حين قال لها : هاتي عمرك .. وامنحيني الإخلاص و الوفاء .. قالت له : هو لك ..فذلك حق شرعي حفظه لك الله جل و علا والأخلاق و المجتمع ..و لما بدأ أول نبض لقلب بين أحشائها سمعته يقول : -أمي .. أريد ما يحلو لي من صفاتك .. قالت وقد أذاب النداء حشاشتها - أتقول أمي ..؟!! خذ / خذي ما شئت.. فهو إرث بيولوجي وهبك الله إياه ... و كما ورثته سيكون يوماً لفلذة لك ... وإذما شب عن الطوق قال : أريد ما جنيت في الحياة .. لأبدأ حياتي.. قالت : -هو لك .. هو لك آجلاً فخذه عاجلاً .. و إن لم يكن أحد قد جنى لي ... فلما قيل لها : هاتي حرفك .. هاتي قلبك ..خبأت القلم تحت الجنح الأيسر من صدرها .. و ارتجف الخوف فيها : -لا .. لا .. أهديكم كلّ نفيس إلا هذين .. هما حق لا أملك إهداءه.. حرفي امتداد شريان قلبي .. وقلبي لا أملك زمامه .. مذبات رهن قلبه ...حين أفاقت كانت تصرخ : لا .. لا .. لتدرك أن النوم سرق أجفانها .. و مال برأسها على طاولة المكتب .. لكن يدها ظلت متشنجة على القلم .