حديثنا عن أحداث اليمن الوطن الكبير ليس حديثا عن شركة أو مؤسسة بل عن يمن يحوي ما يزيد على اثنين وعشرين مليون إنسان وعقل وطريقة تفكير.فالخلاف وارد بل هو سنة ربانية اقترنت بوجود الإنسان واحتكاكه بأخيه الإنسان ولن تنتهي إلا بانتهائه بقيام الساعة.. وما يجب علينا كيمنيين هو إدراك هذه الحقيقة والتيقن بأن حل هذا الخلاف خاصة في وضع تماثل وتقارب القوى الحاصل لا يكون بالقوة والفرض والغصب والقتال لان الصراع في مثل هكذا وضع لن يوجد منتصراً واحداً بقدر ما سيجعل الخسارة جماعية مؤديا إلى طريق اللا عودة وخالقا وضع الصفر (خسارة الكل ودمار البلد). وستمتد الآثار السلبية لهذه الخسارة على اليمن الإنسان وعلى اليمن الأرض وستبقى الآثار المؤلمة تثرى خبثا وتحيق شرا بتاريخ اليمن القادم وبجغرافيته القائمة.. وستستحيل اليمن إلى مشكلة بل وبؤرة مشاكل قاتلة للداخل ومقلقة للخارج. وعليه يا نخبنا السياسية، يا سلطتنا، يا معارضتنا، يا كل أطياف الفعل ورد الفعل في الساحة الوطنية نناشدكم العقل وانتم عقلاء، نناشدكم الترفع وانتم كرماء نناشدكم الله يا من لا تعجزونه.. بأن تتنصروا لليمن وان تنتصروا لهذا الشعب وأن لا تجعلوا خلافكم وصراعكم ومخاوفكم التي قد نتفهمها تئد الأحلام و تحيل البلاد إلى قاع صفصف و العباد إلى جثث هامدة.. انتصروا للفعل السياسي واستغلوا الهيجان الشعبي لتعظيم مكاسبكم ولا ضير، وليكن القادم شراكة لكم اليد الطولى فيها، فشراكة بتبصر خير من قتال كله أذى .. من أجل الحفاظ على ما هو أغلى من الكعبة ومن هدمها حجراً حجراً بقول احكم الخلق وأفضلهم محمد رسول الله الخاتم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله.. وما دام كل واحد منا يمتلك حياة واحدة فقط فلماذا لا نفكر ولا نتعظ والخراب حل أو كاد.. من الخير للبلاد والعباد أن تنتهي هذه الأزمة وينفك هذا التخنق الذي تعيشه البلاد بأسرع وقت.. وفي تفويض الأخ الرئيس علي عبدالله صالح لنائبه الفريق عبدربه منصور هادي بصلاحيات التعامل مع المبادرة الخليجية خطوة تحرك الركود وتستبعد الصدام فهي فرصة توافق على الحل ومن الغباء تجاهلها لخوف أن تكون الأخيرة وعليه فالتعامل الإيجابي معها من قبل الأطراف المعنية هو انتصار للحكمة اليمانية وهو الطريق الصحيح و مسلك السلامة لكونها بوابة حل وخارطة طريق للسير بخطوات واثقة ومطمئنة نحو تنفيذ المبادرة الخليجية.. وخير الكلمات القليلة الدالة.. والله وخير اليمن من وراء القصد. ولنا لقاء.. [email protected]