منذ الأيام الأولى للحرب الضارية التي شنتها الجماعات المسلحة على عاصمة أبين (زنجبار) وسيطرتها الكاملة عليها في(27) مايو الماضي وتحول المشهد إلى وضع إنساني مؤسف بالمدينة، ما أجبر سكانها على النزوح من مساكنهم والانتقال إلى محافظتي عدن ولحج وعدد من المناطق والمديريات الآمنة. استقبل أبناء عدن إخوانهم المشردين من ديارهم بأبين بضمير إنساني وأخلاقي أصيل وتحركوا لمساعدتهم مع الجهات المسؤولة بالمحافظة والمنظمات والجمعيات الخيرية ووضع معالجات لإيوائهم في المدارس والبعض فتحوا لهم البيوت أكانوا أقاربهم أم لا كجانب إنساني صرف تجلى في تلك الأيام المأساوية التي امتحن بها أهالي زنجبار وحتى اليوم وبعد نزوح أعداد كبيرة من جعار هرباً من القصف الصاروخي ما زال أبناء عدن بنفس النفس في تحمل إخوانهم ومساعدتهم لمواجهة ظروفهم الحرجة التي وصلوا إليها. إن هذا الموقف الرائع لأبناء مدينة عدن الحبيبة لا يمكن نسيانه من أهل أبين وسيظلون يتذكرونه ما عاشوا، حسناً يحسب لأهالي عدن وهم يتقبلون هذا العبء ويخففون عن إخوانهم المأساة التي لم تكن في حسبانهم يوماً ومن جميع الجوانب بما في ذلك مساعدة الكثيرين بالصبر على دفعهم إيجارات المنازل ومراعاة الجانب الإنساني.. شخصياً اعتبر المواطنين العاديين ورجال الخير في الجمعيات الخيرية ومنظمات الإغاثة أفضل ألف مرة من سلطة هذه المحافظة المحلية والتنفيذية التي ما زالت بدون محافظ منذ زهاء نصف عام وفي المقابل هناك مسؤلون يغطون هذا الفراغ و للأسف لم أر واحداً منهم ينزل إلى المدارس التي يتواجد فيها النازحون للتعرف على أحوالهم والظروف التي يعانون منها ولو من قبيل إسقاط الواجب .. صحيح أنني سمعت عن بعض الاجتهادات الشخصية من الوكيل أحمد سالمين وهو من أبناء أبين ونجل الزعيم المناضل الرئيس الراحل سالم ربيع علي ، لكن ماذا بيده إنه يعمل وهو بدون إمكانيات فيما شاهدت بالأمس الأمين العام لمحلي عدن عبدالكريم شائف يجتمع في فندق ميركيور في خورمكسر لبحث الحلول لإخراج النازحين من المدارس نظراً لبدء العام الدراسي الجديد.. وحده اللواء صالح الزوعري محافظ أبين الذي يواجه الكارثة بامكانيات محدودة لكن نيته أخلص في معالجة الكثير من المشكلات فيما نسمع عن مئات الملايين كهبات تصرفها قيادات لأشخاص يستثمرون المصاب الجلل الذي دمر أبين وأدخل أبناءها في نفق مظلم . واللافت أنه حتى الدعم الذي نسمع أن الدولة تقدمه لإغاثة منكوبي أبين عبر الوحدة التنفيذية للمخيمات ذهب إلى غير مستحقيه وهناك مئات الأسر لم تصلها أي معونات رسمية تذكر حتى بعد مرور أربعة أشهر على تراجيديا الأحداث الدامية بأبين وكذا المعونة العمانية لا ندري من الذي يستثمرها .. بالمقابل أثمن جهود الدكتور عبدالله الدحيمي مدير الوحدة التنفيذية للمخيمات الذي تقرأ في ملامح وجهه الرحمة والإنسانية والنزاهة والزهد ..لكن قد تكون خطواته تجاه النازحين تصطدم وتحبط من قبل بعض النافذين.. ختاماً أبين وأبناؤها يحيون أبناء عدن ونسأل الله أن يخرج الجميع من هذا المأزق.