يختلف الاحتفاء بهذا الشهر الفضيل من محافظة إلى أخرى فكل مدينة لها طقوسها وعاداتها وتقاليدها في استقبال هذا الشهر الفضيل وفي مدينة الحديدة يختلف الاحتفال بقدوم هذا الشهر الكريم عن سائر المحافظات الأخرى.حيث يتسم هذا الشهر بطابع مميز في مدينة الحديدة ليلاحظ الزائر للمحافظة هذا الطابع المميز لرمضان في كل أزقة وحواري الحديدة ففي عروس البحر الأحمر استعد المواطنون بهذا الشهر من وقت مبكر حيث تجد الأطفال والشباب وكبار السن في حلقات الذكر وبيوت الرحمن تكتسي اللون الأبيض والشوارع تتزين بالقناديل لتشع أنواراً زاهية وروائح العطور والبخور تفوح من كل منزل وأصوات القرآن تصدح من كل مكان احتفاءً بقدوم هذا الشهر. “صحيفة الجمهورية” التقت بعدد من أبناء محافظة الحديدة لتستشف مشاعرهم الفرائحية بالشهر الفضيل شهر رمضان المبارك ومعرفة العادات والتقاليد المتبعة في رمضان في المحافظة ومن ماذا تتكون وجبة الإفطار ومدى إقبال المواطنين على السلع والمواد الغذائية في الاستطلاع التالي: يتحدث المواطن جلال علي شارة عن شهر رمضان بالقول:”بأنه جرت العادة في محافظة الحديدة ن نعيش أضواء رمضان المبارك بالفرح والسرور وتصفية القلوب والتراحم والتسامح فيما بيننا. وأشار شارة إلى أن شهر رمضان يعتبر موسم للعبادة والطاعة لأن فيه تضاعف الأجر والثواب وفيه تبرز مشاعر الأخوة وتتجسد تلك المشاعر حينما تشاهد جموع الناس يتناولون الإفطار في موائد جماعية كبيرة.. وأضاف بأن موائد الإفطار في رمضان تتألف من تمرات وقليل من المأكولات والسنبوسة والباجية والشفوت. وعن السلبيات والمعوقات التي يخشون أن تؤثر عليهم في شهر رمضان وهي مشكلة الانطفاءات الكهربائية المستمرة والتي نتمنى أن تختفي في شهر رمضان المبارك،حيث وأن المحافظة تشهد هذه الأيام جو حار جداً وأنه قد يؤثر عليهم وعلى صيامهم إذا ما استمرت تلك الانطفاءات الكهربائية في الشهر الفضيل إلى جانب ارتفاع الأسعار والغلاء المخيف الذي جعلنا نعجز عن شراء بعض احتياجاتنا ونطالب الجهات المختصة بأن تقوم بواجبها في عملية الرقابة على الأسعار وضبط كل من تسول له نفسه تعكير الأجواء الرمضانية المباركة عادات وتقاليد رمضانية الشيخ/أحمد حاتم العقيلي إمام مسجد المسئول الإعلامي بجمعية معاذ بن جبل بمحافظة الحديدة تطرق في لقائه معنا إلى العادات والتقاليد المتعارف عليها في شهر رمضان بين الأهل بمحافظة الحديدة في رمضان والتي أشار فيها إلى أن تلك العادات تكاد لا تختلف عن بقية أهل اليمن إلا في جوانب طفيفة لكن إجمالاً فنحن في الحديدة معتادون في رمضان على الآتي: السهر حتى الفجر وبعد صلاة الفجر حيث يكون كثير من الشباب يواصل سهره حتى التاسعة أو العاشرة صباحاً ثم يتوجه إلى النوم بعد أن يتم قراءة القرآن والتسبيح والتكبير لله. وفي هذه الأيام يتم ترتيب دوري رياضي بعد صلاة العصر وحتى قبيل صلاة المغرب يتم رصد جوائز قيمة وبصورة أهلية لهذا الدوري والمساجد لتكتسي بأجمل الحلي وتتلون جدرانها ويتم تنظيف ما بداخل المساجد وتغيير كل شيء احتفاء “بالشهر الفضيل”. ويشير الشيخ العقيلي إلى أنه قبيل صلاة المغرب معتادون أن يتواصى الجيران ببعضهم البعض من خلال توزيع بعض الأطعمة الرمضانية مثل السنبوسة والشوربة على بيوت الجيران وكذلك التواصي بالأرحام والأقارب القريبين من بيوتنا حتى في المساجد تجد الجيران يجتمعون في موائد الإفطار الجماعية والكل يحمل بيده إفطاره من منزله. بعد صلاة المغرب يجتمع الناس كل في بيتهم ليواصلوا إفطارهم وغالبية أهل الحديدة يجمعون في إفطارهم بالعشاء يتناولون ذلك وهم مجتمعون على شاشات التلفزيون لمتابعة برامج أو حلقات أو مسلسلات خاصة ما فيها طابع فكاهي أو كوميدي. ولعل أبرز ما تابعه أهل الحديدة المسلسل التهامي الكوميدي “همي همك” والذي تناول أحداث شوتر وزنبقة في عامين متتاليين. ويسرد لنا الشيخ العقيلي عادات وتقاليد أبناء تهامة في رمضان بعد صلاة التراويح يذهب الناس لأعمالهم والناس في رمضان حتى الجمعة لا ينفكون من العمل لأن في رمضان يطرح الله فيه بركة ورزقاً وفيراً للجميع. ويحرص التجار على إخراج زكاة مالهم فيه ومن أجل ذلك يمر البعض من التجار بنفسه على البيوت في الليل لتوزيع زكاته فيما يعرف ب”حق الله” وفي العشر الأخيرة من رمضان يهرع البعض من الناس إلى المساجد لأداء صلاة القيام والتهجد. أطعمة الناس في رمضان أما بالنسبة للأطعمة والمشروبات والتي تكاد تقتصر على نوعية معينة من الأطعمة بها يعرف الناس رمضان بل ولعلهم هذه الأيام يحرصون على شرائها ومن أجلها ترتب المعارض الكبرى ولعل أبرز هذه الأطعمة: السنبوسة والشوربة.. الكريمة والبودر والبسبوسة والخاجلة إلى جانب العصائر والمشروبات المختلفة التي يقبل عليها بسبب الحر الشديد في المحافظة، ويحرص الناس على تناول السمك وأقصد الكثير من أهل الحديدة عند وجبة السحور التي تبدأ عند البعض منهم مع الثانية أو الثالثة قبيل الفجر. نصيحتي للشباب.. ودعا الشيخ أحمد حاتم العقيلي الشباب إلى الاهتمام بوضع برنامج يتقربون فيه إلى الله في هذا الشهر الفضيل لأن رمضان المحطة الرئيسية التي نتزود منها بالوقود الذي يكفينا للعام كله وأنا هنا أوجه إخواني الشباب الاهتمام بالصلوات الخمس والإكثار من النوافل فإن الفريضة في رمضان بسبعين والنافلة بفريضة.. والحرص على قراءة القرآن وليكن ختمنا للمصحف في رمضان أكثر من ثلاث مرات ولا ننسى أن نشير إلى برنامج كنا قد اقترحناه بالتعاون مع إخواننا في جمعية معاذ العلمية لخدمة القرآن الكريم والسنة النبوية مكتب الحديدة وأتوجه إلى الشباب بالقول إلى أن رمضان فرصة للتغيير إلى الأحسن لأن كنا ممن عصى الله وأخطأ في حقه فلنرجع إلى ربنا الذي يقبل التوبة عن عباده فلنمد أيدينا إليه راجين منه العفو والصفح فهو سبحانه لن يخذلنا.. ولا ننسى أن امتداد آجالنا حتى يبلغنا ربنا شهر رمضان نسأل الله أن نكون ممن بلغهم الله رمضان أنها بحد ذاتها نعمة يمن بها الله علينا فلنحمد الله ونشكره ولنقم بواجب الطاعة والعبادة لله.. وأسأل الله العلي القدير أن أكون قد وفقت فيما طلب مني ولو كان هناك تقصيراً فالسموحة أولاً والتواصل ثانياً لنستدرك تقصيراً ولنتدارك أمرنا.. وبارك الله فيكم ورفع قدركم وقضى حاجتكم وجعلكم من أهل النفع والتقى آمين اللهم.. آمين.