قالت مصادر أمنية وشهود إن ستة أشخاص قتلوا يوم أمس الأحد بعد إطلاق النار على الحدود اللبنانية الإسرائيلية حيث كان الآلاف يتظاهرون في ذكرى النكبة. وقال مصدر امني ان ستة فلسطينيين قتلوا وجرح نحو 40 شخصا عندما فتحت القوات الاسرائيلية النار على المتظاهرين قرب الشريط الشائك الحدودي في منطقة مارون الراس على بعد كيلومتر واحد من مستعمرة افيفيم الاسرائيلية. ودعت قوات الطوارئ الدولية التابعة للامم المتحدة العاملة في جنوبلبنان (يونيفيل) الجانبين اللبناني والاسرائيلي الى ممارسة «اقصى درجات ضبط النفس» لمنع وقوع اصابات. وقال الناطق باسم اليونيفيل اندريا تننتي ان القوات الدولية كانت على تواصل مع الجيشين اللبناني والاسرائيلي. وكان من المقرر ان يشارك هؤلاء في «مسيرة العودة الى فلسطين» التي شارك فيها آلاف اللاجئين الفلسطينيين من مناطق لبنانية عدة في ذكرى النكبة في منطقة مارون الراس. ودعا المنظمون عبر مكبرات الصوت المتظاهرين الذين تجاوزوا القوى الامنية وتقدموا باتجاه الشريط الشائك الى العودة الى اماكنهم وعدم التعرض للجيش اللبناني. وكان الجيش اللبناني أطلق النيران في الهواء في وقت سابق من يوم أمس الاحد في محاولة لمنع المحتجين من الوصول الى الحدود لكن العشرات تمكنوا من اختراق صفوف الجيش والاقتراب من الشريط الحدودي حيث القوا الحجارة من فوق السياج الشائك على الجانب الاسرائيلي بالحجارة ولوحوا بالاعلام الفلسطينية. وكانت عشرات الحافلات التي حملت اسماء قرى فلسطينية هجرها اهلها منذ العام 1948 وبينها صفد وحيفا وعكا ولوبية وغيرها نقلت المتظاهرين من المخيمات الفلسطينية في لبنان باتجاه مارون الراس. وهتف المتظاهرون «الشعب يريد العودة الى فلسطين» و ارحل ارحل يا محتل بأرضي ما فيك تظل» و «ع القدس رايحين شهداء بالملايين» و «يا محتل اطلع برا فلسطين حرة حرة». واطلق متظاهرون كانوا يعتمرون قبعات بيضاء وضع عليها علم فلسطين بالونات بالوان العلم الفلسطيني المؤلف من الاحمر والاسود والابيض. وقال احد المنظمين (اياد ابو العينين) من مخيم الرشيدية في صور بجنوبلبنان ان هدف المسيرة هو تذكير الاجيال الجديدة التي ولدت لاجئة خارج الوطن ان هناك اراضي لاهلنا واجدادنا سلبها اليهود وهجرونا منها ويجب استعادتها. وتجمع المتظاهرون في قرية مارون الراس التي كانت قد شهدت معارك ضارية بين حزب الله اللبناني وقوات الجيش الاسرائيلي في حرب يوليو تموز عام 2006. وقال نائب حزب الله في البرلمان اللبناني حسن فضل الله الذي كان يشارك في فعاليات مسيرة العودة «ان حزب الله اذ يدين هذه الجريمة الاسرائيلية التي هي برسم الاممالمتحدة والهيئات الدولية ... يؤكد وقوفه الى جانب الحراك الشعبي الفلسطيني في كل المناطق سواء في الداخل او على الحدود». واضاف ان هذا الاعتداء الاسرائيلي على اللاجئين الفلسطينين العزل في جنوبلبنان والجولان وما اسفر عنه من سقوط شهداء وجرحى يشكل انتهاكا خطيرا لابسط حقوق الانسان وللقواعد القانونية وللاعراف الدولية وهو يأتي في سياق سياسة اسرائيلية متعمدة لالحاق اكبر عدد من الاصابات في صفوف المدنيين الفلسطينيين الذين كانوا يعبرون عن حقهم الطبيعي بالعودة الى ارضهم وبلادهم المحتلة. وحمل فضل الله اسرائيل المسؤولية الكاملة عما حدث وعن جريمتها. ومضى يقول ان ما جرى اليوم على الحدود في بلدة مارون الراس وفي الجولان هو تجسيد لارادة الشعب الفلسطيني المتمسك بحق العودة وهو اعادة لتوجيه مسار الاحداث في العالم العربي نحو القضية المركزية اي مركزية فلسطين.