العليمي يتحدث صادقآ عن آلآف المشاريع في المناطق المحررة    نصيب تهامة من المناصب العليا للشرعية مستشار لا يستشار    على الجنوب طرق كل أبواب التعاون بما فيها روسيا وايران    ما هي قصة شحنة الأدوية التي أحدثت ضجةً في ميناء عدن؟(وثيقة)    العليمي يكرّر كذبات سيّده عفاش بالحديث عن مشاريع غير موجودة على الأرض    كيف طوّر الحوثيون تكتيكاتهم القتالية في البحر الأحمر.. تقرير مصري يكشف خفايا وأسرار العمليات الحوثية ضد السفن    رفع جاهزية اللواء الخامس دفاع شبوة لإغاثة المواطنين من السيول    مقتل مغترب يمني من تعز طعناً على أيدي رفاقه في السكن    انهيار منزل بمدينة شبام التأريخية بوادي حضرموت    وفاة الكاتب والصحفي اليمني محمد المساح عن عمر ناهز 75 عامًا    صورة تُثير الجدل: هل ترك اللواء هيثم قاسم طاهر العسكرية واتجه للزراعة؟...اليك الحقيقة(صورة)    صور الاقمار الصناعية تكشف حجم الاضرار بعد ضربة إسرائيل على إيران "شاهد"    عاجل: انفجارات عنيفة تهز مدينة عربية وحرائق كبيرة تتصاعد من قاعدة عسكرية قصفتها اسرائيل "فيديو"    الدوري الايطالي: يوفنتوس يتعثر خارج أرضه ضد كالياري    نادي المعلمين اليمنيين يطالب بإطلاق سراح أربعة معلمين معتقلين لدى الحوثيين    وزير سابق يكشف عن الشخص الذي يمتلك رؤية متكاملة لحل مشاكل اليمن...من هو؟    مبنى تاريخي يودع شبام حضرموت بصمت تحت تأثير الامطار!    رئيس الاتحاد العربي للهجن يصل باريس للمشاركة في عرض الإبل    تظاهرات يمنية حاشدة تضامنا مع غزة وتنديدا بالفيتو الأمريكي في مجلس الأمن    شبوة.. جنود محتجون يمنعون مرور ناقلات المشتقات النفطية إلى محافظة مأرب    شروط استفزازية تعرقل عودة بث إذاعة وتلفزيون عدن من العاصمة    اليمن تأسف لفشل مجلس الأمن في منح العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة مميز    لماذا يموتون والغيث يهمي؟    تعز.. قوات الجيش تحبط محاولة تسلل حوثية في جبهة عصيفرة شمالي المدينة    - بنك اليمن الدولي يقيم دورتين حول الجودة والتهديد الأمني السيبراني وعمر راشد يؤكد علي تطوير الموظفين بما يساهم في حماية حسابات العملاء    الممثل صلاح الوافي : أزمة اليمن أثرت إيجابًا على الدراما (حوار)    بن بريك يدعو الحكومة لتحمل مسؤوليتها في تجاوز آثار الكوارث والسيول    المانيا تقرب من حجز مقعد خامس في دوري الابطال    الحوثيون يفتحون مركز العزل للكوليرا في ذمار ويلزمون المرضى بدفع تكاليف باهظة للعلاج    لحظة بلحظة.. إسرائيل «تضرب» بقلب إيران وطهران: النووي آمن    بعد إفراج الحوثيين عن شحنة مبيدات.. شاهد ما حدث لمئات الطيور عقب شربها من المياه المخصصة لري شجرة القات    تشافي وأنشيلوتي.. مؤتمر صحفي يفسد علاقة الاحترام    الأهلي يصارع مازيمبي.. والترجي يحاصر صن دوانز    العثور على جثة شاب مرمية على قارعة الطريق بعد استلامه حوالة مالية جنوب غربي اليمن    اقتحام موانئ الحديدة بالقوة .. كارثة وشيكة تضرب قطاع النقل    طعن مغترب يمني حتى الموت على أيدي رفاقه في السكن.. والسبب تافه للغاية    سورة الكهف ليلة الجمعة.. 3 آيات مجربة تجلب راحة البال يغفل عنها الكثير    عملة مزورة للابتزاز وليس التبادل النقدي!    مولر: نحن نتطلع لمواجهة ريال مدريد في دوري الابطال    الفلكي الجوبي: حدث في الأيام القادمة سيجعل اليمن تشهد أعلى درجات الحرارة    رغم وجود صلاح...ليفربول يودّع يوروبا ليغ وتأهل ليفركوزن وروما لنصف النهائي    شقيق طارق صالح: نتعهد بالسير نحو تحرير الوطن    نقل فنان يمني شهير للعناية المركزة    تنفيذي الإصلاح بالمحويت ينعى القيادي الداعري أحد رواد التربية والعمل الاجتماعي    ريال مدريد وبايرن ميونخ يتأهلان لنصف نهائي دوري ابطال اوروبا    بمناسبة الذكرى (63) على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين اليمن والأردن: مسارات نحو المستقبل و السلام    قبل قيام بن مبارك بزيارة مفاجئة لمؤسسة الكهرباء عليه القيام بزيارة لنفسه أولآ    وفاة مواطن وجرف سيارات وطرقات جراء المنخفض الجوي في حضرموت    آية تقرأها قبل النوم يأتيك خيرها في الصباح.. يغفل عنها كثيرون فاغتنمها    "استيراد القات من اليمن والحبشة".. مرحبآ بالقات الحبشي    دراسة حديثة تحذر من مسكن آلام شائع يمكن أن يلحق الضرر بالقلب    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    السيد الحبيب ابوبكر بن شهاب... ايقونة الحضارم بالشرق الأقصى والهند    ظهر بطريقة مثيرة.. الوباء القاتل يجتاح اليمن والأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر.. ومطالبات بتدخل عاجل    أبناء المهرة أصبحوا غرباء في أرضهم التي احتلها المستوطنين اليمنيين    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    تأتأة بن مبارك في الكلام وتقاطع الذراعين تعكس عقد ومرض نفسي (صور)    النائب حاشد: التغييرات الجذرية فقدت بريقها والصبر وصل منتهاه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ماذا حدث للآرسنال ؟
نشر في 14 أكتوبر يوم 10 - 10 - 2011

لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن يتراجع أداء الآرسنال في معظم البطولات التي يشارك فيها مع انطلاق الموسم الجديد إلى الدرجة التي يتلقى فيها الهزيمة تلو الأخرى بشكل صادم ومفزع. فأصاب جماهيره بالإحباط الشديد، خاصة وأنهم كانوا يمنون النفس ببداية قوية هذا الموسم تتيح للفريق اللندني أن يتذوق من جديد طعم البطولات الغائبة تماماً عن خزائنه منذ عام 2005، آخر الأعوام السعيدة على الفريق الملقب بالمدفعجية عندما توج بلقب كأس الاتحاد الإنكليزي عقب فوزه على مانشستر يونايتد في النهائي بركلات الترجيح (4-5) عقب تعادل الفريقين في الوقتين الأصلي والإضافي بدون أهداف.
فمنذ بداية الموسم الحالي "2012-2011" خاض الفريق إحدى عشرة مواجهة متفاوتة القوة خسر أربعاً منها "كلها كانت في الدوري" وتعادل في مواجهتين وفاز في خمس، ففي الدوري الإنكليزي الممتاز جاءت انطلاقة كتيبة المدرب الفرنسي آرسين فينغر كارثية بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى حيث تعادل الفريق في المرحلة الأولى خارج ملعبه أمام نيوكاسل بدون أهداف ثم سقط في عقر داره "ملعب الإمارات" أمام ليفربول بهدفين دون رد، قبل أن يلقى هزيمة مدوية وتاريخية أمام منافسه وغريمه اللدود مانشستر يونايتد بثمانية أهداف مقابل هدفين في الأسبوع الثالث في المسابقة، ولكنها كانت هزيمة غير مزلزلة إذ لم يحدث أي تغيير في إدارة الفريق، فاستمر فينغر على رأس الإدارة الفنية واحتفظ جميع اللاعبين بأماكنهم دون أي تغيير يذكر، ليحققوا فوزاً باهتاً على سوانسي الصاعد حديثاً للدوري الإنكليزي بهدف دون رد، قبل أن ينتكس الفريق مجدداً بسقوطه خارج ملعبه أمام بلاكبيرن (4-3)، ثم انتفض الفريق وحقق أفضل نتائجه هذا الموسم بالفوز على ضيفه بولتون بثلاثية نظيفة، ثم انتكس مجدداً وسقط بعنف أمام جاره وغريمه اللدود توتنهام بهدفين مقابل هدف.
وكان طبيعياً عقب كل هذا التراجع أن يتقهقر ترتيب المدفعجية على لائحة جدول ترتيب فرق المسابقة، فأصبح في المركز ال15 برصيد سبع نقاط فقط بفارق 12 نقطة عن مانشستر يونايتد صاحب الصدارة، ليصبح مجرد التفكير في منافسة آرسنال على لقب الموسم الحالي ضرباً من ضروب الخيال وأمراً مستحيلاً، بل أن الكثيرين من عشاق وجماهير الفريق أصبح يخشى بشدة عليه من أن يواجه هذا الموسم خطر الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى لأول مرة منذ صعود الفريق للدوري الممتاز عام 1919.
على صعيد دوري أبطال أوروبا جاءت أيضاً انطلاقة الفريق باهتة، إذ كاد أن يسقط في فخ أودينيزي الإيطالي الذي واجهه في الدور الثالث من البطولة، حيث حقق الآرسنال فوزاً هزيلاً في لندن بهدف دون رد ثم فاز بشق الأنفس في إيطاليا بهدفين مقابل هدف في مباراة كان المدفعجية متأخرين فيها حتى الدقيقة 55 بهدف قبل أن ينتفض الفريق ويسجل هدفين متتاليين عن طريق الهولندي روبن فان بيرسي وثيو والكوت، فتأهل لدور المجموعات وأوقعته القرعة ضمن المجموعة السادسة التي رغم سهولتها، إذ ضمت معه مرسيليا الفرنسي وأولمبياكوس اليوناني وبورسيا دورتموند الألماني، إلا أن بداية الآرسنال فيها جاءت غير مبشرة على الإطلاق حيث تعادل في افتتاح مبارياته أمام دورتموند بطل ألمانيا بهدف لهدف، ثم حقق فوزاً باهتاً على أرضه أمام أولمبياكوس اليوناني بهدفين مقابل هدف في مباراة كان فيها الفريق الضيف هو الأفضل والأكثر فرصاً والأقرب إلى التسجيل طوال الوقت.
نتائج مخيبة وهزائم مدوية وتراجع كبير على الصعيد الفني ومعاناة صعبة جعلت كل المتابعين يسألون سؤالين مهمين أولهما هو ماذا حدث للآرسنال وكيف انهار مستواه إلى هذا الحد بعد أن كان أكثر الفرق الأوروبية إمتاعاً وتفوقاً، أما السؤال الثاني فهو إلى أي مدى سيستمر هذا التراجع وما هو الحد الذي سيدرك بعده مسؤولو الفريق أن الافتراق مع فينغر أصبح أمراً حتمياً لامناص منه؟.
تقطيع جسد المدفعجية
في عام 2007 عندما بدأت مساعي برشلونة الحثيثة للحصول على خدمات مهاجم الآرسنال الأشهر الفرنسي تيري هنري، أطلق فينغر عدداً من التصريحات النارية منتقداً محاولات برشلونة بل ورغبة الأندية الكبرى بشكل عام للحصول على خدمات لاعبي الفريق اللندني الذي تألق بشدة عام 2005 عندما وصل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، ووصف فينغر هذه المحاولات بأنها عملية تقطيع لجسد الآرسنال عن طريق إغراء أهم لاعبيه وأفضلهم بالمال للرحيل عن صفوف الفريق.
ورغم تحذيرات فينغر ووعيده بل وغضبه في أحيان كثيرة إلا أن رحيل هنري إلى برشلونة كان نقطة فاصلة تماماً بالنسبة لآرسنال، فدخل الفريق بعدها في مرحلة جديدة أصبح الاستغناء فيها عن أهم لاعبيه أمراً يتم بسهولة بالغة وبسلاسة تعطي انطباعاً غريباً بأن الفريق أصبح كالأكاديمية التدريبية التي تربي الناشئين وتعلمهم فنون الكرة وقواعدها وأصولها ثم تجني ثمارهم ببيعهم لأكبر الأندية العالمية مقابل مبالغ مجزية، هذا بالضبط ما حدث مع المدفعجية.
فجأة ودون مقدمات أصبح الآرسنال فريقاً طارداً للاعبين إذ تم الاستغناء عن العديد من الأسماء الكبيرة في موسم الانتقالات الصيفية في 2007 دون أي مقدمات، وكان أغرب الصفقات على الإطلاق هو رحيل خوزيه أنطونيو رييس، لاعب وسط الفريق المتألق والذي انضم إلى صفوف المنتخب الإسباني في مونديال 2006، من المدفعجية إلى ريال مدريد على سبيل الإعارة ثم إلى أتليتيكو مدريد في الموسم الذي يليه بشكل نهائي، على الرغم من أن اللاعب كان من الأساسيين في المدفعجية ومن أهم صناع اللعب في صفوف الفريق.
وبنفس السهولة واليسر عاد المهاجم البرازيلي الخطير جوليو بابتيستا إلى صفوف ريال مدريد (بعد انتهاء فترة إعارته) دون أي محاولة أو جهد يذكر من أرسين فينغر أو مسؤولي الفريق الإنكليزي للإبقاء على اللاعب الذي أيضاً كان متألقاً بشده في ذلك الوقت وساعد المنتخب البرازيلي على التتويج بلقب كوبا أميركا عام 2007.
عام 2008 حدث هجوم مفزع على وسط الآرسنال وتعامل معه فينغر ومن ورائه الإدارة بنفس الأسلوب حيث لم يبذلوا أي مجهود يذكر للحفاظ على لاعبيهم على الرغم من أن كل هؤلاء اللاعبين كانوا قد اكتسبوا الخبرات اللازمة للمنافسة على البطولات، ويذكر محبو وعشاق موسم الانتقالات الصيفية عام 2008 بمنتهى الحسرة وكيف لا وهو الموسم الذي رحل فيه البلاروسي ألكسندر هليب إلى برشلونة الإسباني والسويسري فيليب سيندروس والفرنسي ماثيو فلاميني إلى ميلان الإيطالي بينما حصل بورتسموث على خدمات الفرنسيان أرماند تراوري ولاسانا ديارا، هذا بالإضافة إلى التخلي عن لاعب وسط الفريق المخضرم البرازيلي الدولي جيلبرتو سيلفا الذي انتقل إلى باناثينايكوس اليوناني على الرغم من قدرة اللاعب الكبيرة على العطاء، وخبرته العريضة، ويكفي أنه استمر قائداً للمنتخب البرازيلي حتى شارك معه في كأس العالم الأخيرة في جنوب أفريقيا ووصل مع الفريق إلى ربع النهائي لنعرف حجم الخبرات والمجهودات التي حرم منها الآرسنال.
والمثير أن حمى انتقال اللاعبين من المدفعجية لم تهدأ بل ازدادت بشكل ملحوظ ومخيف، ففي عام 2009 سمح مسؤولو الفريق لمهاجمهم الأبرز إيمانويل أديبايور بالانتقال بسهولة ويسر إلى مانشستر سيتي «صائد النجوم» ثم استبشر الجميع خيراً عندما مر عام 2010 بدون أن يتنازل الفريق عن أي من نجومه وقال الجميع وقتها إن فينغر عاقد العزم على الاحتفاظ بلاعبيه للمنافسة على البطولات من جديد خاصة أنه فشل منذ عام 2004 في الفوز بأي لقب يذكر، إلا أن الرياح جاءت مجدداً بما لا تشتهي السفن حيث صدم الفريق جماهيره بعنف موسم انتقالات 2011 عندما رحل عن صفوفه سيسك فابريغاس إلى برشلونة والفرنسيان سمير نصري وغايل كليشي إلى مانشستر سيتي دفعة واحدة ما أصاب الفريق بالارتباك وأفرغه من لاعبيه الموهوبين وجعل وسط ملعبه بدون أي خبرات، والمثير للدهشة والحزن في نفس الوقت أن نصري كان قد وفد على الفريق عام 2008 ووقتها كان عمره 21 عاماً، أي أنه جاء إلى ملعب الإمارات وهو لاعب صاعد واكتسب الخبرة وتعود على الدوري الإنكليزي الصعب ثم بعد أن حان الوقت لجني ثمار موهبته المتفجرة انتقل بغرابة إلى سيتي بدون أي يبذل فينغر أي مجهود للحفاظ على اللاعب.
أما الحالة الصارخة جداً وشديدة الوضوح التي توضح حالة الاستغناء العشوائي عن اللاعبين فهي واقعة الاستغناء عن البرازيلي دينلسون البالغ من العمر 23 عاماً والمتواجد مع آرسنال منذ عام 2006، إذ أنه كان أساسياً بصورة دائمة في الموسمين الماضين ويكفي أنه لعب مع الفريق 96 مباراة سجل خلالها سبعة أهداف، وعلى الرغم من كل ذلك فقد تم إعارته في موسم الانتقالات الصيفية الماضي إلى ساوباولو البرازيلي على الرغم من حالة النقص الشديد في خط وسط الفريق، وعلى الرغم أيضاً من نقصان عناصر الخبرة، وهو ما يدفع فينغر ثمنه غالياً في الوقت الحالي.
تدعيمات غير مجدية
على النقيض تماماً جاءت تدعيمات الفريق وصفقاته غير مجدية ولم تنجح في سد الفراغ الذي خلفه رحيل النجوم الكبار لسببين مهمين أولهما أن فينغر واصل هوايته في الحصول على خدمات اللاعبين صغار السن أو الناشئين على وجه الخصوص أما السبب الآخر وهو أن عدداً كبيراً من هذه الصفقات جاءت من أندية لا تمتلك نفس الدرجة من الطموح ولا تنافس على ألقاب مثل الآرسنال ما يضع الوافدين الجدد على الفريق دائماً تحت ضغط نفسي هائل غير معتادين عليه في سنوات احترافهم السابقة.
فعلى صعيد الهجوم دعم فينغر صفوفه بالكرواتي البرازيلي الأصل إدواردو دا سيلفا من دينامو زغرب بالإضافة لاستعادة الدنماركي نيكلاس بيندتنر الذي كان معاراً إلى برمنغهام سيتي فالأول لم يثبت وجوده مع الفريق وانتقل إلى شاختار دونستيك الأوكراني أما الثاني فأصبح صديقاً دائماً لكرسي البدلاء قبل أن ينتقل على سبيل الإعارة إلى سندرلاند، هذا بالإضافة إلى مغالاة المدرب الفرنسي في الاعتماد على الناشئين ومنحهم ثقة مغالى فيها عقب نجاح تجربة الاستعانة بثيو والكوت من صفوف بورتسموث، فأعاد فينغر كل من جاك ويلشير المعار إلى بولتون ولاعب الوسط هنري لانسبوري المعار إلى سكونثورب يونايت، بالإضافة إلى ضم الويلزي آرون رامسي من كارديف سيتي، ومؤخراً حصل على خدمات جويل كامبل من ديبورتيفو سابريسا الكوستاريكي واليكس اوكسالد تشيمبرلين من ساوثهامبتون، وكل هؤلاء اللاعبين تنحصر أعمارهم بين 18 و22 عاماً وهو ما جعل الفريق بلا خبرات حقيقية أدت لخسارته العديد من المباريات بسهولة بالغة وهو أمر أصبح ملحوظاً بشدة منذ الموسم الماضي.
وعلى الرغم من أن بعض الصفقات كانت ناجحة وجيدة إلى حد كبير مثل انتقال الروسي أندريه آرشافين إلى المدفعجية من صفوف زينيت الروسي والحصول مؤخراً على خدمات جيرفينهو من صفوف ليل الفرنسي وقدوم المهاجم الكوري الخطير بارك تشو يونغ من موناكو بالإضافة إلى لاعب وسط إيفرتون السابق الإسباني ميكل أرتيتا ومدافع بريمن الألماني البارز ميرتساكر إلا أن كثرة الإحلال والتجديد في صفوف الفريق جعلت الانسجام غائباً عن لاعبيه وجعلت الفريق كحقل التجارب لكثير من الخطط والتشكيلات المختلفة، وهو ما يلاحظه متابعو الآرسنال في المواسم الأخيرة.
انتقالات متتالية وكثيرة أفرغت الآرسنال من نجومه وأبرز لاعبيه في ذالك الوقت وحجمت من قدراته فأصبح الفريق بالكاد يتواجد وسط الأربعة الكبار في الدوري، وتتقلص طموحاته على مجرد المنافسة على التأهل إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، ولعل خسارة الفريق اللندني للقب كأس الرابطة بهزيمته أمام برمنغهام سيتي (1-0) والتي هبط بعدها إلى دوري الدرجة الأولى، خير دليل على عدم قدرة الفرق على المنافسة على أي لقب وعلى إهدار الفرص الواحدة تلو الأخرى بسبب غياب الخبرة ومن بعدها الثقة عن لاعبيه.
لعنة الإصابات
أمر آخر لابد من الإشارة له لأنه لعب دوراً بالغ السلبية في مسيرة الفريق في المواسم الماضية وهو كثرة الإصابات التي تعرض لها لاعبو الآرسنال والتي أفقدته العديد من نجومه وقوته الضاربة في الكثير من المواعيد المهمة، فمن منا ينسى الإصابة المخيفة التي تعرض لها داسيلفا عام 2008 على يد أحد مدافعي برمنغهام سيتي في أحد مباريات الدوري عندما كسرت ساق سيلفا واحتاج الأمر إلى تدخل جراحي صعب استلزم غياب اللاعب قرابة العام عن صفوف الفريق لم يستطع بعدها المهاجم الكرواتي أن يعود لسابق تألقه.
أيضاً وبنفس الطريقة سقط الشاب الويلزي رامسي في مباراة للآرسنال أمام ستوك سيتي فغاب هو الآخر لأكثر من ستة أشهر عن المباريات، وما بين هذا وذاك كثيراً ما تعرض فينغر إلى مواقف صعبة بسبب سقوط ابرز نجومه مصابين بإصابات مختلفة تستلزم ابتعادهم في مباريات مهمة كثيرة ومصيرية وهو ما يجعلنا نتساءل عن دور الجهاز الطبي ودور المسؤولين عن الإعداد البدني في تجهيز اللاعبين ومدى مسؤولية هذه الأجهزة المساعدة لفينغر عن تأخر عودة عدد كبير من هؤلاء اللاعبين لسابق مستواهم وليس أدل على ذلك من حالة التذبذب الشديدة في مستوى احد أهم اللاعبين في صفوف الآرسنال حالياً وهو والكوت الذي أصبح يتألق في مباراة ثم سريعاً ما يتعرض لإصابة من أقل احتكاك في الملعب ثم يستهل وقتاً طويلاً حتى يعود لمستواه السابق وهو ما أثر على مسيرته مع الفريق بشدة.
وفي النهاية فمهما تعددت أسباب الإخفاق والتراجع، فإن بالتأكيد الحقيقة الوحيدة المؤكدة في أزمة الآرسنال هي أن مدربه آرسين فينغر يعمل مع الفريق منذ 15 عاماً، ولم يحقق أي لقب يذكر منذ ست أعوام وعلى الرغم من أن الفريق قد يكون حقق أرباحاً جيدة نتيجة وجوده دائماً بين الكبار في الدوري المحلي وتأهله إلى الأدوار النهائية في دوري الأبطال ما در عليه عوائد مادية جيدة، إضافة إلى شرائه للاعبين بأثمان بخسة ثم بيعهم بمبالغ فلكية بعدما يصبحون نجوماً، إلا أن كرة القدم ليست مالا فقط فشعبية الفريق وانتصاراته وأمجاده هي الأهم لأنها في النهاية هي السبب الرئيسي في جني الأرباح والأموال، ولو استمرت سياسة فينغر في التفريط بسهولة في أبرز لاعبيه والاعتماد على الناشئين فإن الفريق سيواصل التراجع ووقتها حتى لن يستطيع أن يتواجد وسط الكبار وبالتالي سيحرم من الأرباح الفلكية التي يحققها حاليا، وهو ما يجعل الكثيرين يعتقدون بشدة أن الوقت قد حان لإحداث تغيير حقيقي في الإدارة الفنية للفريق، تغيير يحفظ للآرسنال مكانته ويحافظ على الذكريات الرائعة لآرسين فينغر مع الفريق وعلى صورته كأحد أفضل مدربي الصف الأول في العالم حالياً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.