إلى الصديق الراحل الشاعر محمود درويش سأصب بعضا من أنين الحزن في فنجان قهوتي الصباحية وأعيرها اللغة التي كانت تطرز أسماعنا كل مساء بعض الحنين إليك يا شاعرنا درويش أنت الذكريات لست أنكر ذكرياتي مذ علمتني الهجرة أن أبقى وحيدا درويش كنت سحابة مرت بعالمنا سحابة مرت ذات يوم كي تحيينا وتمسح دمعنا الهتون من مقلتينا عندما كنت تعزف ألحان الحب العذري للوطن المغمس بالدماء وبشوق أهله الراحلين نشيدك يا درويش كان صمت الخيول الهاربة وقرانا حزمت مفاتنها وسارت تبكي الرواحل عنها في مساءات لم تكن في موعد من التاريخ والقدر أف اقها كانت تنوح عند الفجر وكانت قصائدكم تحييها وتزرع الأمل في جوانبها كي لا تكون يتيمة في ساحات الحياة تهدلت أرواحنا يا درويش تهدلت نصبا وألما ها نحن في كل العواصم نتقاسم الأحزان لفقدك لغتي تجاهد أن تسطر ما يجول بخاطري ألون قصيدتي كي تنتعش لكنني أراها ذبلت تستسلم المعاني لطراوة الإنشاد ها أنذا أستظل بغيوم التقدير العابرة من بعد لحظات الحزن حكامنا عانقوا مرآة خيبتنا وتلونوا هربا على مرأى من الشعراء لا تقذفوا القفاز في وجه القصيدة لا تهربوا من حروف جاوزت أصواتها وهي تغفو على ساعديكم كم مرة استباحوني واستباحوا شعبي الفلسطيني درويش صبرا ها هم يشربون كأسي وقصائدك كلها شهود الصمت يأكل ما تبقى من حياء قصيدتي كم قلت يوما أنهم يهود قوموا جميعا وحيوا رمز هذا الشعب درويش للمرة الأخيرة أراك في نعشك وقصيدتي إليك وجع الأيام هذا الأسى يخصني وحدي فاسمعوا نبضي أيها الشعراء بالله قولوا هل يصلح الحكام من أمثالكم ما أفسد الدهر ؟ هل يرجع الوطن السليب هذا الشجب والتنديد والإستنكار قوموا إلى اللغة التي اجترأت ما استسلمت أبدا لحاكم تبحث في الفضاء الملوث عن ناي ومزمار هذا العزاء يخصني وحدي قصيدتي احترقت درويش معذرة إن كنت قد سبقتني