في زمن الجدب و الابتذال والبرامج (المسلوقة المهترئة) فارغة القيمة والمضمون،يطل علينا أسبوعياً مساء يوم الأربعاء عبر أثير (إذاعة عدن) البرنامج الإذاعي الرائع والجميل (مجلة فنون)، نستمع ونستمتع نحلق ونطوف على مدار (ساعة كاملة) مع فقرات متنوعة غنية ثقافية أدبية تراثية ومعاصرة،بالإضافة الى وصلات غنائية موسيقية من منابع الفن والطرب الأصيل، يتحفنا من خلالها ويبث السعادة والغبطة والفرحة والأمل في قلوبنا في زمن التصحر وإنعدام الروئ والمفاهيم والقيم الأخلاقية والإنسانية،في هذه الأثناء يسعدنا بعطائه اللافت الأستاذ الإعلامي المخضرم صالح الوحيشي (معد وقائد المنظومة المهنية والإبداعية) في (برنامج المجلة النوعي بكافة طاقمه وعناصره المتميزة الناجحة)،وفي حقيقة الأمر ما يستحق الإشادة والذكر أهمية الدور الفكري /الثقافي /الأدبي / الفني/الغنائي/الموسيقي والإبداعي الذي يضطلع به (معدنا النابه الوحيشي) في صياغة وتقديم وبلورة (المادة الثقافية الفنية والإبداعية) بمنهاج وأسلوب مهني إعلامي (مغاير) غير نمطي سلس مبسط ومحبب (عابراً) بما لديه من موروث ثقافي أدبي وفني (للعالم الآخر)، مستنداً على الأصالة المنبثقة والمنبعثة من رحم الأرض اليمنية مخاطباً الفضاء الكوني المتسع اللامتناهي في عصرنا الراهن. نجح الأستاذ صالح الوحيشي في ظل ظروف قاهرة صعبة تعاني منها (إذاعة عدن) تجاوزت (18 عاماً عجافاً ) .. نعم حجم المعاناة كبير للغاية يفوق كل التوقعات والتصورات يتعلق بالجوانب التقنية والفنية بالإضافة للأنظمة والأجهزة والأستديوهات المتهالكة والقديمة وعدم توفير المبالغ المالية المرصودة لتسيير خارطة البرنامج الإذاعي العام في (مدينة عدن) ،في الواقع لا نريد الخوض في تفاصيل هيكلة وأحوال ومشاكل إذاعة عدن التي يعلمها القاصي والداني وتسببت في (إعاقة وتحطيم واغتيال مشاريع وتطلعات النخب من أبناء مدينة عدن) التي تتضمن وتتمحور في مواصلة مشاعل الفكر والتنوير الخلق والإبداع والريادة،المميزات والمكونات المعرفية والحضارية التي اتسمت بها مدينتنا المنفتحة على كل الثقافات والمشارب والديانات السماوية على امتداد تاريخها القديم والمعاصر الزاخر والحافل بالوهج والإشعاع والتألق. برغم كل ذلك استطاع هذا الرجل بجهوده الحثيثة الغوص في بحار الأدب والشعر والغناء اليمني (باحثاً) عن الجواهر واللآلى النفيسة التي تختزنها (مكتبة إذاعة عدن) منذ بدايات التأسيس في عام 1954م. خلاصة الكفاءات الإعلامية برنامج (مجلة فنون ) يؤكد خلاصة القدرات والكفاءات والخبرات الإعلامية المتراكمة للأستاذ صالح الوحيشي، من خلال متابعتي لنشاطه الثقافي الفني الإبداعي وتجربته الإذاعية والتلفزيونية في (مجال الإعداد البرامجي) الذي يتجسد في خصوصية ونوعية وطبيعة ما يقدمه لجمهور المستمعين عبر الأثير في (سياق البرامج التي يعدها) بعناية فائقة وفي الأسلوب النموذجي الأمثل لتناول العديد من القضايا الفكرية والإبداعية بصورة جادة وطروحات مدعمة بمراجع وأصول ودراسات أدبية نقدية وقراءات متأنية ثاقبة لامهات الكتب ودواوين الشعر اليمني على امتداد خارطة الوطن من أدناه إلى أقصاه،موضحاً ومبيناً فرادة وغزارة الموروث الفني الثقافي والأدبي في كل المناطق والمدن اليمنية والبوادي والحضر، أنه من (وجهة نظري يقوم بإعادة تشكيل الذوق والمزاج الفني العام)، وتلك لعمري قضية هامة شاقة أستطاع أن يجتازها بنجاح وإقتدار،ليعيد الدور الريادي والسبق الإعلامي المشهود لإذاعة عدن الذي حاول (العابثون) النيل من أهميته ومكانته وريادته التاريخية في (تأسيس وتكوين ثقافة فنية وأدبية غنائية وموسيقية) في عموم اليمن والجزيرة العربية والخليج بل وفي الوطن العربي بشكل عام. جزيل التحايا والامتنان للإعلامي المبدع صالح الوحيشي، ولإذاعة عدن. تعظيم سلام.