* قرأت في الأخبار أن الشرطة الجزائرية ضبطت ستة أطنان من لحوم الحمير كانت معدة للتصدير على أنها لحوم أبقار وأغنام. ومن قبل عرفت هذه التجارة بالرواج في شهور رمضان خاصة في الجزائر والمغرب حيث يزداد الطلب على اللحوم في رمضان، فيجد فاسدو الأخلاق والذمم فرصتهم، ويغطون نقص اللحوم في السوق بسلخ الحمير وبيع لحومها بوصفها لحوم مواش مجلوبة من أفضل المراعي. وهذه المرة قيل إن لحوم الحمير الجزائرية نفق سوقها في ليبيا حيث ينشغل الليبيون بالحرب منذ أشهر ويبدو أنهم أهملوا تربية المواشي، فجاء تجار الحمير في الوقت المناسب. والمسلمون فاسدو الأخلاق والذمم موجودون في كل مكان أو في كل بلد، وكثيراً ما جاءت وتجيء الأخبار من هنا وهناك عن ضبط قصابين أو جزارين يجزرون الحمير والكلاب والقطط ويقدمون لحومها طازجة أو معلبة بوصفها لحوم أبقار مدللة وكباش مخصية. وعندما ينحط المسلم إلى هذا المستوى من القبح والسلوك المذموم، وفي شهر رمضان حيث تفيض الروحانية في كل الأرجاء، فنحن بإزاء انتكاسة إيمانية وأخلاقية. * لكن هل المسألة تقف عند لحوم الحمير؟ الغش في مجتمعنا ينتعش أكثر في شهر رمضان.. صاحب متجر بيع التمور يغريك بالمسواك والسبحة ويبيعك تموراً فاسدة. وتجار الجملة يعرضون سلعهم التي انتهت صلاحياتها في الوقت المناسب.. وقت هياج السوق وشدة الطلب.. في رمضان.. وشهر كريم. ما لا يصلح ولا ينفق في السوق يحفظ إلى سوق رمضان. وشهر كريم. الاحتكار يكثر في رمضان.. وشهر مبارك.. الأسعار ترفع رأسها في رمضان.. وشهر كريم. وأقبح ما يكون عليه بعض المسلمين يظهر في رمضان. وفي رمضان أيضاً يكثر جمع المال باسم البر لاستخدامه في الشر. الناطق باسم الداخلية السعودية قال إن الشبكة الإرهابية التي تم ضبطها العام الماضي مولت أنشطتها الإرهابية من أموال جمعتها في رمضان من المزكين والمعتمرين والمحسنين باسم رعاية اليتامى والمساكين والجوعى.. وشهر كريم. * إضافة إلى كل ما سبق، رمضان في اليمن هذا العام يشهد أسوأ ما يمكن أن يرتكبه يهودي يوم السبت.. وأين ما نحن فيه من اصطياد سمكة في يوم سبت.. إخواننا المسلمون جعلوه شهر جهاد.. وجهاد ضد من؟ ضد اليمنيين.. في رمضان قتلوا أكثر.. وفي رمضان اجتهدوا أكثر في حربهم على الجنود ومحاولة الاستيلاء على معسكرات الحرس الجمهوري.. في أرحب يفطرون بغارة على معسكر ويمسكون بغارة. أحزاب اللقاء المشترك قررت أنه في 17 رمضان ذكرى غزوة بدر، سوف تعلن تشكيل المجلس الوطني من جمعية وطنية.. ورمضان كريم.. لماذا 17 رمضان بالتحديد وليس 16 أو 18 أو 20؟ حتى الأحزاب السياسية انتكست إلى المنحدر الديني وهي تحمل ما تقول إنه "مشروع وطني".. ورمضان مبارك.. ومرحباً بغزوة بدر الجديدة. غزوة تعز في رمضان هذا يبلي فيها الإخوان المجاهدون بلاء.. مساء أمس قتلوا جندياً وأصابوا ثلاثة، ولم يذكروا شيئاً عن عدد الأسرى.. ما مر يوم من هذا الرمضان دون أن يقتلوا أو يصيبوا جندياً أومدنياً.. وسيان عندهم المعسكر والشارع العام.