قررت الولاياتالمتحدة إجلاء موظفيها غير الأساسيين في سفارتيها في تونسوالخرطوم محذرة مواطنيها من التوجه إلى هذين البلدين، عقب هجمات تعرضت لها السفارتان ضمن الاحتجاجات على الفيلم المسيء للإسلام، وفي حين رفضت الخرطوم طلب واشنطن إرسال قوات خاصة لحماية سفارتها. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فكتوريا نولاند في بيان إنه بالنظر إلى الوضع الأمني في تونسوالخرطوم، أمرت الوزارة بمغادرة جميع العائلات وجميع الطواقم غير الأساسية من هذين البلدين، ووجهت في موازاة ذلك تحذيرات للمواطنين الأميركيين من السفر إليهما. ودعت الوزارة مواطنيها إلى تفادي كل المظاهرات العامة وكل التجمعات السياسية «لأن مظاهرات قد تبدو سلمية يمكن أن تصبح عدائية وعنيفة دون سابق إنذار». وتأتي هذه القرارات بعد مهاجمة السفارتين الأميركيتين في تونس والسودان خلال مظاهرات احتجاجية على الفيلم المسيء للإسلام ورسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم. وارتفع عدد قتلى المواجهات التي تلت هجوم متظاهرين على السفارة الأميركية في تونس إلى أربعة، إضافة لعشرات الجرحى. في حين قتل ثلاثة متظاهرين باحتجاجات أمام سفارة واشنطنبالخرطوم. من جهتها رفضت الحكومة السودانية طلب الولاياتالمتحدة إرسال قوات أميركية خاصة لحماية سفارتها بالخرطوم وأكد وزير الخارجية السوداني علي كرتي قدرة بلاده على حماية البعثات الدبلوماسية الموجودة لديها، والتزام الدولة بحماية ضيوفها من منسوبي البعثات الدبلوماسية. كما بدأت واشنطن إرسال مزيد من مشاة البحرية والطائرات بدون طيار إلى ليبيا في محاولة لتسريع عملية البحث عن قتلة السفير الأميركي وثلاثة دبلوماسيين آخرين بعد حادث الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي، لكن التحقيقات تواجه تعقيدات بسبب الوضع الأمني هناك ما بعد الثورة. وقالت ليبيا إنها تعرفت على خمسين شخصا شاركوا بالهجوم على القنصلية الأميركية وقال رئيس اللجنة الأمنية العليا عبد المنعم الحر قوله إن عدد المتورطين بالهجوم قد يكون أكبر، وتحدث عن توقيف أربعة يجري التحقيق معهم، وعن احتمال فرار عدد آخر وزعت أسماؤهم على المراكز الحدودية. وشهد أول من أمس السبت بعض التهدئة في موجة الاحتجاجات العنيفة المناوئة للغرب على الفيلم المسيء للإسلام. من ناحية أخرى انتشرت قوات مكافحة الشغب المصرية بميدان التحرير بالقاهرة، واعتقلت مئات الأشخاص بعد أربعة أيام من الاشتباكات ومطالبات المتظاهرين بطرد السفير الأميركي. في غضون ذلك، قرر وفد قانوني قبطي إسلامي التوجه للأمم المتحدة لرفع شكوى ضد منتجي الفيلم المسيء للإسلام. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن المحامي القبطي ممدوح رمزي قوله إن الوفد سيتوجه إلى الأممالمتحدة لتقديم شكوى في وقت قريب لم يحدده. وأضاف رمزي العضو بهيئة تناهض ازدراء الأديان شكلها محامون أقباط «سنقدم مذكرة للأمم المتحدة ولجنة حقوق الإنسان فيها ضد صناع الفيلم، كما ندرس إمكانية ملاحقة صناع الفيلم أمام القضاء الأميركي». ولم يعرف بعد على وجه الدقة من أنتج الفيلم الذي حمل عناوين مختلفة بينها «براءة المسلمين». وقد حث القاعدة في جزيرة العرب المسلمين على الاقتداء ب»فعل أحفاد عمر المختار» بقتل الدبلوماسيين الغربيين وحرق السفارات، ودعا مسلمي الغرب لتنفيذ هجمات في بلدانهم، صدا لما عده فصلا آخر من فصول الحروب الصليبية. وكانت معظم الدول العربية والإسلامية شهدت مظاهرات احتجاجية ضد الولاياتالمتحدة بسبب الفيلم المسيء للإسلام قتل فيها سبعة أشخاص، وامتدت الاحتجاجات أمس إلى أستراليا حيث تظاهر العشرات للتنديد بالفيلم.