أصدرت محكمة جنايات القاهرة صباح امس حكما بالمؤبد على الرئيس المصري السابق حسني مبارك كما حكمت على وزير داخليته، الحبيب العادلي بالمؤبد. وبدأ القاضي جلسة النطق بالحكم على مبارك وبقية المتهمين بالمناداة على اسمائهم الواحد تلو الآخر وقد بدأت جلسة امس بلائحة اتهام تضمنت 50 ألف صفحة، وسط اجراءات أمنية مشددة حول مقر المحكمة وداخل الجلسة. وأعلن القاضي أحمد رفعت بدء الجلسة طالبا من الحضور التزام الصمت التام وقال «أي حركة أي صوت حتى نهاية الجلسة سنعتذر فورا وسنطبق القانون بكل حزم». الى ذلك شهدت القاهرة وعدد من المدن المصرية الأخرى امس السبت، مظاهرات عقب صدور أحكام بحق الرئيس المصري السابق حسني مبارك ووزير خارجيته بالسجن المؤبد، وتبرئة مسئولين آخرين من تهم فساد وقتل متظاهرين خلال ثورة يناير. وتوافد مئات المتظاهرين إلى ميدان التحرير وسط القاهرة، للتظاهر بعد انتهاء ما اسمي بمحاكمة القرن، وقام عدد من المتظاهرين بإغلاق الشوارع الجانبية المؤدية للميدان بالحواجز الحديدية ما تسبب في تكدس حركة مرور السيارات. وفيما أشعل متظاهرون إطارات السيارات في ميدان التحرير، قام آخرون بإلقاء الحجارة على مبنى دار القضاء العالي بالقاهرة الذي يضم عددا من المحاكم العليا ومكتب النائب العام. وامتدت حالة الغضب إلى عدة مدن مصرية، منها السويس والإسكندرية ومحافظة البحر الأحمر، وردد المتظاهرون هتافات رافضه للأحكام الصادرة بحق الرئيس المصري السابق وكبار مسئوليه. وكانت وزارة الصحة المصرية قد اعلنت ارتفاع عدد المصابين في الاشتباكات التي وقعت أثناء النطق بالحكم في محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك أمس السبت، إلى 21 مصاباً. وذكر رئيس الإدارة المركزية للرعاية الحرجة بوزارة الصحة المصرية الدكتور خالد الخطيب أنه تم نقل سبع حالات إلى المستشفيات، بينما تم إسعاف ثماني حالات أمام مقر الأكاديمية وست حالات من خلال العيادات المتنقلة. وأوضح الخطيب أن الإصابات كانت ما بين إغماءات وكدمات متفرقة بالوجه والجسم وكدمات بالرأس والذراع الأيمن وخدوش وجروح بالرقبة والصدر وجرح قطعي بالوجه نتيجة الاشتباكات. وأشار إلى إن سيارات الإسعاف والعيادات المتنقلة أمام أكاديمية الشرطة، تحركت في اتجاه ميدان التحرير لتأمين الميدان. وكانت قاعة محكمة الجنايات بالقاهرة قد شهدت اشتباكات بين مؤيدي الحكم على مبارك الذي قضى بالسجن المؤبد عليه، بالإضافة إلى وزير داخليته حبيب العادلي.