انتهى فصل الشتاء وجاء فصل الصيف حاملا معه تغييرات مناخية مسببة عددا من المشكلات على الأرض والإنسان ، كهطول الأمطار بغزارة على بعض المناطق والجفاف في مناطق أخرى ، والرياح ، وبلادنا تشهد مع هذه التغييرات المناخية موجة من الأتربة والغبار في معظم محافظات الجمهورية ما يؤثر على سلبا على الصحة ، وقد حذر أطباء استشاريون في اختصاصات مختلفة من كثرة التعرض لهذه الموجة من الأتربة والغبار نظرا للأخطار الصحية على الإنسان وخاصة المصابين بأمراض الربو وحساسية الأنف والعيون والأمراض التنفسية أو القلبية. وأكد استشاري أمراض الجهاز التنفسي بجامعة صنعاء الدكتور فاكر القباطي أن موجة من الأتربة عمت الأجواء خلال الأيام الماضية وتسببت بتطور نوبات الربو لكثير من مرضى التحسسات التنفسية، وحذر المرضى المصابين بحساسية الجهاز التنفسي من التعرض للأتربة ونصحهم بالمكوث في المنازل أو استعمال الكمامات عند الخروج، مشددا على ضرورة اللجوء إلى الرعاية الصحية فور تطور الأزمات التنفسية لأخذ العلاج اللازم في الوقت المناسب. وأكد الدكتور القباطي أنه بناء على معلومات حالة الطقس المسبقة يجب على وزارة التربية والتعليم أن تتخذ الإجراء اللازم للتعميم لمدارس التعليم الأساسي وإشعار الطلاب بعدم الذهاب إلى مدارسهم أسوة بدول الخليج. وأشار إلى أن استنشاق كميات كبيرة من الغبار قد يؤدي إلى الفشل التنفسي خاصة لدى المصابين بالربو والانسداد المزمن، أو من أصيبوا بأزمات ربو سابقة ولحصول مضاعفات شديدة قد تستدعي الرقود في العناية المركزة. ولفت الدكتور القباطي إلى أن أكثر المرضى عرضة للإصابة بتطورات خطيرة لحالاتهم المرضية هم الذين يعانون من متلازمة الانسداد الرئوي المزمن وخاصة المدخنين لفترات طويلة بكميات كبيرة. من جانبه أكد استشاري أمراض الأذن والأنف والحنجرة بجامعة صنعاء الدكتور محمد المحبشي أن استنشاق الأتربة قد يسبب تهيجاً للغشاء المخاطي المبطن للأنف والجيوب الأنفية مما ينذر بالإصابة بالتهاب تحسسي حاد لدى الأشخاص المعرضين للإصابة أو من سبق إصابتهم بالحساسية. ونصح الدكتور المحبشي الأشخاص اللذين لديهم قابلية للإصابة بتحسس أنفي بتجنب الخروج من المنازل في الأجواء الترابية ووضع كمامات الأنف عند الضرورة. إلى ذلك أشار اختصاصي أمراض القلب الدكتور ماجد الدوة إلى أن استنشاق ذرات الأتربة قد يتسبب في استفحال حالات الفشل القلبي وتطورها. ولفت إلى أن تعرض الأطفال المصابين بتشوهات القلب الخلقية للهواء الملوث بالأتربة يجعلهم عرضة للإصابة بالالتهابات التنفسية الحادة مما يهدد باستفحال حالاتهم. ودعا الدكتور الدوة جميع المصابون بأمراض القلب المختلفة إلى التوجه إلى أقرب مركز أو مستشفى صحي في حال تطور ضيق التنفس لديهم أو إصابتهم بأي صعوبة في التنفس. من جانبه أكد استشاري طب وجراحة العيون بمستشفى الثورة العام بصنعاء الدكتور يحيى الغسالي ضرورة استعمال نظارات واقية للعينين لخفض التعرض للأتربة وخاصة ممن لديهم إصابات سابقة بحساسية العيون. كما أشار الدكتور الغسالي إلى أهمية أن يلزم الأطفال المصابين بالحساسية منازلهم وعدم الخروج إلا عند الضرورة.ولفت إلى أن انتشار الحبيبات الرملية في الهواء يسبب تشتتاً لضوء الشمس و انخفاضاً لمستوى التباين البصري وعليه تصبح الرؤية غير واضحة الأمر الذي قد يعرض السائقين للحوادث المرورية لا قدر الله.
