اعتبر محافظ أبين اللواء الركن صالح حسين الزوعري الانتصار الكبير الذي حققه المقاتلون الأبطال من أبناء القوات المسلحة بالمنطقة العسكرية الجنوبية بمساندة سلاح الطيران والبحرية والقوات الخاصة بمكافحة الإرهاب على العناصر الإرهابية المسلحة التابعة لتنظيم (القاعدة) في زنجبار انجازاً عظيماً جاء بفضل حرص واهتمام ودعم القيادة السياسية بزعامة القائد الرمز الرئيس علي عبدالله صالح (حفظه الله) ونائبه المناضل الفريق عبدربه منصور هادي اللذين حرصا على متابعة أحداث الحرب ضد الإرهاب بصورة دائمة، مشيراً إلى أن فخامة الرئيس كان حريصاً على التواصل والمتابعة حتى وهو على سرير العلاج، فيما الأخ النائب ظل ومازال يتابع الأحداث باستمرار مع القيادة العسكرية ممثلة بوزير الدفاع وقيادة المنطقة الجنوبية إلى أن تحقق هذا المكسب. وقال اللواء الزوعري في حديث لصحيفة (14 أكتوبر) عقب الانتصار الذي احرزته القوات المسلحة الأسبوع الماضي (إن أفراد وضباط الوحدات العسكرية قدموا أروع البطولات وتضحيات سخية تمثلت في الشهداء الذين سكبوا دماءهم في مواقع الشرف والرجولة حتى تكللت إرادتهم وعزيمتهم الفولاذية بالنصر وهنا لاننسى المواقف الجبارة والأدوار البطولية لأبناء قبائل محافظة أبين الذين واجهوا ببسالة عصابات الإرهاب واستشهد العشرات في حسان والعرقوب ومودية ولودر وزنجبار وجعار وغيرها من مناطق أبين). وأوضح أن المحافظة تعرضت لاضرار جسيمة وحالة من التدمير والخراب الشامل على أيدي الجماعات الإرهابية للقاعدة التي لم تكتف بارتكابها جرائم القتل وسفك الدماء وترويع المواطنين الآمنين وإجبارهم على النزوح من منازلهم بشكل جماعي خصوصاً في عاصمة المحافظة زنجبار وأمتد ذلك إلى مديرية جعار .. بل وصلت ممارساتها حد اغتيال وسجن وتعذيب المئات ممن بقوا لحراسة بيوتهم وأقدمت على نهب المباني والمقرات الحكومية وفروع المؤسسات والبنوك وخطوط وأسلاك الكهرباء والمحولات ولم تترك حتى النوافذ والأبواب وطال ذلك منازل المواطنين، وهذا المشهد المريع حول مدينة زنجبار وهي المركز الإداري الرئيسي للمحافظة إلى خراب مريع لايصدقه العقل والمنطق الأمر الذي يجعلنا اليوم أمام تحد كبير خاصة بعد تحريرها وتطهيرها ممن تبقى من جيوب الإرهابيين ومن الألغام، هذا التحدي والوضع العصيب يحتاج إلى تضافر كافة الجهود الرسمية وجهود المنظمات الداعمة والمجتمع الدولي الذي يدعم مكافحة الإرهاب بايجاد الدعم الكافي الذي يوازي حجم الكارثة. وفي أولوياتنا العمل على إعادة الخدمات الضرورية للمواطنين من كهرباء ومياه شرب، ونحن سنعاني وسنواجه صعوبات في الايام القادمة أمام الترتيبات الخاصة بعودة المواطنين الذين نزحوا من منازلهم في زنجبار وجعار ويفوق عددهم حسب إحصائيات الوحدة التنفيذية لإيواء النازحين (100) ألف نازح لابد من معالجة أوضاعهم من حيث إعادة الكهرباء والماء أولاً وهناك مئات المواطنين دمرت منازلهم ونسعى لايجاد حلول ومعالجات ومتفائلون بثقة في توجه الدولة والحكومة وكل الجهات المعنية نحو تسخير الإمكانيات والدعم لإعادة إعمار أبين وانتشالها من تحت ركام الحرب المدمرة. ولفت المحافظ إلى أنه خلال زيارته الإثنين الماضي لمحافظة أبين شاهد جزءاً من الدمار الذي لحق بكل البنى التحتية الحيوية المهمة .. مشيراً إلى أن اجتماع المجلس التنفيذي الأخير قد ناقش جميع القضايا لإيجاد الحلول والمعالجات الاستثنائية لأوضاع المحافظة ومعاناة المواطنين ومنهم النازحون. وأردف بالقول: إننا منذ أن تفجرت الأحداث أواخر مايو الماضي في أبين بذلنا أقصى الجهود لمعالجة مشاكل الناس وموظفي الدولة بتأمين صرف مستحقاتهم من مرتبات وتشكيل لجان خاصة لمتابعة أوضاع النازحين في المدارس وغيرها وتخاطبنا مع الجهات المختصة لاعتماد المشتقات النفطية ومنها مادة الديزل للمواطنين والمزارعين لإحياء مزارعهم التي كادت تتعرض للهلاك، ومتابعة أحوال الجرحى والمصابين ومعالجتهم على نفقة الدولة، وكذلك مساعدة أسر الشهداء الذين سقطوا في المعارك مع الإرهابيين .. وسنظل نعمل حتى إخراج محافظتنا من هذا المأزق المؤسف الذي وصلت إليه، ونحن متفائلون جداً بما توليه قيادتنا السياسية لهذه المحافظة التي دفعت الثمن باهظاً جراء ما ارتكبته العناصر الإرهابية لتنظيم (القاعدة) من جرائم لم يسبق لها مثيل. والله يختبر المؤمنين في مواجهة المحن واجتيازها بصلابة وإيمان. اعتبر اللواء صالح الزوعري محافظ أبين القرار الذي خرج به مجلس الوزراء في اجتماعه الأخير المنعقد الثلاثاء قبل الماضي بالموافقة على إنشاء صندوق إعادة الإعمار للمناطق التي تضررت جراء الحرب المدمرة مع مسلحي (القاعدة) بالمحافظة قراراً صائباً ومؤشراً طيباً على جدية الحكومة في معالجة أوضاع أبين التي تحتاج عملاً مكثفاً وتضافر جميع الجهود لإخراجها من ركام الأحداث والخراب المهول. وكان المحافظ اللواء صالح الزوعري قد قام يوم الإثنين الماضي بزيارة تفقدية لبعض الوحدات العسكرية المرابطة بمحور زنجبار .. كما زار المبنى الجديد لسكن المحافظ الواقع في الشريط البحري شرق مدينة زنجبار ودعا المقاتلين الأبطال إلى اليقظة في التصدي لعصابات الإرهاب مشيداً بالأدوار المشرفة التي أدوها في المعارك ضد عناصر الإرهاب والكفاءة والمهارات القتالية التي أظهروها ولقنوا خلالها المسلحين دروساً قاسية في مواقع الشرف والرجولة.