دعوة بأميركا لحل دبلوماسي مع إيران قال اثنان من مخضرمي الدبلوماسية الأميركية إن على الولاياتالمتحدة أن تبذل جهودا مضاعفة وخلاقة لإغراء القادة الإيرانيين بالجلوس للتفاوض «فليس بالعمل العسكري وحده تُحل المشكلة مع إيران فقد ظل الشعب الأميركي -كما يقول الدبلوماسيان المخضرمان- يسمع كل يوم تقريبا من المسؤولين الحكوميين والمرشحين لخوض انتخابات الرئاسة عن عمل عسكري ضد إيران .وكانت آخر تلك التصريحات ما قاله وزير الدفاع ليون بانيتا مؤخرا بأن الولاياتالمتحدة وإسرائيل سوف لن تسمحا لإيران بإنتاج قنبلة نووية .ويعلق سفير أميركا الأسبق لدى الأممالمتحدة توماس بيكرينغ وزميله الدبلوماسي المتقاعد وليام هنري لويرز في مقالهما المشترك بصحيفة واشنطن بوست، على ذلك التصريح قائلين «هل تلك الكلمات هي مادة نموذجية تصلح للاستهلاك في الانتخابات؟ أم هي إستراتيجية لمنع إسرائيل من التصرف بشكل فردي؟ أم إن تلك التهديدات تعني أن الحرب مفهوم يدور في مخيلة المسؤولين؟ وقد تعهد رئيس مجلس النواب الأسبق نيوت غينغريتش من قبل بتعيين مندوب الولاياتالمتحدة الأسبق لدى الأممالمتحدة وأحد أبرز المحافظين الجدد جون بولتون وزيرا للخارجية في حال فوزه في انتخابات الرئاسة .ولعل من المدهش أن غينغريتش -الذي سبق أن صرح بأنه سيدبر عملية مشتركة مع إسرائيل ضد إيران- هو المرشح الرئاسي الأشد التزاما بشن عمل عسكري ضد إيران .فهل نسينا ما ظل يعانيه العراقوالولاياتالمتحدة منذ 2003؟ أما كان من المحتمل أن يكون آلاف الأميركيين (والعراقيين) على قيد الحياة حتى الآن لولا تلك الحرب التعيسة؟ ولولاها لزاد ثراء أميركا بمقدار تريليون دولار، ولظلت الدولة مبعث الفخر والاحترام والمزدهرة اقتصاديا التي لم يعرف العالم مثيلا لها»، حسب تعبير بيكرينغ ولويرز وهما في العقد التاسع من العمر. وأورد الكاتبان في مقالهما شواهد من التاريخ القريب والبعيد، من بينها أن عشرات المسؤولين كانوا في مواقع قيادية عند اندلاع حرب العراق أدركوا متأخرا جدا مدى حماقة قرار الحرب وعدم الكفاءة في تطبيقه .شاهد آخر من التاريخ يستدعيه الكاتبان. فقد سئل دوايت أيزنهاور -الرئيس الأميركي في أواسط خمسينيات القرن الماضي- عن ما إذا كان سيدرس توجيه ضربات للاتحاد السوفياتي لمنعه من المضي قدما في برنامجه لإنتاج أسلحة نووية؟ فكانت إجابته أن «أي حرب وقائية في رأيي مستحيلة اليوم وأضاف أيزنهاور متسائلا «كيف يتسنى شن مثل تلك الحرب وأحد سماتها دمار العديد من المدن حيث يسقط الآلاف المؤلفة من البشر قتلى وجرحى ومشوهين؟ هذه ليست حربا وقائية، إنها الحرب ثم يمضي المقال إلى الإقرار بأن إيران تمثل تهديدا خطيرا للأمن الأميركي والإقليمي، وهو تهديد سيتعاظم إذا نجح برنامجها النووي في إنتاج أسلحة .والحالة هذه فإن على الولاياتالمتحدة أن تشرع في البحث عن أفضل السبل للتعاطي مع هذه القوة الإقليمية التي لا سبيل لمعرفة مراميها على ما يبدو .وبدون ذلك البحث الدؤوب لإيجاد وسائل مختلفة للتعامل مع طهران، فإن واشنطن ستظل متمسكة بسياسة لن تفضي إلى تغيير في سلوك إيران أو نظام الحكم فيها بل ربما تقود إلى حرب مأساوية .ويخلص المقال إلى أن التاريخ يعلمنا أن التفاوض والدبلوماسية تؤتي ثمارا على خلاف التهديدات العسكرية. على صعيد آخر استبعد مسؤول كويتي في تصريحات نشرت يوم أمس السبت قيام ايران باغلاق مضيق هرمز أمام امدادات النفط العالمية. وقالت ايران في وقت سابق انها ستوقف تدفق الخام عبر مضيق هرمز اذا فرضت عقوبات على صادراتها من النفط الخام. وقال الاسطول الخامس الامريكي يوم الاربعاء انه لن يسمح بأي تعطيل لحركة الملاحة في مضيق هرمز. ونقلت صحيفة الراي الكويتية عن الشيخ خليفة ناصر الصباح عضو مجلس ادارة مؤسسة البترول الكويتية قوله ان التهديدات الايرانية باغلاق المضيق أمام حركة السفن العالمية ما هي الا تكرار لتهديدات مماثلة أطلقتها ايران في الثمانينيات خلال فترة الحرب العراقيةالايرانية. واستبعد الشيخ خليفة نجاح ايران في اغلاق المضيق مضيفا أنها لم تتمكن من ذلك ابان الحرب مع العراق. وقال ان العالم لن يسمح لايران بتهديد مصالحه خصوصا أنه يعتمد على المنطقة في معظم امداداته النفطية متوقعا ارتفاع أسعار النفط بسبب هذه التهديدات. ذي إندبندنت :وقف التحويلات للصومال يفاقم الأزمة حذرت أصوات حقوقية وصومالية من أن قرار بنك أميركي كبير بوقف التحويلات المالية التي يقوم بها الأميركيون من أصل صومالي إلى ذويهم في الصومال قد يفاقم الأزمة الإنسانية المتدهورة أصلا. وقالت صحيفة ذي إندبندنت البريطانية إن مئات الأميركيين من أصل صومالي كانوا يعتزمون ليلة أمس الخروج في مسيرة بمينيابوليس للاحتجاج على قرار اتخذه بنك صنرايز كوميونيتي وحثه على التراجع عن قراره الذي اتخذه خشية انتهاكه قوانين الحكومة الأميركية الخاصة بمكافحة الإرهاب. وكانت مجموعة من القطاعات التي تشرف على التحويلات المالية في مينيابوليس -التي تعد مقرا لأكبر جالية صومالية في أميركا- قالت إنها لم تعد تقبل إجراء التحويلات لأنها مرتبطة ببنك صنرايز كوميونيتي. ووصف مدير السياسة الانسانية في أوكسفام أميركا شانون سكريبنر توقيت القرار بأنه الأسوأ في ظل المجاعة التي يعاني منها الصوماليون. ويقدر سكريبنر أن نحو مائة مليون دولار من التحويلات المالية قد لا تجد طريقها الآن إلى الصومال. وحذرت هندا علي -من الجمعية الأميركية الصومالية للخدمات المالية- من أن أعدادا كبيرة من الأرواح ستزهق لأنها لن تتمكن من تلقي العلاج. وأضافت أن التحويلات المالية تعد طوق نجاة للشعب الصومالي وهي المصدر الوحيد للتمويل الذي يبقي الملايين من الصوماليين -معظمهم من النساء والأطفال- على قيد الحياة. من جانبها ناشدت الحكومة الصومالية وبعثتها في الأممالمتحدةواشنطن السماح بتدفق الأموال إلى الصومال.