* الشيخ عبدالمجيد الزنداني ذهب مبكراً إلى المعتصمين في العاصمة يبشر بعودة الخلافة الإسلامية .. الدولة الدينية التي يحن إليها رجال الدين والحركات الأصولية التي تتقدمها حركة الإخوان المسلمين .. دولة لا مكان فيها لأحد غير هؤلاء الذين يعتبرون أنفسهم ظل الله في الأرض وورثة الأنبياء .. دولة لا مكان فيها للتعددية والتنوع المذهبي والسياسي والثقافي .. دولة معادية .. إما هذا ومن أبى فهذا .. السيف. الشيخ المؤيد والشيخ صعتر والشيخ الحزمي لم يكونوا أقل صراحة من الشيخ الزنداني في التبشير بالخلافة الإسلامية التي ستبسط ظلالها في ربوع اليمن بفعل هذه التي سموها ثورة سلمية، وإذا كان هؤلاء الأخيرون قد تراجعوا قليلاً من باب التكتيك السياسي، فإن الشيخ الزنداني يواصل عملية التبشير بالحكومة "الإلهية" التي سيحكمون فيها بتفويض إلهي. * رجال الدين الإخوانيون ذوو التكتيك السياسي الغبي عوض غباءهم سياسيون إخوانيون أبرزهم رئيس كتلة الإخوان النيابية بافضل الذي بدا واثقاً وجاداً وهو يؤكد أن الأصوليين بعد الثورة السلمية"!" سوف يجتثون النظام الحاكم من أساسه وسوف يستأصلون حزب المؤتمر الشعبي العام وسوف يحاكمونهم ويذبحونهم كما تذبح النعاج. نحن إذن أمام حقيقة .. حقيقة لأن أصحابها متحمسون لها وصادقون فيها .. دولة الاستئصاليين الذين في حال نجاحهم لن يبقوا خصماً ولا معارضاً ولا مختلفاً معهم في الرأي على قيد الحياة. يقولون هذا عن النظام الذي قدم لهم الخدمات وتركهم يفيدون من إمكانيات الدولة، ويقولون هذا عن المؤتمر الشعبي الذي اعتبروه حليفاً لهم في مختلف المراحل وإلى ما قبل عشر سنوات.. فماذا لو تخلوا الآن عن التكتيك السياسي وجاهروا بعزمهم تجاه من اعتبروهم ولا يزالون يعتبرونهم أعداء وكفاراً وأهل ضلالة؟ ماذا عن الإشتراكيين وأتباع من يسمونه الملحد عبدالناصر والصليبي ميشيل عفلق؟.. وماذا عن الزيدية المنحرفة والصوفية المبتدعة والشيعة الرافضة؟ * ومن المؤسف أن كل هؤلاء المستهدفين غير شجعان في تحديد موقف صريح من هؤلاء التتريين الاستئصاليين. فهم يدركون خطر التتار الجدد، وبدلاً من مقاومته يكلون المهمة للمؤتمر الشعبي، و "يغامزون بالغدرة" .. يتواصلون سراً وغالباً بطرق غير مباشرة مع قيادات السلطة وحزبها يؤيدون ضرب العصابات الإجرامية والإرهابية ويشجعون على مزيد من التصدي للمشروع الإخواني التتري. وفي العلن مداهنون .. لا مع هؤلاء ولا مع هؤلاء.. وإذا اضطروا للموافقة على بيان جماعي .. سارعوا للقول: قلنا ذلك بوصفنا جزءاً من جماعة أو تحالف .. لكن إذا تفردنا فلنا رأي مختلف. ونصيحتي لقيادات الحزب الحاكم ألا يركنوا إلى هؤلاء المذبذبين ظالمي أنفسهم .. لأنهم يلعبون على حبلين، وشعارهم نحن مع من غلب! بينما التحدي الإخواني التتري لا يحتمل سوى موقف واحد.