قال بشير أتالاي نائب رئيس الوزراء التركي في مؤتمر صحفي يوم أمس الاثنين ان عدد القتلى جراء زلزال ضرب جنوب شرق تركيا ارتفع الى 239 شخصا الى جانب نحو 1300 مصاب. وقال اتالاي الذي ينسق جهود الاغاثة التي تقوم بها الحكومة في منطقة الزلزال باقليم فان ان الخيام يجري نصبها ومواد الغذاء يجري توزيعها في اطار عملية اغاثة وانقاذ كبيرة. ومن المتوقع أن ترتفع أعداد القتلى اكثر. وكان زلزال بلغت قوته 7.2 درجة هز جنوب شرق تركيا يوم أمس الأول الاحد وضرب مناطق من جنوب شرق تركيا حيث عملت فرق الانقاذ طوال الليل لمحاولة اخراج ناجين يطلبون المساعدة من تحت الانقاض. وبحث ناجون وعمال الطوارئ وسط الانقاض عن ناجين آخرين بعد الزلزال الذي بلغت قوته 7.2 درجة والذي تسبب في انهيار مبان وتدمير بعض الطرق يوم أمس الأول الاحد. وفي بلدة ارجس التي تضررت بشدة من الزلزال حاول عمال الانقاذ انتشال ولد عمره 10 سنوات كان محصورا تحت كتلة خرسانية. وبينما كان يبكي قال له عمال الانقاذ "اصبر.. اصبر". وشوهدت يد لا حياة فيها لشخص بالغ يضع في أصبعه دبلة زواج على بعد سنتيمترات فقط امام وجهه. وقال وزير الداخلية ادريس نعيم شاهين ان الزلزال قتل 120 شخصا في البلدة و100 آخرين في بلدة فان على بعد نحو 100 كيلومتر الى الجنوب. ومن المتوقع أن يرتفع عدد القتلى. وقال شاهين الذي يشرف على عمليات الطوارئ في ارجس ان 1090 شخصا أصيبوا في حين أن مئات اخرين ما زال مصيرهم مجهولا. وأدى انقطاع الكهرباء الى اعاقة جهود الانقاذ بعد أن قطع الزلزال كابلات الكهرباء عن البلدات والقرى في أغلب أجزاء الاناضول قرب الحدود الايرانية.وبحلول الفجر اتضح حجم الدمار. وفي مبنى متهدم من أربعة طوابق في ارجس حاول فريق من رجال الاطفاء أتى من مدينة ديار بكر الاكبر الوصول الى أربعة أطفال يعتقد أنهم محبوسون تحت أنقاض مجمع سكني. وحمل عمال الانقاذ جوالين بهما جثتان الى سيارة الاسعاف احداهما لطفل صغير فيما يبدو. وكانت هناك امرأة عجوز تنتحب في مكان مجاور. وكان هناك رجل ينتحب يمشي جيئة وذهابا قبل أن يجري في اتجاه عمال الانقاذ فوق الانقاض. وقال الرجل بينما كان يحاول عمال الانقاذ ابعاده "هذا منزل ابن أخي." وكانت هناك مجموعة من النساء تنتحب غطى بعضهن وجوههن بينما كن يتابعن ما يجري. وفي مكان مجاور وزعت فرق الاغاثة خبزا ومواد غذائية في حين تدثر أشخاص ببطاطين وتجمعوا حول نيران بعد أن أمضوا ليلة باردة في العراء. وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان هناك عددا غير معروف لم يعرف مصيره تحت انقاض المباني المنهارة في البلدات المنكوبة وأوضح انه يخشى الاسوأ بالنسبة للقرويين الذين يعيشون في مناطق ريفية بعيدة لم يتم الوصول اليها بعد. وقال اردوغان في مؤتمر صحفي نقله التلفزيون في فان بعد منتصف الليل بقليل يوم الاحد "نظرا لان هذه المباني مشيدة بالطوب اللبن فانها اكثر تأثرا بالزلازل . وعلي ان اقول ان كل المباني في مثل هذه القرى تدمر تقريبا." وهزت نحو 100 من توابع الزلزال المنطقة خلال الساعات التالية لوقوع الزلزال في الساعة 1041 بتوقيت جرينتش يوم الاحد. وقال بان جي مون الامين العام للامم المتحدة انه يشعر بأسى بالغ على الخسارة في الارواح وعلى الدمار. وقالت الاممالمتحدة في بيان "انه يبدي خالص تعازيه للحكومة وشعب تركيا في مثل هذا الوقت من الخسارة والمعاناة." وفان مدينة قديمة تقع على ضفاف بحيرة تحيط بها جبال تكسوها الثلوج ويبلغ عدد سكانها مليون نسمة. وقامت رافعات بازالة انقاض بناية سكنية مؤلفة من ستة طوابق يقول مارة ان 70 شخصا محاصرون تحتها. وزار ادروغان ارجس بطائرة هليكوبتر في وقت سابق ليتفقد حجم الكارثة بشكل مباشر. ومع انهيار 55 مبنى بشكل كامل من بينها نزل لسكن الطلاب فان حجم الدمار في ارجس التي يقطنها 100 الف نسمة اكبر من الدمار في فان. وقال "لا نعلم عدد الناس الموجودين تحت أنقاض المباني المنهارة .. سيكون من الخطأ الاعلان عن رقم معين." وقالت صحف ان الاحداث المؤسفة تتوالى على جنوب شرق تركيا. وقتل مسلحون أكراد 24 جنديا تركيا في هجوم الاسبوع الماضي في هكاري الى الجنوب من فان. وقالت صحيفة راديكال "وطن الالم. الامس ارهاب واليوم زلزال." وقال الهلال الاحمر ان فريقا من نحو 100 خبير وصل الى منطقة الزلزال لتنسيق العمليات. ويجري توزيع نحو أربعة الآف خيمة و11 ألف بطانية وأفرانا ومواد غذائية في محاولة لمحاربة البرد. وفي مطار فان كانت هناك طائرة شحن تسلم مواد اغاثة كانت تنتظرها سيارات عسكرية لنقلها الى منطقة الزلزال. وتجري اقامة مخيم في استاد ارجس الرياضي. وقالت قناة سي.ان.ان ترك ان الوصول الى المنطقة أصبح صعبا بعد أن تسبب الزلزال في انهيار جزئي في الطريق الرئيسي بين فان وارجس. وجرى نشر الجنود في ارجس لمساعدة عمال الانقاذ كما وصلت آلات الحفر للمساعدة. وظلت صافرات سيارات الاسعاف تدوي وكانت تنقل المصابين الى المستشفيات. وقالت وكالة دوجان للانباء ان 24 شخصا انتشلوا من تحت الانقاض أحياء في الساعتين اللتين أعقبتا منتصف الليل. وقالت ممرضة لقناة سي.ان.ان ترك ان مستشفى البلدة تضرر بشدة لدرجة أن العاملين يعالجون الجرحى في الحديقة كما أن الجثث تركت خارج المبنى. وبعد زيارة منطقة الزلزال عاد اردوغان الى أنقرة حيث من المتوقع أن يرأس اجتماعا لمجلس الوزراء لبحث كيفية مواجهة هذه الكارثة. وقال ان تركيا قادرة على مواجهة هذا التحدي بنفسها لكنه شكر الدول التي عرضت المساعدة بما في ذلك ارمينيا واسرائيل وهما حكومتان علاقتهما متوترة مع أنقرة متوترة.