب ، وكم من مواطن صاحب معاملة حرقت كامل أوراقه ووثائقه داخل عدد من المكاتب الخدمية التي تمت مداهمتها وإحراقها . نعم، من حق المواطن أن يتظاهر وفقاً للدستور والقانون وبصورة سلمية لا تقطع فيها الطرقات ولا تحرق فيها الإطارات ولا يعتدى فيها على الأملاك العامة والخاصة ولا يستخدم فيها العنف والتخريب والفوضى ، فبسلوكنا الحضاري في التظاهر نرسم صورة ناصعة لشعبنا اليمني العظيم الذي لم يعتد ما جرى في مدينة عدن في الآونة الأخيرة . إن مهمة الحفاظ على عدن وسمعتها الطيبة وهدوئها الرائع تقع على عاتق كافة أبنائها الذين سيرفضون كل ما لا يمت لمدينتهم بصلة من أعمال الفوضى والغوغاء وحمل السلاح وقطع الطرقات وغيرها من المظاهر غير الحضارية التي لم تكن عدن تعرفها .. فلصالح من يجري تخريب عدن وطرقها وشوارعها وممتلكاتها وكل ما هو جميل فيها ؟ . وقد تعرضت عدد من المرافق الخدمية في عدد من مديريات محافظة عدن خلال الأيام الماضية لأعمال شغب تخللتها أعمال تكسير وتخريب واحراق ونهب للممتلكات العامة والخاصة . و شهدت مديريتا المنصورة والشيخ عثمان أعمال تخريب واحراق ونهب للممتلكات العامة والخاصة قام بها عدد من الغوغائيين الذين توافدوا الى محافظة عدن من المحافظات المجاورة . عدد من منظمات المجتمع المدني بمحافظة عدن كانت قد استنكرت هذه الاعمال التي لا تمت لأخلاق شعبنا وتقاليده بأي صلة ودعت الى التصدي لها وايقافها عند حدها واتخاذ كافة الاجراءات القانونية الحازمة تجاهها . وكان الأخ / عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية قد قام بزيارات تفقدية لعدد من مديريات عدن اطلع خلالها على الاضرار التي لحقت بعدد من المرافق الخدمية فيها، حيث زار مديرية المنصورة واطلع على الاضرار التي لحقت بمبنى المجلس المحلي فيها من جراء احراق باصات ووسائل نقل تخص المواطنين بصورة لا تمت بصلة الى الاخلاق والانسانية المتعارف عليها.