تواصلت موجة الاحتجاجات في العالم الإسلامي ضد الولاياتالمتحدة للتنديد بالفيلم المسيء للإسلام حيث امتدت المظاهرات يوم آمس إلى أستراليا بعد مظاهرات عنيفة أمس الأول قتل فيها سبعة متظاهرين بينما دعا تنظيم القاعدة في جزيرة العرب إلى طرد الدبلوماسيين الأميركيين واستهدافهم واصفا الفيلم بأنه حلقة من الحرب الصليبية ضد الإسلام. فقد تظاهر مئات الأشخاص أمس السبت أمام القنصلية الأميركية في سيدني للاحتجاج على الفيلم ورشقوا المبنى بالزجاجات والأحذية. ورفع المتظاهرون وبينهم أطفال لافتات تدعو إلى «قطع رأس الذين يهينون الرسول» ورددوا هتاف تدعو لسقوط الولاياتالمتحدة. جاء ذلك بعد مظاهرات عمت العديد من الدول العربية والإسلامية احتجاجا على الفيلم تخللتها اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن والمحتجين الذين حاولوا في أكثر من مكان استهداف سفارات ومصالح أميركية وغربية. قتلى في الخرطوم أما في السودان فقد قتل ثلاثة من المتظاهرين السودانيين إثر دهسهم بسيارات الشرطة خلال مظاهرة أمام مبنى السفارة الأميركية وحاول محتجون غاضبون على الفيلم الاقتراب من المبنى وتصدت لهم الشرطة بإطلاق الغازات المدمعة. وقد حث جوزيف بايدن -نائب الرئيس الأميركي- في اتصال هاتفي أجراه مع نظيره السوداني علي عثمان محمد طه على حماية الدبلوماسيين في الخرطوم بعد المظاهرات العنيفة ضد سفارات غربية في العاصمة السودانية أول من أمس الجمعة حسب ما أعلن البيت الأبيض. وفي الجزائر اعتقلت قوات الأمن 25 شابا خلال مسيرة خرجت من وسط العاصمة باتجاه مقر السفارة الأميركية للتنديد بالفيلم قبل أن تحاصرها قوات الأمن وتمنعها من الوصول لمقر السفارة كما حاول علي بلحاج -الرجل الثاني في حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلول ونحو مائة من أتباعه- الخروج في مظاهرة بعد صلاة الجمعة باتجاه السفارة الأميركية إلا أن الشرطة فرقتهم. وقتل شخصان أثناء احتجاجات أمام السفارة الأميركية في تونس وأصيب 46 آخرون بينهم اثنان في حالة خطيرة. واقتحم متظاهرون مبنى السفارة وأنزلوا العلم الأميركي. وقد طالب رئيس حركة النهضة الإسلاميةبتونس راشد الغنوشي الأممالمتحدة وجميع الدول بسن قوانين للتفريق بين حرية التعبير والاعتداء على مقدسات الآخرين على حد قوله. مظاهرات وهجوم وفي مصر نجحت قوات الأمن صباح أمس في إخلاء محيط السفارة الأميركية من المتظاهرين وإبعادهم إلى ميدان التحرير بعد مقتل شخصين في المظاهرات بينما ارتفع عدد المصابين إلى 380 شخصا. أما في مدينة الإسكندرية المصرية فقد دارت مناوشات بين متظاهرين ورجال الأمن بالقرب من القنصلية الأميركية وحاول رجال الأمن منع المتظاهرين من الوصول إلى مقر القنصلية التي أحيطت بإجراءات أمنية مشددة. وشهدت مدينة بنغازي في ليبيا مظاهرتين للتنديد بالفيلم المسيء للإسلام وفي المظاهرة الأولى التي نظمها أنصار كتيبة الشريعة رفع المشاركون شعارات تنفي مسؤولية التنظيم في الهجوم على القنصلية الأميركية في المدينة ودعت المظاهرة الثانية إلى نصرة النبي بلا عنف أو تخريب رافضين ومستنكرين الاعتداء على السفارات. وفي المغرب تظاهر المئات من التيار السلفي في مدينة سلا قرب العاصمة ضد الفيلم المسيء ورددوا هتافات ضد ما سموه الشيطان الأميركي وأحرقوا علمين أمريكيين على مرأى من رجال الشرطة. كما شهدت مدينة إسطنبول مظاهرة شارك فيها مئات الأتراك للتنديد بالفيلم المسيء للإسلام. أما في العاصمة البريطانية لندن فتظاهر نحو 150 من المسلمين البريطانيين أمام السفارة الأميركية في لندن منددين بالفيلم وردد المتظاهرون هتافات تستنكر التعرض للمقدسات الإسلامية وأحرق بعضهم العلمين الأميركي والإسرائيلي تعبيرا عن غضبهم للإساءة للمسلمين. وفي مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين قرب مدينة صيدا بجنوبي لبنان تظاهر مئات الفلسطينيين للتنديد بالفيلم. أما في سوريا فنظم نحو مائتي شخص وقفة احتجاجية أمام السفارة الأميركية في دمشق المغلقة منذ أشهر تنديدا بالفيلم المسيء للإسلام. وفي غزة شارك آلاف الفلسطينيين يتقدمهم رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية وقادة الفصائل الفلسطينية في مظاهرة انطلقت من مساجد مدينة غزة قبل أن تتوقف أمام المجلس التشريعي غربي المدينة. أما في الأردن فقد شارك نحو ألفي شخص في مظاهرة نظمتها جماعة الإخوان المسلمين وسط عمان وأخرى للتيار السلفي قرب السفارة الأميركية أحرقوا خلالها العلم الأميركي. وفي العراق تظاهر الآلاف في عدد من المدن الرئيسية بينها بغداد مطالبين لليوم الثاني بطرد السفير الأميركي. وتظاهر آلاف الإيرانيين وسط طهران أول من أمس الجمعة احتجاجا على الفيلم المسيء للإسلام وهم يهتفون «الموت لأميركا» و»الموت لإسرائيل». وجرت مظاهرة أيضا في أفغانستان قام متظاهرون خلالها بحرق صورة للرئيس الأميركي باراك أوباما كما تظاهر المئات في باكستان مطالبين بإعدام مخرج الفيلم وطرد السفير الأميركي. وتظاهر مئات المسلمين أمام القنصلية الأميركية في مادراس جنوبي شرقي الهند حيث اعتقلت الشرطة 86 شخصا وفي القسم الخاضع للإدارة الهندية من ولاية كشمير نظم مئات الهنود احتجاجا لإبداء غضبهم من الفيلم المسيء للإسلام. ونزل حوالي عشرة آلاف متظاهر إلى شوارع داكا وقاموا بإحراق العلمين الأميركي والإسرائيلي وتظاهر نحو خمسمائة شخص في جاكرتا للتنديد بالفيلم. وفي كوالالمبور سلم عشرات الأشخاص السفارة الأميركية رسالة تدعو إلى ملاحقة مخرج الفيلم بتهمة ارتكاب «جريمة ضد الإنسانية». وتظاهر مئات الكينيين في باحة أكبر مساجد مومباسا -ثاني كبرى مدن البلاد- وأحرقوا العلم الأميركي. وقد دعا تنظيم القاعدة في جزيرة العرب المسلمين إلى تصعيد الاحتجاجات وقتل الدبلوماسيين الأميركيين ووصف الفيلم في بيان له أنه فصل جديد من الحروب الصليبية ضد الإسلام حد قوله.