أصيب العشرات في انفجار شاحنة مفخخة قرب مدخل قاعدة للقوات الدولية التابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) بولاية لوغار، بعد يوم من انطلاق المرحلة الثانية من عملية نقل السلطة الأمنية إلى القوات الحكومية في عدد من الولايات الأفغانية. و نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مراسلها في كابل أن انفجارا ضخما سمع دويه من مسافات بعيدة وقع يوم أمس الجمعة قرب مدخل قاعدة في ولاية لوغار جنوب العاصمة كابل تابعة للقوات الدولية للمساعدة على تثبيت الأمن والاستقرار في أفغانستان (إيساف) بقيادة الناتو. وأعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن الهجوم في منطقة محمد آغا بولاية لوغار، في حين أكد مدير الصحة في الولاية محمد ظريف نائب خيل أن سبعين شخصا نقلوا إلى المستشفى بعد إصابتهم بالشظايا والزجاج المتطاير، سبعة منهم من الحرس الأمني من الأفغان والبقية من المدنيين. ووصف محمد عبد مساعد قائد الشرطة في الولاية الانفجار بالضخم، قائلا إن الانتحاري حاول اقتحام مدخل قاعدة قوات التحالف بشاحنته، لكنه لم يتمكن ففجر الشاحنة عند البوابة خارج القاعدة، مشيرا إلى سقوط ثلاثة جرحى من الشرطة واثنين من رجال المخابرات، فضلا عن تدمير عدد من المنازل القريبة من القاعدة المستهدفة. وكان 77 جنديا أميركيا قد أصيبوا في سبتمبر/أيلول بتفجير شاحنة استهدفت قاعدة للناتو بولاية ورداك المجاورة للوغار، في عملية مشابهة تبنت طالبان مسؤوليتها، في حين اتهمت واشنطن شبكة حقاني بالوقوف وراء الهجوم. ويأتي الحادث بعد يوم من انطلاق المرحلة الثانية لعملية نقل السلطة الأمنية من حلف الناتو إلى القوات الأفغانية، في حفل رسمي بشريكار عاصمة ولاية بروان شمال كابل. وتشمل المرحلة الثانية مجمل أراضي بروان الولاية الحدودية مع ولاية كابل باستثناء إقليمين، في متابعة للعملية التي انطلقت في يوليو/تموز الماضي وتنتهي بحلول نهاية 2014، وهو الموعد المتوقع لسحب الوحدات القتالية للحلف من كامل الأراضي الأفغانية. وشارك في الحفل المسؤول عن لجنة العملية الانتقالية أشرف غاني أحمد زاي، ووزيرا الداخلية باسم الله خان محمد والدفاع عبدالرحيم ورداك، وعدد من القادة الأجانب بينهم قائد قوات إيساف الجنرال الأميركي جون آلن. وكان الرئيس الأفغاني حامد كرزاي قد أعلن الأحد الماضي لائحة بالمناطق التي ستنتقل فيها السلطات إلى القوات الأفغانية في المرحلة الثانية من العملية الانتقالية التي تعد أكثر طموحا من الأولى التي لم تشمل سوى سبع مناطق تعتبر آمنة أو قريبة من القواعد المهمة للناتو. من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الكندية أن علم بلادها نقل للمرة الأخيرة إلى مطار قندهار، وهو ما يدل على النهاية الرمزية للوجود العسكري الكندي في جنوبأفغانستان. وانتهت المهمة القتالية للقوة الكندية -التي تعد نحو ثلاثة آلاف جندي- رسميا في يوليو/تموز الماضي، مع بقاء بعض الجنود المكلفين بنقل معداتهم إلى الجيش الأفغاني والقوات الحليفة الأخرى بقيادة الناتو والمنظمات الإنسانية. وكان سفير الاتحاد الأوروبي في أفغانستان فيجوداس أوساكاس قد أوضح في تصريح رسمي له أن الاتحاد يسعى لإبرام اتفاقية طويلة المدى مع أفغانستان حول فترة ما بعد انسحاب القوات التي يقودها الناتو عام 2014، لافتا إلى أن الاتفاقية المزمع عقدها ستكون أكثر شمولية من أي اتفاقية تبرمها أفغانستان مع أي دولة في الوقت الراهن. وأوضح أن الاتفاقية ستغطي مجالات حقوق الإنسان والجهود المشتركة بشأن مكافحة المخدرات والإرهاب وقضية التجارة، وستتضمن أيضا بنودا ملزمة قانونيا بشأن الاستثمارات الأجنبية في كلا الجانبين، وذلك في إطار مساعي الاتحاد الأوروبي للعب دور حيوي في دعم أفغانستان، على حد تعبيره.