قال محللون سياسيون ان الاجتماع ال21 للاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والذي استضافته أبوظبي وفر نقطة الانطلاق للنقلة الجديدة التي سيكون لها تأثير عميق على العلاقات بين الكتلتين في السنوات المقبلة. وكان هذا أول اجتماع وزاري بين الاتحاد الأوروبي المكون من 27 عضوا ومجلس التعاون الخليجي المكون من ستة اعضاء منذ سقوط النظامين السياسيين في مصر وتونس واستمرار الاضطرابات في ليبيا واليمن وسوريا وهي عوامل أعطت أهمية اضافية لهذا الاجتماع. وفي هذا السياق اشارت المنسقة العليا للسياسة الخارجية والامنية في الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون التي ترأست الجانب الأوروبي في الاجتماع الى ان «التطورات الأخيرة في شمال أفريقيا وشبه الجزيرة العربية هي دليل واضح على الحاجة الى حوار اوثق بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي». واضافت اشتون «لا شك ان لدى الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي مصالح مشتركة كثيرة وقد تبين اليوم كم هو مهم ان نضع الأساس لتعاون وحوار اوثق على جميع المستويات». ورأى المحللون ان الكتلتين الاوروبية والخليجية معرضتان لتأثير التغييرات في المنطقة موضحين في الوقت نفسه انه يجب ان تكون هناك مبادرات مشتركة للتعامل مع الاضطرابات الحالية من اجل احلال السلام والأمن. وكان الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي قد اتفقا خلال الاجتماع على ان «زيادة تعزيز العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي ستكون بمثابة مساهمة فعالة وقيمة للأمن والاستقرار في المنطقة». واشار المحللون الى ان اوروبا لم تعد تنظر الى دول مجلس التعاون الخليجي على انها مجرد دول مصدرة للنفط والغاز الى القارة المتعطشة للطاقة او كمستثمر فقط في الاقتصادات الأوروبية مؤكدين ان الاتحاد الأوروبي يقر الان بأن دول الخليج تعتبر لاعبا اساسيا ومهما في السياسات الاقليمية والعالمية والاقتصادية. وأعرب بيان اجتماع ابوظبي عن الارتياح للتقدم في تنفيذ برنامج العمل المشترك بين الاتحاد الاوروبي ودول الخليج مؤكدا أهمية مواصلة المضي قدما في تنفيذه وذلك بهدف تعزيز روابط أقوى بين اداراتها والأكاديميين والأوساط العلمية والطلبة والناس. واعرب البيان المشترك عن دعمه لجهود الاممالمتحدة لوضع اللمسات الأخيرة على مسألة صيانة العلامات الحدودية الدولية بين الكويت والعراق واعادة الأسرى الكويتيين ورعايا الدول الأخرى او رفاتهم فضلا عن اعادة الممتلكات الكويتية بما فيها الأرشيف الوطني. وحث الجانبان ايران «على لعب دور بناء في المنطقة والكف عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي والبلدان الأخرى في المنطقة». وأكد الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي موقفهما المشترك أن السلام العادل والشامل والدائم في الشرق الأوسط أمر حيوي من أجل السلام والأمن الدوليين معربين عن دعمهما المتواصل لمبادرة السلام العربية. وفيما اشار البيان المشترك الى اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الاوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي كرر في الوقت نفسه العزم على مواصلة المشاورات بين الجانبين بغية ابرام اتفاقية التجارة الحرة في أقرب وقت ممكن. ولفت المحللون الى ان قطاع الاعلام هو احد القطاعات التي تعاني من نقص في التعاون بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي ويجب ان يكون مدعوما بترتيب مزيد من التبادلات الاعلامية واللقاءات بين الجانبين.