اعتقلت الشرطة الفرنسية يوم أمس الأربعاء شخصاً وحاصرت منزل آخر يعتقد بأنه ينتمي لتنظيم القاعدة، في عمليات دهم على خلفية حادث إطلاق النار أمام مدرسة يهودية بجنوب غرب فرنسا، الذي قتل فيه ثلاثة أطفال يهود وحاخام، يوم الاثنين. وأشار مصدر في باريس إلى مفاوضات بين القوات الخاصة والمشتبه به، وقال إن الشرطة اعتقلت شقيقه بالفعل واستقدمت والدته. وذكر أن والدة المشتبه به الذي يعتقد بأنه من أصل جزائري، رفضت الدخول في مفاوضات مع ابنها المحاصر، وقالت إنها لا تستطيع التأثير عليه. كما أشار المصدر إلى أن أجهزة الأمن قالت إنها كانت تتعقب المشتبه به وتعرف أنه وُجد مؤخراً على الحدود الباكستانية الأفغانية. كما نقل عن وزير الداخلية كلود غيان أن المفاوضات مستمرة، مشيرا إلى أنه وصف المشتبه به بأنه كثير الكلام وأنه يتحدث عن قناعاته بتنفيذ الهجوم انتقاماً للأطفال الفلسطينيين وتأكيد رفض وجود القوات الفرنسية في أفغانستان. وقد أصيب شرطيان في تبادل لإطلاق النار مع مشتبه بهم، بينما تحدثت القناة التلفزيونية بي إف إم تي في عن تكهنات بأن المشتبه بهم لهم صلة بجماعة إسلامية قالت إنها تدعى فرسان العزة. لكن لم يمكن على الفور التأكد من ذلك. وفي وقت سابق، ذكرت مصادر أمنية أن المهاجم كان يحمل سلاحين (عيار 9 ملم و عيار 11.43 ملم) أحدهما من نفس العيار الذي استخدم في أحد الهجومين السابقين. وذكر شهود أن منفذ الهجوم فر هاربا على متن دراجة نارية بعدما فتح النار على مجموعة من الأشخاص كانت تنتظر حافلة لنقل تلاميذ أمام المجمع التعليمي اليهودي. وقد أمر وزير الداخلية بتشديد الإجراءات الأمنية حول كل المؤسسات التعليمية اليهودية، وتحدث عن أوجه تشابه بين الهجوم وعمليتين أخريين،في وقت سابق من الشهر الحالي. وقد حرص الرئيس نيكولا ساركوزي على لقاء ذوي الضحايا،حيث أعرب عن تأثره العميق بشجاعة هؤلاء. وتحدث ساركوزي أيضاً عما سماه تشابها مذهلا بين حادث تولوز وواقعتين منفصلتين لإطلاق النار قتل فيهما ثلاثة جنود الشهر الحالي. وقال "ذهلنا للتشابه بين كيفية تنفيذ الدراما التي حدثت وتلك في الأسبوع الماضي رغم أن علينا أن ننتظر الحصول على المزيد من الشرطة لتأكيد هذا الافتراض". كما قال الرئيس إن أحد الجنود الثلاثة الذين قتلوا في الواقعتين السابقتين كان من أصل كاريبي، والاثنين الآخرين مسلمان،في مونتوبان وتولوز أيضاً. من ناحية أخرى،وصلت إلى إسرائيل صباح يوم أمس الأربعاء الطائرة التي تنقل جثامين الأطفال الثلاثة والحاخام، الذين قتلوا في هجوم تولوز. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر ملاحية بإسرائيل أن الطائرة التابعة لشركة العال الإسرائيلية تضم على متنها أيضا حوالى خمسين شخصا من أقارب القتلى بالإضافة إلى وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه. وينتظر تشييع جثامين جوناثان ساندلر، وهو فرنسي يبلغ من العمر ثلاثين عاما وولديه غابريال (أربع سنوات) وآرييه (خمس سنوات) بالإضافة إلى ميريام مونسونيجو (سبع سنوات) وثلاثتهم فرنسيون إسرائيليون، بمقبرة هار هامينهوت الكبرى بالقدس المحتلة في حي غيفات شاوول عند مدخل المدينة. وقد أعربت إسرائيل عن شعور بالذهول بعد وقوع الحادث،وقالت على لسان يغال بالمور المتحدث باسم الخارجية "نحن مذهولون من هذا الهجوم، ونثق في قدرة السلطات الفرنسية على كشف ملابسات المأساة وإحالة المسؤولين عن جرائم القتل هذه أمام القضاء". وقطعت كافة القنوات التلفزيونية والإذاعية الإسرائيلية برامجها المعتادة لمتابعة تفاصيل هذا الحادث. يشار إلى أن فرنسا تضم أكبر جالية يهودية بأوروبا حيث يبلغ تعدادها سبعمائة ألف شخص.