- ألو.. صوتها على حصان مفاجأة جاءني.. خيالاً في حظيرة غربتي يصول..أقل من همسة، براكين من حنين انفجرت في قلبي حمما ً من شوق..إلى سماعة الهاتف أنظر مذهولاً، أكاد من لهفتي أن أقبلها.. - ألو.. أرد مشتاقاً.. أقل من ثانية مرت كأنها دهر .. و يأتي صوتها دافئاً كعادته بعد طول غياب.. - أعرفت صوتي؟ أصمت إلا من تنهداتي!! أقل من صرخة.. أكثر من شهقة.. بما يعادل خفقة قلب.. أقول: - أو تسألينني؟!! إن غابَ صوتك سنينعني.. تنسمه قلبي. - اشتقت إليك. في وجهي ترمي جملها الكامنة على صدرها كأثقال مشبعة بالحسرة، فتدمي قلبي بذكرياتٍ تواقةٍ للرجوع بعد سفر.. - أبعد هذه السنين؟!! أجيب، تكاد على شفير هاوية عتابٍ جارح ٍ أن تنزلق أقدام لساني المتعب من الصمتِ !! - أحبكَ. كلمة على أجنحتها في دنيا السعادة مجدداً تحملني.. في أقلِّ من برهة ، وديانا ًو جبالاً.. و مدناً من ماضٍ مزركش بالعشق أجوب.. متعثراً بأحرف كلماتي أقول: - رويدكِ!! لا تفرغي في كأسي الظمآن خمر الخوابي المملوءة بالحبِّ دفعة ً واحدة..مهلك على قلبي.. قطرة قطرة بللي شفتيه.. أصمت مجدداً، لعبة الصمتِ هوايتي الصباحية في فجر صوتها المحترف الرقة، و جنون أنفاسها المضطربة الهمسات، المرصعة بزمردٍ من أسرار..يعود صوتها ليقبل مغرورقاً بالدموع، متقطع الأوصالِ..شاحب النبرات.. - أتصل لأودعك. - ماذا؟!! - أحببت أن أكلل حفل زفافي بباقةٍ من زهور صوتك، أحملها في قلبي ذكرى تختلجُ و ضرباته المجنونة بحبك.. - زفافكِ؟!! - نعم.. اليوم حفل زفافي!! من هول صدمتي، نجوماً من استياءٍ في سماء غضبي لمحت، و لكنني كعادتي المسالمة، القانعة.. أهنئها قائلاً: - مبروك. تصمت و كأنها كانت تنتظر رداً آخر، طيف بكائها يخترق غرفتي يعانق دموعي..من خلف الأطيافِ وعد: - لن.. لن أنساك. شبح صوتها ينتحر صدى عذاب أمام عيني المثقلتينِ بالعبراتِ.. - وداعاً حبيبتي. - الود..الوداع. مسمراً في مكاني و قفت أستمع إلى عزف سيمفونية دقات الهاتف المتقطعة،خيالات زفافها القادم تقفز لتغيظ مقلتي.. و أنا هناك أزف حبيبتي لرجل آخر!!