أعلن وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي أمس الأربعاء معارضة بكين للتدخل الأجنبي بالقوة في الأزمة السورية. وقال يانغ في مؤتمر صحفي بعد محادثات مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون «نحن ودول كثيرة نؤيد مرحلة للانتقال السياسي في سوريا». وأضاف «لكننا نؤمن أيضا بأن أي حل يجب أن يجيء من الشعب السوري ويعكس إرادته... يجب ألا يفرض هذا من الخارج». وحثت الصين الحكومة السورية مرارا على إجراء حوار مع المعارضة واتخاذ الخطوات اللازمة لتلبية المطالب العامة بالتغيير السياسي. وفي العام الماضي امتنعت الصينوروسيا عن التصويت على قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن التدخل في ليبيا لكنهما أشارتا لاحقا إلى أن دول حلف شمال الأطلسي تجاوزت تفويض الأممالمتحدة عندما وسعت من حملة القصف الجوي التي كانت عاملا حيويا في الإطاحة بالزعيم الراحل معمر القذافي. ولا تريد الصينوروسيا تكرار السيناريو الليبي في سوريا. وقال هونغ لي المتحدث باسم الخارجية الصينية في إفادة يومية بعد تصريحات يانغ «نعتقد أنه يجب احترام استقلال سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها». من ناحيته وصف الأخضر الإبراهيمي مبعوث الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية الجديد إلى سوريا مهمته لإقرار السلام في سوريا بأنها «شبه مستحيلة» لكن وزير الخارجية الصيني وجه رسالة تحمل قدرا من الأمل. وقال يانغ «قلت في اتصال هاتفي (مع الإبراهيمي) إن الصين تؤيد تماما جهود الوساطة التي يقوم بها ونأمل أن تؤيد كل الأطراف أيضا جهوده للوساطة حتى يمكن ان يكون هناك حل مناسب وسلمي للموقف في سوريا.» ومضى يقول «فيما يتعلق بالقضية السورية دعوني أؤكد أن الصين ليست منحازة لأي فرد أو أي طرف». وأضاف «نأمل أن يمارس أعضاء المجتمع الدولي نفوذهم بشكل ايجابي لحمل كل الأطراف في سوريا على أن تتبنى مسلكا واقعيا هادئا وبناء حتى يمكن ان تكون هناك بداية مبكرة للحوار السياسي والانتقال». ووافقت الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة الشهر الماضي بأغلبية ساحقة على قرار غير ملزم يبدي «قلقا بالغا» من تصعيد العنف وأدان القرار مجلس الأمن لعدم اتخاذه إجراء قويا. وقال يانغ إن الصين تؤيد مبدأ عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى. وأقرت وزيرة الخارجية الأمريكية بأنه «لم يعد سرا» أن الحكومة الأمريكية تشعر بالإحباط من موقفي روسياوالصين بشأن سوريا وكررت أن أسلوب التحرك الأمثل مازال من خلال اتخاذ موقف صارم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.