حائط البراق (ومن تسمياته أيضا الحائط الغربي حسب التسمية اليهودية) هو الحائط الذي يحد الحرم القدسي (جبل الهيكل) من الجهة الغربية، أي يشكل قسما من الحائط الغربي للحرم المحيط لمسجد الأقصى، ويمتد بين باب المغاربة جنوبا، والمدرسة التنكزية شمالا، طوله نحو 50م، وارتفاعه يقل عن 20م. يعتبر أشهر معالم القدس لدى اليهود، و يعتبر الحائط أيضا ذا أهمية دينية للمسلمين إذ يذكر في بعض المصادر الإسلامية كالحائط الذي ربط فيه رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم البراق إليه في ليلة الإسراء والمعراج. ويعد الحائط الأثر الأخير الباقي من هيكل سليمان، في رأي أغلبية الحاخامات اليهود يكون الدخول إلى الحرم القدسي محظورا على اليهود منذ خراب الهيكل، فلذلك الحائط هو أقرب نقطة من مكان الهيكل التي يمكن لليهود الصلاة فيها حسب الشريعة اليهودية العصرية. وأطلق عليه العرب المقدسيون اسم «حائط المبكى» نسبة إلى الطقوس التي كان اليهود يؤدونها قبالة الحائط حدادا على خراب هيكل سليمان . على ما يبدو من تقارير المسافرين اليهود والقرائين أصبح الحائط مصلى يهوديا مشهورا في بداية القرن ال16، وكثرت أهميته في نظر اليهود في القرن ال19 حتى أصبح أهم المعالم اليهودية الدينية في رأي أكثريتهم. في نظر بعض اليهود خاصة الإسرائيليين منهم يعتبر الحائط رمزا يهوديا وطنيا أيضا. قبل القرن ال-16 كان اليهود يؤدون صلواتهم وطقوس الحداد على خراب هيكل (النبي) سليمان في أماكن مختلفة حول الحرم القدسي. أول ذكر لذلك يرد في تقرير لحاج مسيحي من مدينة بوردو زار القدس سنة 333م. يقول المسافر أن اليهود يحتشدون سنويا أمام حجر قريبة من السور المحد للحرم القدسي ويتفجعون. في كتاب المسافر اليهودي بنيامين من توديلا الذي زار القدس في نهاية القرن ال12 يذكر مصلى يهودي أمام قبة الصخرة يسمى «حائط غربي» أو «باب الرحمة». أما التقرير الأول الذي يشير بوضوح إلى المصلى الذي يسمى لدى اليهود الحائط الغربي هو من 1488م بقلم الحاخام عبديا من برتانورا. بالنسبة للمسلمين، يرتبط حائط البراق بمعجزة الإسراء والمعراج الخالدة في العقيدة الإسلامية والتاريخ الإسلامي، ومنها جاءت تسمية الحائط حائط البراق نسبة للدابة التي ركبها رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم عند إسرائه ليلا من مكة إلى المسجد الأقصى، حيث ربط البراق في حلقة على هذا الحائط، ودخل المسجد حيث صلى بالأنبياء ثم عرج به إلى السماوات العلا. هذا إلى جانب كونه جزءا لا يتجزأ من المسجد الأقصى وهو أيضاً وقف إسلامي.