التقى رئيس مجلس الوزراء الأخ محمد سالم باسندوة أمس عدداً من الشخصيات السياسية والحقوقية والوجاهات الاجتماعية من محافظة عدن، الذين قدموا له شرحا عن الأوضاع الأمنية بالمحافظة وما آلت إليه من انفلات في الآونة الأخيرة، في ظل انتشار المظاهر المسلحة، وقطع الطرقات، وتردي الخدمات الضرورية. وأشاروا الى المحاولات المتكررة لزعزعة الأمن والاستقرار بالمحافظة وسعي بعض الأطراف إلى إثارة الفوضى وإفشال الانتخابات الرئاسية لخلط الأوراق وعرقلة تحقيق الانتقال السلمي للسلطة.. لافتين الى ان هذا الانفلات الأمني الذي تشهده مدينة عدن غير مسبوق ومحاولة للنيل من مدنية وحداثة هذه المدينة الحضارية بتوزيع الأسلحة ونشر مظاهر الخوف والسطو على الممتلكات. وأشادوا بالعزيمة الصادقة والإرادة المخلصة التي وجدوها لدى نائب الرئيس ورئيس مجلس الوزراء لوضع حد لما يجري في عدن وهو ما بدد نسبة كبيرة من مخاوفهم وقلقهم، وحرصهم الجاد على الانتقال السلمي بالوطن وحل القضايا العالقة بما فيها القضية الجنوبية.. معبرين عن رفضهم لمثل هذه المحاولات التي تسعى الى الزج بمدينة عدن وأبنائها في اتون العنف والفوضى وهي التي كانت دوما ملتقى لكل ابناء الوطن وحاضنة للتنوع الثقافي والفكري والاجتماعي والمدنية. وأكد الاخ رئيس الوزراء خلال اللقاء ان «ما تعانيه مدينة عدن يحتاج الى عناية ورعاية خاصة وليثق الجميع بأني ساعمل كل ما استطيع من اجل ان تعود هذه المدينة الجميلة وواحة الأمن والازدهار الى طبيعتها السابقة كعنوان للمدنية والحداثة ».. معبرا عن تفهمه الكامل للهموم التي طرحت واعتزازه الكبير بالشخصيات الحاضرة في هذا اللقاء والتي لها ادوار نضالية ومواقف مشهودة حريصة على الإسهام في خروج الوطن من هذه المحنة. وأوضح باسندوة ان «هناك إمكانية كبيرة لتلبية كثير من المطالب بعد الانتخابات الرئاسية، وما يهمنا حاليا هو إنقاذ مدينة عدن من الانزلاق نحو العنف ومنع أية مؤامرات ضدها». وأشار رئيس الوزراء الى ان ما وصل إليه الحال في عموم اليمن يبعث على الأسى الشديد وان الخطوة الأولى في فتح بوابة التغيير هي إنجاح الانتخابات الرئاسية المقبلة باعتبارها الطريق الآمن للخروج من الأوضاع الراهنة.. مؤكدا حرص الحكومة بتعاون جميع أبناء الوطن ومساعدة الأشقاء والأصدقاء على تجاوز الأوضاع الراهنة والانطلاق نحو تحقيق تطلعات الشعب اليمني في البناء والتنمية. فيما اكد سفراء الدول الشقيقة والصديقة المعنية بمتابعة تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة ان القضية الجنوبية اصبحت أكثر فهما لدى المجتمع الدولي واعطيت حقها في قرار مجلس الأمن الدولي والآلية التنفيذية للمبادرة.. مشيرين الى انهم سيقومون وبالتنسيق مع الحكومة بزيارة عدن قريبا لتبادل الافكار والمساهمة في تقديم الدعم اللازم لحل المشاكل انطلاقا من دورهم المعني بمتابعة تنفيذ المبادرة الخليجية، بما في ذلك القضية الجنوبية التي ستكون حاضرة بقوة في مؤتمر الحوار الوطني وستحتل الاولوية في المرحلة الثانية من العملية الانتقالية. حضر اللقاء وزراء حقوق الانسان حورية مشهور و النقل الدكتور واعد باذيب والثقافة الدكتور عبد الله عوبل ووزيرة الدولة لشئون مجلس الوزراء جوهرة حمود ومدير مكتب رئيس الوزراء سالم بن طالب والامين العام المساعد للشئون السياسية والعلاقات الخارجية بمجلس الوزراء جمال علي احمد.