ماذا بعد أن التزمت القيادة السياسية والحكومة بتحقيق مطالب الشباب المشروعة وشرعت في تنفيذها.. ماذا بعد أن فهمنا وعرفنا ما تخفيه أحزاب اللقاء المشترك من نوايا سيئة للوطن والمواطنين.. ماذا بعد أن بادر فخامة رئيس الجمهورية وبنوايا حسنة وبحس وإدراك وطني معهود إلى تقديم المبادرة تلو المبادرة في سبيل تحقيق مصحلة الوطن وبهدف إصلاح بل وتغيير النظام السياسي في اليمن؟! ماذا بعد أن تم تحكيم رجال الدين في الخلاف القائم بين السلطة والمعارضة وقوله لهم سمعا وطاعة.. ماذا بعد أن وافق الرئيس على ما جاء في بيان رجال الدين ببنوده الثمانية.. ماذا بعد أن وافق الرئيس أيضا على تلك النقاط الخمس التي جاء بها اللقاء المشترك وبكل ما فيها من إجحاف.. ماذا بعد أن انكشفت تلك القنوات الفضائية على حقيقة تآمرها على الوطن من خلال إعلامها المبني على التضليل والتزييف والخداع.. ماذا بعد أن توحدت مشاعر الناس وبمختلف شرائحهم رجالاً ونساء مثقفين ورجال دين وأدركوا ما يدور من حولهم وما يحاك من مؤامرة على وطننا الحبيب.. ماذا بعد أن عبر الشعب عن تمسكه بحقه الدستوري والتفافه حول قيادته الشرعية وذلك من خلال خروج الجماهير في مسيرات حاشدة وفي مختلف محافظات الجمهورية؟! . ماذا بعد أن تم الاعتداء على كل القيم والمبادئ والعادات التي كنا وما زلنا نؤمن بها وتعاملنا لا يتم إلا من خلالها .. ماذا بعد أن رفض المجتمع كل الممارسات التي تحاول المعارضة غرسها في مجتمعنا اليمني والمتمثلة في غرس ثقافة الكراهية والعنف؟! ماذا بعد أن كشفت لنا هذه الأزمة تلك المواقف والرؤى لأولئك النفر من الناس وبمختلف شرائحهم سواءً كانوا برلمانيين أو سياسيين أو عسكريين أو مثقفين وغيرهم والذين لم يكن ولاؤهم وانتماؤهم لحزب المؤتمر إلا لتحقيق مصالحهم؟! ماذا بعد أن حاربتنا المعارضة وحرمتنا من أبسط مقومات الحياة وأقلقت أمننا وسكينتنا: الكهرباء تضرب والطريق تقطع والغاز يمنع والجامعات والمعاهد والمدارس والمحلات تغلق والمواطن في منزله لا يهجع؟! ماذا بعد أن قلنا لهم هذه جمعة المحبة وهذه جمعة الإخاء وهذه جمعة التسامح والأخرى جمعة الوفاق وهذه جمعة الحوار وكان ردهم علينا هذه جمعة الكراهية وهذه جمعة الزحف وهذه جمعة الخلاص والأخرى جمعة الثبات وهذه جمعة الإصرار؟! ماذا بعد ما أفرزته هذه الأزمة من تباين وخلل كبير في تركيبة تلك المنظمات والجمعيات والاتحادات والنقابات التي من المفترض أن تعبر عن رأي المجتمع المدني بكل أطيافه والتي لم تستطع التعامل بصورة ترضي ذلك السواد الأعظم من المؤيدين للشرعية الدستورية والنهج الديمقراطي؟! ماذا بعد أن قلنا لهم إن الأسلوب والكيفية اللذين يعملون بهما لا يمكن أن يؤديا إلى تغيير وإنما إلى خراب وفتنة وتشطير الوطن؟! ماذا بعد أن وافقت السلطة على مبادرة الإخوة في مجلس التعاون الخليجي وبرغم أن تلك المبادرة لم ولن يوافق عليها الشعب اليمني لأنها ومن وجهة نظره صارت حقاً من حقوقه الدستورية والتي تعبر عن نفسه وتمسكه بخياره الديمقراطي. ماذا بعد أن أخبرناهم بأن "فاقد الشيء لا يعطيه".. وماذا نتوقع أو ننتظر من دول فقدت قوميتها العربية لتتحالف مع الشيطان حتى تحقق مآربها؟! وأكيد عرفتم تلك الدول التي تحاول أن تجعل من نفسها وصية على الشعوب العربية!