أكد مصدر مطلع في منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن العقوبات المفروضة على إيران ستلحق أضراراً كبيرة في عموم البرنامج النووي الإيراني على الرغم من أن هذه العقوبات لم تعرقل حتى الآن خطط طهران في مواصلة برنامج تخصيب اليورانيوم الذي يثير قلق الغرب حول حقيقة نوايا إيران النووية. وكشف المصدر أن المنظمة واجهت في الواقع صعوبات في دفع رواتب الموظفين خاصة في شهر يوليو الماضي وأن هذا الأمر قد يستمر إذا تزايدت العقوبات في ضوء تصريحات أمريكية وأوروبية. يذكر أنه خلال الأسابيع القليلة الماضية تكررت التصريحات التي أطلقتها أوروبا والولايات المتحدة الأميركية في ما يتعلق بما أسمتها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ب«العقوبات التعجيزية». وتؤكد التقارير أن العقوبات على إيران أدت بالفعل إلى انخفاض صادرات النفط بما يتعدى 1.3 مليون برميل يوميا وتراجع ما يقارب من 10 بليون دولار من التجارة السنوية مع الإمارات العربية المتحدة والتي تمثل مصدراً رئيسا في الواردات الإيرانية فضلاً عن انهيار الريال الإيراني وارتفاع التضخم بنسبة 30 % بالإضافة إلى أنه من المتوقع انخفاض العائد السنوي بنسبة 50 % بما يوازي 50 بليون دولار. وبحسب مصادر في الحكومة الإيرانية فقد أصبحت إيران منعزلة بالفعل بعد انخفاض صادراتها من النفط وفقدانها القدرة على الوصول إلى الشبكات والأسواق المالية الدولية وتم إدراج العديد من شركاتها ومسؤوليها على القائمة السوداء. ويخشى الحرس الثوري الإيراني من جهته إضعاف نفوذه بسبب انخفاض عائداته من العملة الصعبة التي يحتاجها في عملياته خارج البلاد لتعزيز نفوذ إيران الإقليمي كورقة في المحادثات النووية. ونقل المصدر في منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الذي يترأسه الرئيس محمود أحمدي نجاد قدم مؤخراً تقريراً مفصلاً عن توقع فشل المحادثات النووية مع الغرب..مشيراً إلى أن النزاع لا ينحصر في الملف النووي « وأن القضية تتعلق بتغيير النظام».