قتل أكثر من 10 أشخاص كما جرح العشرات في تونس، السودان، مصر، ولبنان، يوم أمس حين هاجمت أعداد كبيرة من المتظاهرون مقار دبلوماسية أمريكية وغربية في عواصم بلادها، في سياق الاحتجاجات على الفيلم المسيء للإسلام الذي أثار موجة غضب في العالمين العربي والإسلامي. ففي اليمن، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية عن إرسال فريق يضم خمسين من مشاة البحرية لحماية سفارة الولاياتالمتحدة في صنعاء التي تعرضت أول أمس لمحاولة اقتحام أسفرت عن أربعة قتلى فيما جرح أكثر 30 أخرين . وقد فرق الأمن اليمني أمس مظاهرة أمام السفارة الأمريكية، حيث خرجت مظاهرات في عموم المدن في جمعة سميت "رسول الرحمة والسلام" للتنديد بالإساءة للإسلام. أما لقاهرة فقد قتل شخصان خلال اشتباكات مازالت مستمرة حتى فجر اليوم مع قوات الأمن في محيط السفارة الأمريكية، في حين استبعد مصدر أمني أن تكون الوفاة جراء إطلاق نار من قبل قوات الأمن، مؤكدا أن القوات الموجودة بمحيط السفارة لا تحمل سوى القنابل المسيلة للدموع. في حين أكدت وزارة الداخلية المصرية أن عدد الإصابات بين ضباط وأفراد ومجندي الشرطة وصل إلى 34 مصابا بطلقات خرطوش في العين وأنحاء مختلفة من الجسد، بينما تجاوز عدد المصابين يوم أمس 280 مصابا، وأربعمائة منذ بدء المواجهات وفق وزارة الصحة. وقالت الداخلية "إن عناصرها تمكنت من ضبط 142 من مرتبكي أعمال الشغب وتم حجز ثلاثين منهم أربعة أيام على ذمة التحقيق". وتظاهر آلاف المصريين أمس بالقاهرة ومدن أخرى مرددين هتافات تندد بالولاياتالمتحدة، كما خرجت مظاهرات مماثلة بالإسكندرية، أسيوط، سوهاج، وجنوب سيناء، رغم سحب جماعة الإخوان المسلمين دعوتها للتظاهر، بينما هاجم بدو مقرا لقوات حفظ السلام بسيناء مما تسبب في جرح اثنين من أفرادها ومصري قبل أن يتدخل الجيش ويسيطر على الوضع. وفي تونس، قتل شخصان وأصيب خمسون بينهم 22 من أفراد الشرطة في مواجهات وقعت في محيط السفارة الأمريكية بمنطقة ضفاف البحيرة بالعاصمة بعد اقتحام مئات المتظاهرين بعض باحاتها وأبنية ملحقة بها، وحرق 68 سيارة داخلها وخارجها، كما أُضرمت النار في المدرسة الأمريكية. وقالت الداخلية التونسية "جرى اعتقال 28 ممن شاركوا في عملية الاقتحام التي دفعت رئيس الحكومة حمادي الجبالي إلى قطع إجازة كان يفترض أن تستمر يومين". واستطاعت قوات الأمن السيطرة على الوضع بعد نحو خمس ساعات من بدء المواجهات، وبعد استقدام تعزيزات أمنية وعسكرية بما في ذلك الحرس الرئاسي. وكان بعض المحتجين في مظاهرات تونس يرددون هتافات "أوباما أوباما.. كلنا أسامة" في إشارة إلى الزعيم الراحل لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن. من جهته، قال الرئيس المرزوقي في خطاب للشعب ألقاه مساء أمس "إن بعض المجموعات تجاوزت الخطوط الحمر"، ووصف ما جرى بغير المقبول، كما أشار إلى اتصال جرى بينه وبين وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بشأن تلك الأحداث. وفي لبنان، قتل شخص وأصيب عشرات في مواجهات بطرابلس في سياق الاحتجاجات على الإساءة للإسلام، وفي الأردن، منعت قوات الأمن أنصار التيار السلفي الجهادي من الوصول إلى السفارة الأمريكية في عمان. وشملت المظاهرات أيضا الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، بينما تصدت الشرطة الإسرائيلية لفلسطينيين حاولوا السير نحو القنصلية الأمريكية في القدس المحتلة. وامتدت مظاهرات واحتجاجات الفيلم المسيء إلى الصومال، حيث تظاهر المئات في مقديشو، كما امتدت إلى دول إسلامية بينها ماليزيا، بنغلاديش، وباكستان، إضافة إلى الهند. وفي نيجيريا، أطلقت قوات الأمن النار في الهواء لتفريق مسلمين يحتجون في مدينة جوس على الفيلم. أمنا في الخرطوم، فقد قتل ثلاثة مواطنين دهسا بسيارات الشرطة خلال محاولة محتجين على الفيلم المسيء للإسلام اقتحام السفارة الأمريكية بالعاصمة، كما تصدت قوات الأمن بقنابل الغاز المسيل للدموع زحف آلاف المتظاهرين صوب السفارة. وأضرم متظاهرون النار بمبنى السفارة الألمانية بالخرطوم، ورشقوا بالحجارة سفارتي ألمانيا وبريطانيا، كما حاولوا كسر السياج الخارجي لهما، وتدخلت الشرطة وأطلقت قنابل الغاز لتفريق المتظاهرين. ولاحقا، اتصل نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن بنظيره السوداني علي عثمان طه، وطلب منه حماية الدبلوماسيين الأمريكيين.
