ما يحصل في لحج وعاصمتها المدنية المسالمة الحوطة منذ مطلع الأسبوع الماضي يبعث على القلق وكثير من المخاوف من أن يكون مصيرها كجارتها المدمرة محافظة أبين التي صارت منكوبة وتحت نيران القصف المدفعي والصاروخي في حرب طال أمدها بين مسلحي أنصار الشريعة والجيش منذ سقوطها بأيديهم في 27 مايو الفائت 2011م. على الأرجح الوضع ينذر بخطر حقيقي لا يقبل الشك والجدل حيث بات مسلحو الشريعة التابعون لتنظيم القاعدة يهددون باجتياح مدينة الحوطة حاضرة لحج الخضراء وفرض سيطرتهم على مقدراتها ومنشآتها الحكومية وإخضاع السكان لهيمنتهم كأمر واقع كالذي يحدث لمواطني مديرية خنفر جعار أما زنجبار فقد نزح جميع سكانها وأصبحت مدينة أشباح تحت ركام الخراب المريع الذي طال كل شيء. يقيناً إن مسلحي القاعدة صاروا يسرحون ويمرحون ويتنقلون بحرية وأمان في القرى والمناطق المحيطة بالعاصمة الحوطة وينفذون هجماتهم الدموية على أفراد النقاط الأمنية والأطقم العسكرية بدقة مخترقين كل الحواجز حتى عيون المواطنين الذين يجنح غالبيتهم للسلبية بدلاً من أن يكونوا عوناً لأجهزة الأمن والجيش لكبح جماح المتشددين الذين يهددون السلم الاجتماعي والأهلي وهنا تعود إلى الأذهان التداعيات المماثلة للمشهد في أبين حينها حتى دفع الجميع الثمن. مما لا شك فيه استغلال المسلحين للأوضاع الأمنية الضعيفة في لحج كبقية المحافظات لتنفيذ أهدافهم.. لكن لفت الانتباه في لحج تحرك قوات الجيش السريع من قاعدة العند التي كانت بالأمس الترسانة الإستراتيجية للجيش الجنوبي العقائدي وفي هذا المحور العسكري المعروف الذي يقوده القائد العسكري الشهير اللواء الركن محمود أحمد سالم الصبيحي الذي استطاع ومقاتلوه الانتشار في أرجاء الحوطة وجعلها خطاً أحمر أمام المسلحين المتهاونين بالأمن وحتى الجيش نظراً لنجاحهم في اغتيال الكثير منهم في عمليات إرهابية مباغتة وإجرامية بشعة. وبالعودة إلى ما يمثله تدخل الجيش المبكر في خط المواجهة مع عناصر القاعدة الذي أحبط السيناريو المريب الذي تهدف إلى تحقيقه الجماعات المسلحة حتى الآن وبوجود قائد عسكري محنك بمستوى اللواء محمود الصبيحي قائد محور العند العسكري وقائد اللواء 201م ميكا فإن هناك اطمئناناً باستحالة سقوط الحوطة وزاد الدور الرائد لمحافظ لحج الأخ أحمد عبد الله المجيدي الذي لم تهتز له شعرة من تهديدات قوى الإرهاب وأكد في تصريح سابق أن الحوطة ستكون مقبرة لقوى الشر والإرهاب. الخلاصة للحفاظ على لحج ومواجهة هذا الطوفان وأدوات القتل للقاعدة ينبغي على قيادات ووجهاء ومشايخ ومثقفي وسياسيي لحج وأبنائها جميعاً الاصطفاف لمواجهة الإرهاب وعدم السكوت أو التخاذل والهروب من المسؤولية التاريخية للحفاظ على محافظتهم وأمنهم من عبث العابثين والقتلة.. والله على ما أقول شهيد.