بدأت أمس في مدينة اسطنبول التركية أعمال مؤتمر الدول الأقل نموا، بمشاركة الأخ عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية وقادة الدول ال48 الأقل نموا في العالم ودول مانحة ومؤسسات ومنظمات دولية . ويهدف المؤتمر الذي تعقده الاممالمتحدة مرة كل عشر سنوات، الى بحث سبل مساعدة الدول الأكثر فقرا ووضع خطة عمل لتحقيق التنمية الاقتصادية في الدول الأقل نموا على مدى عشر سنوات. وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر «ان الاستثمار في الدول الفقيرة سيساعد في تعافي الاقتصاد العالمي». وأوضح أن هذا المؤتمر يمثل فرصة لوضع «تدابير شاملة وطويلة الامد لتحقيق التنمية الاقتصادية» في الدول المشاركة. وتابع بان كي مون قائلا «سنتبادل الخبرات وسنحاول ايجاد ظروف لتقديم المساعدات الاقتصادية والاستثمار وتنمية التجارة»، معربا عن اعتقاده بأن هذا المؤتمر«احد اهم المؤتمرات خلال الاعوام العشرة الاخيرة وسيسهم في حل مشاكل الدول الاقل نموا». بدوره اعاد الرئيس التركي عبد الله جول الى الاذهان ان مواطني الدول الاقل نموا يمثلون نسبة 13 بالمئة من سكان العالم. وقال ان «عدد الدول الاقل نموا ارتفع منذ عام 1971 من 25 الى 48 دولة»، مشيرا الى ان «ثلاث دول فقط تمكنت خلال هذه الفترة الخروج من هذه القائمة، اما الفجوة بين الدول الاقل نموا وغيرها فتزيد عمقا». واضاف ان العون الذي سيقدم لهذه الدول لن يقتصر على تدابير مالية، بل سيشمل تبادل الخبرات والدعم السياسي والاجتماعي اللازم وحذر الرئيس التركي من أن الاتصالات الحديثة تعني أن الناس في كل مكان اكثر وعيا بأوجه عدم المساواة بين الدول. وقال إن «الهوة الواسعة بين الدول اكثر وضوحا اليوم للناس في شتى أنحاء العالم». وأضاف جول الذي تقدم بلاده مساعدات قيمتها مليارا دولار للدول الفقيرة من خلال قنوات رسمية وغير حكومية «انه ايضا خطأ أخلاقي ومعنوي أن تكون هناك هذه الهوة الواسعة والتي لا يمكن أن تستمر لاسباب سياسية وأمنية». ومن المقرر ان يستغرق هذا المؤتمر خمسة أيام لمناقشة عدد من القضايا الأساسية منها ارتفاع أسعار المواد الغذائية في الأشهر الأخيرة، والذي يشكل مصدرا لاضطرابات سياسية واجتماعية. ويعرض المؤتمر خططا لتطوير البنية التحتية وتحقيق الاكتفاء الذاتي الاقتصادي ومكافحة الفقر وإيجاد الوظائف في تلك الدول. وسيتم خلال اعمال المؤتمر إجراء تقييم شامل لموقف الدول وشركائها في التنمية من تنفيذ برنامج العمل للعقد 2001 - 2010 لصالح البلدان الأقل نمواً والذي تم اعتماده في بروكسل عام 2001 (برنامج عمل بروكسل)، إلى جانب تبادل أفضل الممارسات والدروس المستفادة وتحديد العراقيل والمعوقات التي واجهت الخطة والإجراءات اللازمة للتغلب عليها وكذا استكشاف التحديات والفرص الجديدة أمام البلدان الأقل نمواً وتحديد الإجراءات اللازمة على الصعيدين الوطني والدولي لمواجهة تلك التحديات والاستفادة من الفرص علي نحو فعال. و يهدف المؤتمر إلى تأكيد التزام الدول المتقدمة بتلبية الاحتياجات الخاصة للبلدان الأقل نمواً الذي اعلنت عنه دول العالم في المؤتمرات الرئيسية ومؤتمرات القمة التي عقدتها الأممالمتحدة الى جانب حشد المزيد من التدابير وإجراءات الدعم الدولي لصالح البلدان الأقل نمواً وصياغة واعتماد شراكة متجددة بينها وبين شركائها في التنمية. وترتكز استراتيجية التنمية في إطار خطة عمل إسطنبول على ضرورة إقران معدلات النمو بالعدالة في توزيع الدخل وهي مكملة لخطة العمل السابقة ببروكسل للعقد الماضي التي كانت تقوم اساسا على النمو القائم على الصادرات. وتضم قائمة الدول الأقل نموا 33 دولة افريقية و14 دولة اسيوية وهايتي وهي الدولة الوحيدة التي تنتمي الى نصف الكرة الغربي. وينطوي معيار الادراج على قائمة الاممالمتحدة للدول الأقل نموا .. أن يكون نصيب الفرد من الدخل القومي اقل من 905 دولارات في العام وارتفاع معدلات وفيات الاطفال وعدم توفر التعليم والتعرض لخطر انعدام الامن الغذائي والاقتصادي.