بدأت بمدينة رداع محافظة البيضاء أمس فعاليات ورشة عمل توعوية تحت عنوان (المحافظة على المياه مسؤوليتنا جميعا) تنظمها المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بالمحافظة الإدارة العامة بمدينة رداع بالتعاون والتنسيق مع مكتب الأوقاف والإرشاد بمنطقة رداع. وبدأت الورشة بمشاركة 25 مختصاً من المؤسسات العاملة في مجال المياه والعلماء والخطباء والمرشدين والجهات ذات العلاقة بمديريات رداع. وفي حفل افتتاح الورشة أكد نائب مدير عام المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بالمحافظة علي أحمد الشريف أهمية النقاش الجاد والمسئول حول الوضع المائي لحوض رداع وتداعيات العوائق الواضحة لاستمرار الاستنزاف الجائر للمياه الناجم عن الحفر العشوائي والتوسع في زراعة القات. وسوء استخدام المياه دون ترشيد من خلال الجانب التوعوي وعمل توصيات لمعالجة وحل مشكلة الاستنزاف الجائر من حوض رداع. واعتبر عقد هذه الورشة خطوة في الاتجاه الصحيح لخلق وعي مجتمعي أكثر فاعلية لترشيد الاستهلاك الزراعي والمنزلي والحفاظ على المياه الجوفية باعتبارها ثروة قومية. وأكد ضرورة تقيد الجميع بقرار منع الحفر العشوائي بدون ترخيص،على أن يقدم فرع الموارد المائية خطة عن الإجراءات الممكنة في إعطاء تراخيص للحفر وتحديد المناطق التي يحظر حفر الآبار فيها وتحديد معايير منح التراخيص. لافتاً إلى أهمية تضافر الجهود للحد من الحفر العشوائي والعبث المخزون الجوفي للحوض. من جانبه أكد مدير مكتب الأوقاف والإرشاد بمنطقة رداع حسين احمد البابلي أهمية التركيز على التوعية الاجتماعية بضرورة ترشيد استهلاك الماء عبر وسائل الإعلام المختلفة كالصحافة والإذاعة والمواقع الكترونية وغرس ثقافة ترشيد الاستهلاك المائي في عقول وقلوب الأجيال بحيث تصبح هذه المسئولية مشتركة ما بين المواطن والدولة على حد سواء. وأشار إلى أن حوض رداع المائي يعاني من الاستخدام الجائر للمخزون المائي في عملية الزراعة التي تعتمد على الغمر المائي في معظم منطقة الحوض دون التفكير في عواقب هذه الطريقة من ناحية التسريع في نضوب المخزون الجوفي من المياه وعدم مراعاة الجوانب الفنية التي تعمل على تقليل استخدام المياه في شجرة القات بحسب الدراسات والمعطيات. وأضاف البابلي أن استهلاك المواطنين للمياه بشكل سيئ واستنزاف الأحواض المائية لري شجرة القات يزيدان من مشكلة المياه في اليمن وبالتالي تصبح التوعية بقضية المياه شيئاً ضرورياً لترشيد ما هو موجود. وأشار البابلي إلى أهمية الورشة في نشر الوعي بين أوساط المجتمع والحفاظ على المياه الجوفية وترشيد استخدامها. وشدد على أهمية تضافر جهود الجميع بما في ذلك الشباب لنشر الوعي المائي في ظل أزمة المياه العالمية وعلى الجهات المعنية بالمجال البيئي استحداث الطرق التي تسهم في استرشاد استهلاك المياه والحفاظ على مصادرها ومنابعها الرئيسية. وتطرق عضو جمعية علماء اليمن العلامة محمد علي الحبسي مفتي رداع والخطيب الشيخ حسن الاسدي إلى المعالجات التي تقوم بها الحكومة لحل مشكلة المياه وكيفية توحيد الجهود في إطار برنامج واحد يستهدف مراقبة نوعية المياه وكمية استنزافها والعوامل الكفيلة بإيصال خدمات مياه الشرب النظيفة لكل التجمعات السكانية بمديريات رداع مشيرين إلى ضرورة دعم الدولة في تنفيذ الإستراتيجية الوطنية لقطاع المياه وتقوية قدرات المؤسسات العاملة في القطاع المائي بغرض ديمومة إدارة الموارد المائية وتطوير الإدارة المجتمعية للمياه لتجنب الآثار الناتجة عن الوضع المائي الراهن لحوض رداع.