هي كبرى مدن الجنوب الغربي التونسي تعود تسميتها إلى اشتقاق عربي للتسمية اللاتينية CAPSA، ابتكر منها الباحث «دي.مورغان» كلمة (CAPSIEN) اسما للحضارة التي تعود للعصور الحجرية القديمة. وتمثل جهة قفصة أهم مراكزها. وهي عبارة عن ربوة من الرماد والحجارة المتفحمة وقواقع الحلزون والصوان المكشوط، تقوم شهادة على نمط عيش إنسان الحضارة القفصية وعراقة استقراره بهذه الربوع منذ آلاف السنين. انتشرت الحضارة القفصية انتشارا واسعا وأثرت في عدة حضارات أخرى. تأسيس مدينة قفصة، قديم وغير معهود تنسبه الأسطورة التي أوردها اللاتيني «سالوست» إلى الإله «أليي» أو الفينيقي «هرقل» ، والمصادر العربية الوسيطة تنسبه إلى «شنتيان غلام النمرود ملك الكلدانيين الاسطوري.» والواقع ان ظروفا موضوعية ساعدت في نشأتها خصوصا مميزات موقعها الجغرافي: فهي توجد عند ملتقى عدد من المسالك الطبيعية المؤدية إلى كل من واحات الشطوط وقابس ومقاطعة البيزاسين ومكثر وتبسة ووجود عدد هام من عيون الماء الطبيعية التي مثلت شريانا حيويا للاستقرار، وبالتالي تمتاز قفصة بعراقة تاريخها الذي تعاقبت ضمنه عدة حضارات. تعتبر مدينة قفصة ذات مجال استقرار بشري حيث يعتبر معلم "القطار" أقدم المعالم الدينية المكتشفة يجسد بناء بسيطا أقامه الإنسان منذ ما يقرب عن 40 ألف سنة ق م على ضفاف سبخة لغايات عقائدية للمحافظة على منبع الماء ويتمثل البناء في كومة مخروطية الشكل تتركب عناصرها من حجارة وعظام حيوانات وأدوات من الصوان يعود إلى العصر الموستيري وكذلك الآثار المتنوعة خاصة بمنطقة الجفارة قرب مدينة الرديف ويحتوي متحف قفصة على نماذج من أشكال الصوان المتنوعة التي كان يعتمدها إنسان ماقبل التاريخ في أنشطته. كما كانت إحدى أهم مدن ولاية إفريقيا البروقنصلية في العهد الروماني حيث كانت تعرف بتسمية قبصة كما إندمجت بعد الفتح الإسلامي في الحضارة العربية الإسلامية. تشهد المدينة توسعا عمرانيا خاصة باتجاه الغرب والشرق، كما يتركز بها مركب جامعي في نمو إضافة إلى مطارها مع تجديد تدريجي لبنية الطرقات منها الطريق المباشرة التي تفصل الرديف بقفصة عبر أم العرائس إضافة إلى إنشاء مغاسل الفوسفات للتخفيف من التلوث. تطورت مدينة قفصة بفضل استغلال مناجم الفوسفات الذي اكتشف سنة 1886 والتي تعتبر من أهم المناجم في العالم ويتم سنويا استخراج أكثر من 7.5 مليون طن من الفوسفات من هذه المناجم، ما يجعل من تونس رابع منتج للفوسفات في العالم.