في كل يوم يتحفنا إعلام الإصلاح (الإخوان المسلمين) وإعلام المشترك بخبر من العيار الثقيل وبمفاجآته المضحكة التي لاتنتهي، وآخرها ذلك الخبر المثير للسخرية بأن من أسموهم بشباب الثورة ألقوا القبض على قناص صومالي الجنسية كان يطلق النار على المتظاهرين من أحد المباني المطلة على ساحة التغيير أثناء مرور مسيرة جماهيرية حاشدة، صباح امس بجوار الجامعة القديمة. وإذا كان هذا الصومالي قد ألقي القبض عليه فعلا ومعه سلاح يقتل به المتظاهرين، كما زعم إعلام الإخوان المسلمين فانه إما أحد طلاب جامعة الإيمان أو من عناصر (القاعدة) المرتزقة الذين فروا من محافظة أبين واستقدمهم الزنداني لمساندة عناصر الإرهاب ضد قوات الجيش في أبين وأرحب ونهم، وبالتالي فانه عدو للجميع ويجب محاكمته ومحاكمة من يقف وراءه، أو أن ذلك الصومالي قد وقع ضحية مليشيات الإصلاح فحملته سلاحا للاستعراض به في واحدة من المسرحيات الهزلية وخاصة أن الخبر يقول أنه تم القبض عليه في أحد المباني المطلة على ساحة الاعتصام أمام جامعة صنعاء وكأنه بذلك يقول للمعتصمين أنا هنا خذوني لإيجاد صورة إعلامية مشابهة لما تبثه قناة الجزيرة عن المرتزقة في ليبيا وهو أمر سهل خاصة وأن اللاجئين الصوماليين بمئات الآلاف في بلادنا. ولعل من كتب سيناريو هذا المشهد الإعلامي وأخرجه على ذلك النحو السيئ, نسي أن القناصة الذين اعتلوا عددا من العمارات في حي الزراعة وباب القاع وشارع التوفيق وبعض العمارات في شارع الزبيري بصنعاء خلال اليومين الماضيين هم من مليشيات الإصلاح والفرقة الأولى المدرعة وجامعة الإيمان وأولاد الأحمر وهم من قاموا بإطلاق النار على المتظاهرين وعلى المواطنين الأبرياء وعلى أفراد القوات المسلحة والأمن بالعاصمة صنعاء، وإذا ما اكتشف أن بينهم صوماليا أوأحداً من جنسية أفريقية أو شرقية أو غربية فليس غريبا لأن علاقة أولاد الأحمر وقائد الفرقة والقيادات المتطرفة في حزب الإصلاح بمثل هؤلاء ليست وليدة اليوم فهي علاقة متجذرة ولها تاريخ طويل مع الجهاد والجهاديين منذ الأيام الأولى لحرب القاعدة وطالبان في أفغانستان منذ عقد الثمانينات مرورا بما شهده اليمن من أعمال إرهابية ووصولا إلى ما يحصل اليوم من أعمال تخريبية وإرهابية وسفك لدماء الأبرياء من المواطنين وأبناء الجيش والأمن من قبل مليشيات الإصلاح والفرقة الأولى مدرع وأولاد الأحمر والزنداني من أجل الوصول إلى السلطة ‘ لا يقل في عنفه وخطورته عما يقوم به عناصر القاعدة من قتل وتخريب ودمار في بعض مناطق محافظة أبين .. ولعل في جعبة إعلام الإصلاح مزيدا من هذه المفاجآت.. فمن يشتري؟