أبيدوس هي إحدى أقدم المدن المصرية بصعيد مصر، وتقع على بعد 11كم (7أميال) غرب النيل، وغرب البلينا، سوهاج ، وكانت عاصمة الإقليم الثامن في مصر العليا ، وكان اسم الإقليم وعاصمته «عبدو» ويعني «ربوة الرمز أو الأثر المقدس» ، التي يحتفظ فيها بالرأس المقدس لاوزيريس ، وتسمى اليوم العرابة المدفونة في مركز جرجا. وتعتبر اليوم أحد أهم المواقع الأثرية في مصر القديمة فهي تحتوي على العديد من المعابد المهمة، وهي مدينة موتى دفن فيها العديد من الفراعنة. ويوجد بها معبد سيتي الأول ومعبد رمسيس الثاني وهما يتميزان بالنقوش الفرعونية البارزة، واكتشف فيها أقدم القوارب في التاريخ في المقابر القديمة إلى الغرب من معبد سيتي الأول ابن رمسيس الأول مؤسس الأسرة ال (19) التي اشتهرت بتسمية الكثير من ملوكها برمسيس على اسم مؤسس الأسرة. ويجمع معظم العلماء على أنها كانت عاصمة مصر الأولى في نهاية عصر ما قبل الأسر (منذ نحو 5.000 سنة) وقد عثر على آثار مدينة هذا العصر ومعبدها ومدافنها. وملوك الأسرة الأولى وبعض ملوك الأسرة الثانية مدفونون في أبيدوس، وقد وسعوا معبدها وبنى ثلاثة من ملوك الأسرة الثانية قلاعاً عظيمة خلف المدينة لحمايتها من الصحراء. وفيها نقش بارز بمقبرة يظهر الوزير نسق شوتي وزوجته كتج كتج يقومان برحلة الموتى إلى مدينة أبيدوس المقدسة. حامي المدينة كان الإله ابن أوى وواوت ، «الذي يفتح الطريق» إلى عالم الموتى، والذي ازدادت أهميته من الأسرة الأولى إلى الأسرة الثانية عشرة ثم اختفى بعدها وظهرأنحور في الأسرة الحادية عشرة أما وأنو يس، إله الموت، فارتفعت أهميته في الدولة الوسطى ثم اختفى في الأسرة الثامنة عشرة. والعبادة في أبيدوس كانت لاوزيريس في أشكاله المختلفة بدءاً من الأسرة الثانية عشرة وأصبحت أكثر أهمية لاحقاً، لدرجة أن المدينة كلها أصبحت تعتبر مقدسة له .. يبلغ عدد المعابد المبنية في أبيدوس 9 أو 10.
