جرائم الاغتيالات البشعة واعمال العنف والتفجيرات والنهب والتخريب واقتحام المنشآت العامة والبسط على الأراضي التي تتصاعد بشكل مخيف ومريب في مدينة عدن تنذر بمشهد كارثي محتمل حدوثه في قادم الأيام في هذه المدينة التاريخية الحضارية المسالمة سيدخل أبناءها الطيبيين المتميزين بالروح المدنية في نفق مظلم لا سمح الله. ويتوقع المراقبون لتراجيديا الأحداث المتسارعة التي تشهدها المدينة منذ أشهر ان هناك سيناريو لمخطط إرهابي غاشم يستهدف محافظة عدن وتحويلها إلى مسرح للفوضى والدمار كجارتها المنكوبة محافظة أبين. واللافت ان الحادث الاجرامي الشنيع الذي استهدف النقطة الأمنية بجولة كالتكس في المنصورة فجر الجمعة وأدى إلى استشهاد ثلاثة من جنود الأمن المستجدين الأبرياء على يد عصابة إرهابية مسلحة مارقة عن الدين والإنسانية والقيم الاخلاقية.. وهؤلاء القتلى هم من أبناء عدن وفي ربيع العمر أطلق عليهم العامة تسمية (طيور الجنة) لبراءتهم وطيبتهم لكن القتلة لايفرقون في تنفيذ اهدافهم الوحشية .. اللافت أن جريمة بهذا المستوى اهتزت لها مدينة عدن كان يجب تقف امامها الأوساط الاجتماعية والسياسية وتتحرك ليس للإدانة والاستنكار وحسب بل أن تعمل التدابير لكشف هذا المسلسل الجهنمي الدامي، وكذلك السلطات المحلية يفترض أن يكون لها موقفها الصارم، ولكن لم يحرك ساكن وصمت الجميع، وان كانت هناك احتجاجات غاضبة عفوية في بعض أحياء الشيخ عثمان، وهذا ليس هو المطلوب بل إنه يوسع الفوضى والعبث بالحياة ومصالح الناس والأصح ان يكون هناك فعل مدروس وعمل تكاملي للمجتمع مع الأمن لاحباط المخطط الإرهابي المفترض الذي يعد له تجار الحروب لادخال عدن في أتون العنف المسلح. وامام ما يجري في مدينة عدن التي صارت ضحية لصراعات سياسية ومستهدفة وفق عمل ممنهج من قبل قوى مختلفة، فقد شدني حديث مدير الأمن العميد غازي احمد علي محسن لقناة السعيدة في أول حديث لوسيلة إعلامية منذ تعيينه قبل نحو تسعة أشهر كشف فيه بشجاعة التخاذل المجتمعي وتخاذل السلطات المحلية والفعاليات السياسية بعدن التي لم تبد أي تعاون مع الأمن واصيبت معظم المرافق بالشلل، وأضاف ان بعض المسؤولين لايأتون إليهم ويكتفون احيانا بإرسال بلاغات عبر الفاكس على استحياء ومن قبيل اسقاط الواجب. ولم يخف مدير أمن عدن التكالب الواضح لتخريب عدن من مسلحي القاعدة الذين انتشروا بشكل مهول في أرجاء المدينة. لكن المخيف في قوله هو التواجد الفعلي لعناصر القاعدة بنسبة تفوق العقل لا احب أن اعيدها هنا واعتقد انها صحيحة. طبعاً العميد غازي الذي سربت أنباء عن تهديده لتقديم استقالته عقب جريمة الجنود في جولة كالتكس أكد في حديثه الأول مع قناة (السعيدة) استعداده للموت من اجل عدن والوقوف امام ما تتعرض له من عدوان وحشي مسلح من الارهابيين والمسلحين الخارجين عن القانون .. لكن الخلاصة أن على أبناء عدن ومسؤوليها وقواها السياسية ومجالسها الاهلية ان تسارع للاصطفاف مع الأمن لحماية عدن من الخطر الداهم والحذر من المخطط الارهابي الحقيقي.