أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن الأمل بألا تعمد البلدان الغربية إلى إفشال مهمة مبعوث الأممالمتحدة إلى سورية كوفي أنان وأن تلقى مهمته دعم جميع أعضاء مجلس الأمن الدولي. وقال لافروف في مؤتمر صحفي مشترك عقده أمس مع نظيره الصربي فوك يريميتش: إن روسيا تتنظر دعم أعضاء مجلس الأمن جميعا لمهمة أنان وهذا يعني أنه يجب على الأعضاء الآخرين في مجلس الأمن غير روسيا والصين أن يقوموا بعملهم ويطلبوا من المعارضة السورية عدم القيام باستفزازات لاحتدام الوضع وأن تتعاون بشكل كامل مع أنان وتبدي موقفا إيجابيا من مقترحاته وألا يقتصر الأمر على أن ترسل روسيا والصين وحدهما إشارات إلى القيادة في سورية للتعاون الكامل مع مهمة المبعوث الدولي. واستغرب لافروف موقف المعارضة ومجلس اسطنبول الذي أعلن فشل مهمة أنان بعد مرور يومين فقط من زيارته الأولى لدمشق واصفا هذا الموقف بغير المسؤول. وأضاف لافروف «إننا نعمل مع أنان بصورة دائمة» متمنيا أن يبدي الجميع دعمهم لمهمة أنان كما تفعل روسيا. وكان ميخائيل بوغدانوف الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط نائب وزير الخارجية قد جدد ثبات الموقف الروسي حيال سورية مؤكداً أن الموقف الروسي بهذا الصدد مبني على أسس مبدئية لا تتعرض لأي تغيير. وقال بوغدانوف خلال مؤتمر صحفي عقده أمس في موسكو إن روسيا لن تسمح بتمرير أي سيناريو عسكري ضد سورية على غرار ما جرى في ليبيا و لن تعطي شرعية لمثل هذه الأعمال عند اتخاذ قرارات في مجلس الأمن مشددا على أن الشعب السوري وحده هو الذي يقرر مستقبله ومصير بلاده رافضا الدعوات للتدخل الخارجي بشؤون سورية. وأكد بوغدانوف أن القيادة السورية تتمتع بتأييد الشعب ولذلك تقيم روسيا علاقاتها معها بالدرجة الأولى مشيراً إلى أن روسيا تقيم اتصالات مع جميع الأطراف السورية بما في ذلك الحكومة والمعارضة. ودعا الممثل الخاص للرئيس الروسي القوى التي تملك تأثيرا على المعارضة السورية إلى الاضطلاع بدورها للتأثير عليها من أجل دخولها في حوار وطني لحل الأزمة في سورية سلميا وعدم إعطائها إشارات بالدعم تزيد من تعنتها ورفضها للحوار مطالبا هذه القوى بعدم صب الزيت على النار وزيادة تأجيج الوضع في سورية. واعتبر الممثل الخاص للرئيس الروسي أن مواصلة التحرك في مجلس الأمن الدولي يتوقف على عمل مبعوث الأممالمتحدة كوفي أنان كما يتوقف على ذلك احتمال اتخاذ هذه القرارات أو تلك بما في ذلك في مجلس الأمن مشيراً إلى أن روسيا تنتظر التقرير الذي سيقدمه الأخير لمجلس الأمن في وقت لاحق اليوم وتقييماته الأولية. وأشار إلى أن أنان موجود حاليا في جنيف وقد زار سورية والتقى الرئيس بشار الأسد كما اجرى لقاءات خلال زيارات قام بها لتركيا ومن المنتظر أن يفصح عن انطباعاته والاتصالات الأولى التي أجراها. وفيما يتعلق باحتمال تقارب المواقف الروسية والأمريكية حيال الوضع في سورية قال بوغدانوف إن هذا الأمر يتعلق بالدرجة الأولى بتأييد مهمة أنان مبعوث الأممالمتحدة إلى سورية. وأكد الممثل الخاص للرئيس الروسي تطابق الموقفين الروسي والصيني حيال سورية وأن موسكو وبكين تتخذان موقفا موحدا في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة. وانتقد بوغدانوف اجتماعات ما يسمى بأصدقاء سورية مؤكداً أنها تشكل أمرا خاطئا وتعيد للأذهان اجتماعات مجموعة الاتصال بخصوص ليبيا ولفت إلى أن روسيا لا تنوي المشاركة باجتماعات جديدة لها. ولفت بوغدانوف إلى أن روسيا تواصل العمل مع الجامعة العربية بخصوص حل الأزمة في سورية مؤكدا وجود خلافات بين مواقف روسيا والجامعة كما أن هناك خلافات بين الدول العربية نفسها حيال سورية. وأشار الممثل الخاص للرئيس الروسي إلى التفاهم الذي تم التوصل إليه مؤخراً بين روسيا والجامعة العربية والذي تم الإعلان عنه في النقاط الخمس القائمة بالدرجة الأولى على وقف العنف أيا كان مصدره ووضع آلية فعالة للرقابة وعدم التدخل الخارجي في الشأن السوري مع تقديم المساعدات الإنسانية. ووصف بوغدانوف سورية التي عمل فيها لعشر سنوات تقريبا بأنها بلد معقد من حيث تركيبة مجتمعه محذرا من أن أي تهديد أو انفجار في سورية سيشكل خطرا على المنطقة برمتها. من جهته انتقد نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف بشدة أمس استباق وسائل إعلام غربية وعربية جهود حل الأزمة في سورية وترويجها معلومات عن فشلها قبل بدئها. وقال غاتيلوف على صفحته على شبكة الانترنت أمس إن بعض وسائل الإعلام العربية والغربية تعلن فشل الجهود لحل الأزمة في سورية قبل بدئها.