تصوير/صقر العقربي : امتلأت قاعة محمد علي لقمان بجامعة عدن أمس الأحد بالحضور لتوديع وتكريم الدكتور/ مبارك حسن الخليفة الطير المهاجر إلى عشه بعد غياب طال "34" عاماً في التحليق بين آفاق العلم والإبداع . وفي الحفل الذي نظمته جامعة عدن والذي بدأ بآي من الذكر الحكيم ألقى الدكتور/ عبدالعزيز صالح بن حبتور رئيس جامعة عدن كلمة أشاد فيها بمناقب الدكتور/ الخليفة الشخصية التي تتميز بخصال عديدة أهمها مقدرته على خلق بيئة أكاديمية وثقافية دافئة بينه وبين زملائه وطلابه . أوضح الدكتور/ بن حبتور أن الشخصية التي يحتفى بها التي جاءت قبل 34 عاماً ما زالت تحمل في فكرها أحلاماً جميلة تريد أن تغير بها الواقع الإنساني والإجتماعي والمتمثل في أشعاره وكتاباته في المنتديات وقاعات المحاضرات وفي كل مواقع الأدب والعلم على حدٍ سواء ، مشيراً إلى أن قضيته الأساسية هي نضاله لأجل تطوير اللغة العربية التي تعرضت لإهمال كبير. وأشاد رئيس جامعة عدن بالدور الكبير الذي لعبته هذه الشخصية العلمية والأكاديمية العربية الكبيرة في زرع العديد من الشتلات هنا وهناك وأصبحت من بعده قمماً في اللغة العربية بجامعة عدن وبقية الجامعات اليمنية والعربية ، كونه يحمل رسالة علمية وأكاديمية سامية وهي الحفاظ على اللغة العربية . ولفت الدكتور/ بن حبتور إلى أن جامعة عدن ملتزمة من الناحية الأدبية والأخلاقية بتكريم روادها وأساتذتها موضحاً أن الخليفة أعطى لليمن أكثر مما أعطاه للسودان ، وأنه أحد من القمم والمصادر الرئيسية التي يعتمد عليها الطلاب وزملاؤه الأساتذة. من جانبه عبر الدكتور/ مبارك حسن الخليفة عن سعادته الغامرة بهذا اليوم الذي يودع فيه أحبابه من طلاب وزملاء مهنة عمل معهم أكثر من ثلاثين عاماً في رحاب جامعة عدن والعديد المنتديات الأدبية ووسائل الإعلام المختلفة ، معرباً عن شكره وامتنانه لهم بقصيدة شعرية بعنوان (فراقٌ حزين). وفي كلمة اتحاد الأدباء والكتاب بعدن ألقى الأخ/ جنيد محمد الجنيد عضو الأمانة العامة لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين كلمة جاء في مستهلها " إننا نقف اليوم في حضرة شيخنا الجليل وفي هذه اللحظة لا نستطيع إخفاء الدمعة المتحسرة على فراقه لعدن ولكلية التربية منذ ارتباطه بها في العقد الأول لتأسيسها . وأوضح الأخ/ الجنيد أن مساهمات الدكتور/الخليفة عملت على إرساء التقاليد الرصينة للغة العربية وكان له التميز بصورة منفردة في نقل نشاطه خارج أسوار الجامعة ، كونه يعد قلباً مفتوحاً كالشجرة المثمرة ، فبتواضعه وابتسامته ورعايته للطلاب ذوي المواهب المختلفة مكنهم من تجاوز العثرات وفتح أمل الحياة أمامهم وأضاء قناديل الشعر في حياتهم . فيما ألقيت كلمة نيابة عن طلبة وزملاء الدكتور/ خليفة ألقاها الدكتور/ أبوبكر الحامد أشار فيها إلى أن هذا الاحتفاء يعد حدثاً أكاديمياً وأدبياً وتربوياً كبيراً ولفتة كريمة من قيادة جامعة عدن في تكريم المبدعين والمبرزين من الرعيل الأول الذين شاركوا في تنمية العقول العربية تنمية فعالة وساهموا بشكل مباشر وغير مباشر في تأسيس جامعة عدن وكلياتها. وأضاف قائلاً " أن الدكتور/ الخليفة أستاذ وأكاديمي وشاعر وناقد وإعلامي فنحن نبادله الوفاء بالوفاء والصدق بالصدق والمحبة بالمحبة . كما ألقى الدكتور/ أنيس باطايع نائب عميد كلية التربية عدن كلمة الكلية أشار فيها إلى أن هذا الحفل الوداعي وتكريم لهذا الأستاذ الجليل الذي قضى مايقرب من ثلاثة عقود ونصف يقدم عطاءً متفانياً لهذه الجامعة وطلابها والذي تخرج على يديه عشرات الطلاب بل المئات في المستويات الجامعية الأولى والعليا وساهم في ترسيخ التقاليد الأكاديمية في قسم اللغة العربية بكلية التربية عدن . وتطرق في كلمته إلى الجهد العلمي الدؤوب والمتواصل لهذه الشخصية وأضاف " كلية التربية تجد نفسها في موضع الوفاء الذي لابد منه لهذا الأستاذ الجليل الكريم الذي أمتد نشاطه الثقافي والفكري خارج الإطار الأكاديمي بإثرائه الحياة الثقافية في بلادنا ". وفي كلمة الأخ/ نجيب يابلي صديق المحتفى به عن زملاء الدكتور/ مبارك في المجال الإعلامي سلط الضوء على اهتمامات الدكتور/ الخليفة الصحفية ، من خلال حبه وعمله وابداعه في العمل الصحفي والإعلامي وحضوره الكبير في الصحافة والإعلام بعدن واليمن بشكل عام بمشاركاته وكتابته للمقالات الصحفية. وألقيت عددٍ من القصائد الشعرية للدكتور/ مبارك الخليفة التي تغنى فيها باليمن والسودان قرأها الدكتور/ مبارك سالمين، والدكتور/ علوي عبدالله طاهر، وشوقي شفيق عبرت في مجملها عن إبداع وتميز أشعار الدكتور/ مبارك الخليفة . عقب ذلك قام الدكتور/ عبدالعزيز صالح بن حبتور رئيس جامعة عدن بمنح الدرع الذهبية لجامعة عدن بذكراها الأربعين للدكتور/ مبارك الخليفة تقديراً لدوره الثقافي والتنويري والعلمي في جامعة عدن ومدينة عدن واليمن طوال 34 عاماً من البذل والعطاء العلمي المتميز. كما منح الدكتور/ خليل إبراهيم محمد الأمين العام للجامعة، وكذلك كليات التربية (عدن ، وصبر، ولودر ، وزنجبار ، والضالع ، وشبوة ) وكلية الآداب، ودار جامعة عدن للطباعة والنشر، ومركز المرأة للبحوث والتدريب ، والإدارة العامة للإعلام بالجامعة دروع الكليات وشهادات تقديرية وهدايا رمزية للدكتور/ مبارك الخليفة ، بالإضافة إلى منح منتدى اليابلي ، ومنتدى الوهط ، ومنتدى الباهيصمي ، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، والمعهد الإعلامي بعدن ، وإذاعة عدن البرنامج الثاني ، وجمعية أجيال الغد الشبابية التي قدمت شهادات تقديرية للمحتفي به. حضر الحفل التكريمي والتوديعي الدكتور/ سليمان فرج بن عزون نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية ، والدكتور/ أحمد علي الهمداني نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا والبحث العلمي ، والدكتور/ محمد أحمد العبادي نائب رئيس الجامعة لشؤون الطلاب ، وعمداء الكليات ورؤساء المراكز والأقسام العلمية ، وكل محبي وطلاب وزملاء الدكتور/ مبارك الخليفة. الجدير بالذكر أن الدكتور/مبارك حسن الخليفة، عمل منذ العام 1977م، أستاذاً للغة العربية في كلية التربية عدن، ويعترف المثقفون في اليمن بفضله في الحركة الثقافية اليمنية، وفاق عدد طلابه من حملة الدكتوراه في اليمن عشرين طالباً جميعهم في مراكز مرموقة في الجامعات اليمنية، وتكريماً لدوره البارز قامت وزارة الثقافة بطباعة بعض أعماله ومؤلفاته. ويلقب الدكتور/مبارك حسن الخليفة بالسوماني الأول في اليمن، وهو مشهور بحبه وعشقه لمدينة عدن، بل أضحى علماً من أعلامها ، ويعرف الأستاذ مبارك بعاشق عدن حيث يعرفه الصغير قبل الكبير في هذه المدينة الحالمة على وسادة التسامح ولحاف الحب.