يستقبل أبناء محافظة الحديدة شهر رمضان في كل عام بلهفة وشوق ويفتحون أبوابهم لاستقبال هذا الضيف الكريم الذي بحلوله يفرض الصيام وتمتلئ المساجد لأداء الصلوات والتراويح وتعلو الأصوات بآيات القرآن الكريم وينتشر الأطفال في الشوارع الذين ينشدون الأهازيج احتفالاً بحلوله فهذا شهر الرحمة والغفران والعتق من النار أيامه ترسم البسمة على كل الوجوه ولياليه أعياد تتصافى فيها القلوب فينسى فيه أبناء المحافظة هموهم وتتعالى هممهم لينالوا اجره ويظفروا بالنعمة التي من بها عليهم المولى ان بلغهم اياه. (14 أكتوبر) بهذه المناسبة الجليلة والمباركة أجرت هذه الجولة السريعة في محافظة الحديدة لمعرفة أحوال أبناء المحافظة في رمضان وماهي العادات التي يقومون بها لاستقبال أيام هذا الشهر الكريم الذي يحول نهارهم إلى ليل. ينتظر أبناء المحافظة الإعلان عن رؤية هلال رمضان بلهفة وشغف تدفع البعض منهم إلى البقاء في المسجد عقب صلاة المغرب مع غروب الشمس في آخر يوم من شعبان حتى يعود لأسرته بخبر دخول الشهر الفضيل والاستعداد لصلاة التراويح ولا تنام اغلب الأسر في هذا اليوم حتى قضاء وجبة السحور وأداء صلاة الفجر. وفي أول أيامه تكون الشوارع والأسواق نهاراً شبه خالية عكس ما نراه في ليله حيث الشوارع والمحال التجارية تعج بالحركة ومفتوحة والأسواق تكتظ بزائريها من مختلف المناطق الريفية والحضرية. وتنعدم في الحديدة أيام الشهر الكريم إقامة الأعراس والحفلات ما عدا عقد القران ومعظم المواطنين يفضلون قضاء أوقاتهم في رمضان بتلاوة القرآن ومراجعة كتب الحديث والسيرة النبوية والفقه وغيرها والحد من الخلافات والقيام بصلة الارحام. شهر مبارك أبناء الحديدة يستعملون خلال مطلع الشهر الفضيل جملة (شهر مبارك) والافطار يكون فيه متعدداً من كل الأصناف والأنواع فبعد أداء صلاة المغرب تجتمع الأسر حول مائدة واحدة، فهناك السمبوسة والشربة والمخلوطة والبودر والشفوت وغيرها. وفي وجبة العشاء يتناولون الزربيان والمقلى وبنت الصحن والفتة والمندي. الأفطار الجماعي والحركة التجارية تشهد الحديدة مابين الفجر والظهر فتوراً ملحوظاً مع خلو الشوارع من المارة والباعة على السواء وبعد صلاة العصر تبدأ الحركة في الأسواق والشوارع لشراء الحاجيات اللازمة للافطار إضافة إلى إقامة موائد الافطار الجماعي التي تنظمها بعض الجمعيات والمؤسسات الخيرية. الدروس الرمضانية هناك تقليد اصبح سائداً في الحديدة منذ قديم الزمن وهو إقامة الحلقات والدروس الرمضانية في المساجد يحضرها علماء وفقهاء من جميع مديريات المحافظة. حركة المواصلات حركة المواصلات تنشط نشاطاً كبيراً في الشوارع الرئيسية وتشكل الدراجات النارية العامل الأكبر في الازعاج في الشوارع الفرعية وانتشارها في الحارات دائماً ما تؤدي في الغالب إلى حوادث وخاصة مع اقتراب وقت اذان المغرب حيث يصبح احتمال حدوثها أكبر مع السرعة الفائقة من طرف السائقين الذين تبدو لهم مائدة الافطار على مرمى حجر.