برعاية كريمة من قبل حزب إتحاد القوى الشعبية فرع (عدن) أحيا منتدى (الأحد) حفلاً تأبينياً في أربعينية الفقيد الفنان والشاعر الكبير صادق عبده خالد الذي شعر وعزف وغنى بحنجرته الذهبية أجمل الأغاني اليمنية بمختلف ألوانها. وشهدت الأربعينية حضوراً كبيراً من الأدباء والشعراء والفنانين مبادلين الفقيد الوفاء بالوفاء وفي البداية ألقى المهندس محمد مبارك كلمة نوه فيها بشخصية الأستاذ الفقيد / صادق عبده خالد الذي اسماه الفنان الإنسان حيث جمع العديد من الصفات كالصبر والتسامح والتعاون رغم مرارات الحياة، وعزة النفس، والرحيل بصمت، وأشار إلى تواجد ذلك الفنان المبدع بين الناس في حفلاتهم وأفراحهم وحتى في أحزانهم مساهماً بإبداعه، مضيفاً أن الفقيد عندما كان يريد أن يبدع يكون إبداعه متميزاً ومتفاعلاً مع مناسبة الإبداعات. فيما ألقى الزميل / شوقي عوض كلمة أكد فيها ما اشار إليه المهندس/ محمد مبارك، قائلاً ان الفنان والشاعر والإنسان الفقيد/ صادق كان قد أحس بمرارة الواقع قبل الثورة بعام عندما تغنى (ولما وين ياخبرة) وكان مساهماً في ساحات التغيير متنقلاً على قدميه . بينما أشار الأخ/ الفنان محمد علي محسن صديقه وتوأم أفكاره إلى ميزات الكرم والسخاء وروح الهناء عند الفقيد، ويؤكد ذلك كل من عرف الفقيد الغالي. وركزت كلمة الأديب والناقد الفني / أحمد محمد الحصري على أن الفقيد ترك سيرة من أجمل السير بصفاء النفس والوفاء مع الغير دون التشكي بهمومه قائلاً: (من منا كان يتحسس هموم هذا الإنسان فناً وشعراً وأين كان ينام في كل ليلة بعد مغادرته عرساً او أمسية أدبية في منتديات عدن) وهذا ما يؤكد أن الفقيد كان يفضل إخفاء دمعة حزنه وهمه من خلال ذلك الإطراب الشجي والغناء العذب بحنجرته المتميزة في عشق للفن اليمني يجمع ألوانه. وتحدث الشاعر جمال سالم حجيري مستعرضاً سبع صور تذكارية للفقيد التقطت في منتدى الحجيري الفني الثقافي، في مراحل متفاوتة ومعه عدد من القامات الأوسية أمثال الراحل عبده علي ياقوت صاحب (فراشة أو عدت زهرة) وفي إحدى تلك الصور السبع يظهر الفقيد وهو يتحدث أثناء تكريم منتدى الحجيري لأحد رواده، فيما تحدث الفنان الكبير فيصل الصلاحي الذي لازم الفقيد منذ تعرفه إليه حتى آخر لحظات رحيله بأنه غنى له أربعة ألحان مسجلة لدى إذاعة عدن، مشيراً إلى الفخر والاعتزاز بتلك الرفقة الحسنة التي مرت بروح الإخلاص من قبل الفقيد بعلاقاته بكل الناس. أما الأديب/ علي مهدي محلتي فألقى رباعيتين شعريتين للفقيد شملتا كل تلك المناقب الحياة في حياة وشخصية الأستاذ/ صادق: (1) ينازع فيك مد القهر قلباً فينسحب العناء بقهر مد كأنك والأسى وتر طروب يحيل الهم نشوان التحدي فينأي بنفسك الإعزاز ثرا يحلق من لدن رب لعبد أحاط بصادق مالم يكن من نصيب الظالمين جنان خلد (2) وفي ألم الكرام ترى إبتساماً ينازل كبرياء لا يبالي فما دمعت بصادق عين قهر وإن ساموا المظالم في تعالي شهيداً عاش يلثم بإعتداد مرارت النهار مع الليالي فغادرنا بغير وداع سؤال وفي من المنافق كم سؤال هذا وقد أتصل الأستاذ/ رامي نبيه المتواجد يوم الأحد في صنعاء معبراً عن مؤسساته لذوي ومحبي الفقيد صادق/ حيث كلف الأستاذ/ نزار القبيسي بتمثيله في حفل التأبين وقد خرج الحفل مطالباً وزير الثقافة والأخ/ جمال الجوهري (لديه نصوص شعرية للفقيد صادق) بأن تكرمه الدولة ممثلة بوزارة الثقافة ومحافظ وقد أبدى الصحفيون الذين حضروا استعدادهم لتذكير الجهات المختصة بهذا المطلب الذي لا يمكن التنازل عنه والذي ينبغي ان يتم في أقرب مناسبة تليق بهذا العلم. وكانت قد القيت عدد من الكلمات للفنانين هشام شاهر وسالم الحطاب قائد فرقة وزارة الداخلية بعدن ورفيق الصريمي وخمسي عبدالله علي وعلي حسين دعبش سائلين المولى عز وجل أن يتغمد روح الفقيد بالمغفرة والرضوان والرحمة وان يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.
