يمتاز شهر رمضان عن غيره من الشهور بإنماط وعادات تجعله متنفردا عن الشهور الأخرى سواء في البرنامج اليومي لهذا الشهر او في تنوع الأكلات وفترة العمل, إذ يمتاز شهر رمضان بتعدد موائده الخاصة وبرامجه اليومية وفعالياته المسائية . وكما هو معروف فكل محافظة من المحافظة يكون لها نمط خاص يميزها عن غيرها في هذا الشهر، وتنفرد محافظة الحديدة بعدد من العادات والتقاليد في هذا الشهر الفضيل تعطيها نوعا من الخصوصية. وتبدأ ملامح الشهر الكريم في محافظة الحديدة مبكراً باحتفال الناس بمناسبة (البهجة) وهي عبارة عن احتفالات تقام في 27 رجب و15 شعبان في المساجد على شكل جلسات دينية يردد فيها الدعاء وقراءة القرآن الكريم ، فيما يتجه البعض إلى السهر مع الأصدقاء وتبادل الأحاديث .. ومع الاعلان عن رؤية هلال رمضان تبدأ الطقوس الخاصة بهذا الشهر الفضيل والتي يمكن ملاحظتها في الحديدة من خلال انتشارالموائد الرمضانية بين الجيران التي تمثل نوعا من أنواع المغالاة في الأكل حيث يقدم للصائمين أنواع الأكلات تتكون من الفتة الممزوجة بالمرق ، والشربة باللحم وهي الوجبة الرئيسة اضافة إلى السمبوسة والطعمية ضانية و تقدم كل أسرة مما لديها من أصناف الى جيرانها. وما تزال محافظة الحديدة تحتفظ ببعض عاداتها الرمضانية التي سار عليها القدماء، حيث لا تزال عادة الإفطار الجماعي في المساجد قائمة إلى يومنا هذا ، حيث تقوم بعض العائلات بتقديم الأكلات الرمضانية إلى الصائمين في المساجد وترى الناس يتوافدون إلى المساجد وكل منهم يحملبين يديه إفطاره الشخصي ويجتمعون في حلقات متفرقة في المسجد وتتوسطهم أنواع المأكولات التي أحضروها من بيوتهم ..وعند الصدح بالأذان تتقاطر الأيادي إلى الموائد وكل شخص يحاول تذوق الإفطار الذي قدم به جاره. ومن الميزات التي لا تزال مدينة الحديدة تنفرد بها دون غيرها ، حلقات تدارس الفقه في المساجد وبيوت الفقهاء التي لا تزال قائمة وترى الأطفال يتوافدون إلى المساجد لتلقي العلم والانخراط في حلقات القرآن الكريم لحفظه وإجراء المسابقات فيه بين الفتيان والأشبال.