المسابقات الثقافية والفنية.. أين هي؟! لا أجافي الحقيقة مطلقاً حين أقول جازماً إن المسابقات الثقافية والفنية (متواضعة) وشحيحة وتفتقر إلى الكثير من التأثيرات أو المؤثرات لإنجاحها في الخارطة البرامجية لفضائياتنا.. إذا كان هناك خارطة أصلاً.. يا جماعة الخير نريد برامج ثقافية وفنية ومسابقات في هذا الجانب باستمرار.. من حق الناس أن تفرح وتدخل مساحة حقيقية للابتهاج وقضاء الأوقات الممتعة والسعيدة، خاصة في الإجازات والعطل الأسبوعية.. مش كله سياسة ووجع قلب.. أرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء. تركيا.. تغزو العالم العربي لا يختلف اثنان في أن تركيا غزت العالم العربي مؤخراً (درامياً) عبر عدد واسع من المسلسلات الاجتماعية والعاطفية.. النجاح التركي في هذا الجانب همش الدراما العربية إلى حد كبير ومخيف.. لماذا؟! لأن المواطن العربي أو المشاهد العربي سئم من قصص المسلسلات العربية وصيغة المؤثرات الفنية والمناظر الطبيعية والموسيقى (التايوانية) التي ترافق المشاهد المكررة تقريباً.. نريد تجديداً حقيقياً لروح وبنية العمل الدرامي العربي والاهتمام ولو بحدود معقولة بالمشاكل الاجتماعية الرئيسية التي حركت الشارع العربي، كما أن المشاهد العربي واليمني خصوصاً بحاجة (للمسة حنان) تعيد إليه الإحساس بالرومانسية المفتقدة التي أصبحت من أطلال الماضي وخرافات الأمس القريب. ضبابية المشهد السينمائي اليمني من المضحك حقاً إنتاج فيلم سينمائي يمني وليس لدينا دور عرض سينمائي مناسبة ولو في عدد معقول من مديريات المحافظات الكبرى كصنعاء وعدن وتعز وحضرموت والحديدة وغيرها.. إلى متى نظل في هذه الوضعية الثقافية والفكرية والإنسانية المزرية.. وإلى متى سنظل نكتب وحالنا (كمغني جنب أصنج)؟. إن وزارة الثقافة مطالبة أكثر من أي وقت مضى بتفعيل هذا الحقل الثقافي والفكري والإنساني لتحريك المياه الراكدة في مفاصل عقل الجماهير التي تشبعت باليأس والإحباط والتبلد الحسي والجمالي وافتقدت شفافية الإحساس بالروح ورنين الذات الممزوج بالتوهج الإبداعي والعقلي بعيداً عن ثقافة (السكني تجاري) ومنظومة الهم الاجتماعي والأسري وتقوقع العقل والروح في مساحات مجموعات الأزمات و(البلاوي الزرقاء)، وهموم الماديات المثخنة بمحطات الأنين والوجع الذي سلب منا وهج الخيال الجميل وشغفه الأزلي برؤى جديدة وعوالم مثيرة تستحق أن نعيش لأجلها بعيداً عن دوائر الحياة الرمادية اللامعقولة وانفعالات المصالح والهموم.
