أعلن حلف شمال الأطلسي مواصلة عملياته العسكرية في ليبيا حيث أكد الأمين العام للناتو أندرس فوغ راسموسين أن إيقاف العمليات حاليا سيؤدي إلى سقوط ضحايا بين المدنيين. وزارة الخارجية الفرنسية ذكرت أن فرنسا تعارض أي توقف في عمليات التحالف في ليبيا، مشيرة الى أن ذلك يمكن أن يسمح للقذافي بكسب الوقت وإعادة تنظيم صفوفه. وأعلن الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو أن المدنيين هم الذين سيعانون في نهاية الأمر من نتائج أية إشارة ضعف من جانب التحالف. وكان وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني قد طالب يوم الأربعاء الماضي بوقف فوري للعمليات القتالية في ليبيا، واستحداث ممرات لإيصال المساعدات الإنسانية الى المناطق المتضررة. و نقلت وسائل إعلام عن فراتيني قوله في اجتماع لجنة الشؤون الخارجية والسياسية في الاتحاد الأوروبي مساء أمس الأول: "شاهدنا آثار الأزمة وعمليات الناتو ليس في المناطق الشرقية والغربية بل في طرابلس أيضا". وأضاف أن تعليقا فوريا للعمليات الحربية "ضروري لأجل التمهيد لافتتاح ممرات لإيصال المساعدات الإنسانية". وأكد وزير الخارجية الإيطالي أن بعض المناطق الليبية تحتاج إلى مساعدات إنسانية عاجلة بينها مدن في غرب البلاد. وقال: "وقف القتال سيكون على ما يبدو حلا معقولا". عمرو موسى وكانت السلطات الليبية قد نشرت صورا حية لقصف حافلة ركاب في مدينة ككلة من قبل قوات الناتو أسفر عن قتل 22 راكبا وجرح آخرين ، فيما كانت الحكومة الليبية قد طالبت المنظمات الدولية الحقوقية والإنسانية وكذلك الأممالمتحدة بإرسال لجان لتقصي الحقائق إلى ليبيا بشكل عاجل للإطلاع عن كثب على ما وصفتها بجرائم ((الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها حلف الأطلسي)) ضد الشعب الليبي. الى ذلك أعرب عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، عن تحفظاته على الحملة العسكرية التي يخوضها حلف الناتو في ليبيا، ودعا إلى وقف تام لإطلاق النار وسرعة إجراء محادثات بين العقيد معمر القذافي والمجلس الوطني الانتقالي للوصول إلى تسوية سياسية بين الجانبين. و قال موسى فى حديث لجريدة "الجارديان" البريطانية إنه يعيد النظر الآن في آرائه حول حملة الناتو العسكرية في ليبيا. و أرجع موسى أسباب تحفظاته إلى سقوط العديد من المدنيين جراء القصف. وتابع أمين عام جامعة الدول العربية قائلا: "أعتقد أن الحملة العسكرية لن تسفر عن انفراجة ولا يمكن أن تكون لها نهاية حاسمة"، مشددا على أن "الوقت الحالي هو الوقت المناسب لكل الأطراف للقيام بكل ما في وسعها للتوصل إلى حل سياسي". وأضاف موسى أن "المحادثات السلمية لا بد أن تبدأ مع وقف فعلي لإطلاق النار وتحت إشراف دولي، يقبله الطرفان ويتم تطبيقه بحذافيره، ثم يبدأ التحرك نحو فترة انتقالية، للتوصل إلى تفاهم حول مستقبل ليبيا".