دشنت وزارة الصحة العامة والسكان بالتعاون مع الصندوق الخليجي لمكافحة الملاريا والصندوق العالمي لمكافحة الايدز والسل والملاريا ومنظمة الصحة العالمية أمس بالعاصمة صنعاء الحملة الوطنية لتوزيع الناموسيات المشبعة بالمبيد طويلة الأمد لمكافحة ودحر الملاريا التي تنفذ على ثلاث مراحل في 15 محافظة تنتشر فيها الملاريا خلال عامي 2012و2013. وفي حفل التدشين الذي تم خلاله توقيع اتفاقية الشراكة والتعاون مع مؤسسة العون للتنمية كشريك وطني لجعل المحافظات الشرقية الواقعة في نطاق محور حضرموت خالية من الملاريا وهي (حضرموت، وشبوة والمهرة ) التي وقعت بين وزارة الصحة و مؤسسة العون للتنمية ، أكد وزير الصحة العامة والسكان الدكتور أحمد قاسم العنسي أن مشكلة مرض الملاريا تمثل إحدى أهم المشكلات الصحية في الجمهورية اليمنية نظرا لخطورة هذا المرض واتساع رقعة انتشاره في معظم محافظات الجمهورية. وقال إن الحكومة أولت مكافحة هذا المرض أولوية قصوى ضمن الخطط والاستراتيجيات والبرامج الصحية للوزارة وعملت خلال الفترة الماضية على تعزيز وتقوية البناء المؤسسي للبرنامج الوطني لمكافحة الملاريا ومحاوره الإقليمية وفروعه في المحافظات ورفده بالإمكانات المادية والبشرية والفنية لتمكينه من إنجاح خطط وبرامج السيطرة على الملاريا.. موضحا أن تمويل أنشطة البرنامج وموازنته الحكومية تحظى بالأولوية من بين البرامج الصحية كما حظيت بدعم الجهات المانحة.. مشيرا إلى النجاحات التي حققتها الوزارة في استئصال الملاريا من جزيرة سوقطرى وجعل الجزيرة خالية من تسجيل أي حالة منذ ست سنوات ، كما نجحت في تخفيض معدلات انتشار المرض حيث دلت نتائج المسح الوطني الأول لمؤشرات الملاريا على انخفاض نسب الإصابة بالملاريا في المناطق التهامية من 47 % عام 1998 إلى 4.5 % عام 2009. وقال إن هذا النجاح أتى بفضل توفير خدمات التشخيص المبكر والعلاج الفوري بتوليفة الأدوية المضادة للملاريا على نطاق واسع في المرافق الصحية في مختلف محافظات الجمهورية والتوسع في أنشطة مكافحة البعوض الناقل لمرض الملاريا بتوسيع التغطية بنشاطي رش المنازل بالمبيد ذي الأثر الباقي واستخدام الناموسيات المشبعة طويلة الأمد. عززه علاقات الشراكة والتعاون بين اليمن والأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي وتبنيها تنفيذ مبادرة جعل شبه الجزيرة العربية خالية من الملاريا بحلول عام 2020م.. منوها بأن هذا التدشين يأتي كأحد أهم أنشطة مكافحة الملاريا من خلال توفير الناموسيات كوسيلة من وسائل الوقاية والحماية للمواطنين من خطر الإصابة بالمرض برفع نسبة التغطية بالناموسيات من خلال توزيع 1.8 مليون ناموسية خلال الأيام القادمة ابتداء من 17 أكتوبر الجاري، يتبعها توزيع 2.4 مليون ناموسية أخرى مطلع العام 2013. ليصل مجموع ما سيوزع بإذن الله إلى حوالي 4.2 مليون ناموسية ستوفر حماية لحوالي 8.4 مليون مواطن في عموم محافظات الجمهورية وبكلفة إجمالية تصل إلى خمسة عشر مليون دولار. ولفت إلى أن توقيع اتفاقية الشراكة والتعاون مع مؤسسة العون للتنمية لجعل المحافظات الشرقية خالية من الملاريا يأتي في إطار إستراتيجية جعل شبه الجزيرة العربية خالية من الملاريا بحلول عام 2020م.داعيا إلى التركيز على الجانب التوعوي .. مشيرا إلى انه قد تم الاتفاق على إدراج الملاريا ضمن المواضيع الصحية التي يتم العمل على إدراجها ضمن المناهج التعليمية . وتخصيص حصة مدرسية أسبوعية للتثقيف الصحي . وأعرب عن شكره وتقديره للأشقاء في المملكة العربية السعودية قيادة وحكومة لما يولونه من اهتمام ودعم لا محدود للقطاع الصحي في اليمن. وكذا الشكر لجميع المانحين في الصندوقين الخليجي والعالمي ومنظمة الصحة العالمية لما يقدمونه من دعم للقطاع الصحي ومكافحة الملاريا في اليمن. من جانبه أكد المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي رئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة الملاريا الأستاذ الدكتور توفيق بن أحمد خوجة حرص دول مجلس التعاون على جعل شبه الجزيرة العربية خالية من الملاريا . وقال إن تحقيق هذا الهدف يتطلب تضافر جهود جميع دول المجلس لاستئصال الملاريا في البؤر التي يستوطنها المرض خاصة في اليمن، مستعرضا قرارات مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون ولجنة التعاون المالي والاقتصادي بالأمانة العامة الرامية إلى تفعيل الشراكة الكاملة مع اليمن والموافقة على كافة بنود الإستراتيجية الخاصة بجعل شبه الجزيرة العربية خالية من الملاريا و ضرورة تفعيل الصندوق الخليجي لمكافحة الملاريا. وأشار إلى أن دول المجلس قد قامت بتحويل حصصها الخاصة بدعم إستراتيجية مكافحة الملاريا في شبه الجزيرة العربية ( المرحلة الأولى) لحساب صندوق مكافحة الملاريا بالمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون.. موضحا أن الدراسات العلمية وتقارير منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسيف قد أثبتت أن الناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات المديدة المفعول تعزز من جهود مكافحة الملاريا وتساهم بشكل كبير في حماية الفئات الأكثر إخطارا .وأثبتت عالميا أن استخدامها من أفضل الطرق الفعالة في الوقاية من الإصابة بالملاريا .وأن تأثيرها لا يقتصر على الحد من انتشار مرض الملاريا فقط وإنما أيضا الحد من انتشار الأمراض المعدية بواسطة النواقل الأخرى. وقال إنه ونتيجة لما مرت به اليمن من أوضاع خلال العام 2011 فقد تقرر تمديد المرحلة الأولى من إستراتيجية جعل شبه الجزيرة العربية خالية من الملاريا حتى ديسمبر2012 . وسيبدأ الجزء الأول من المرحلة الثانية في يوليو 2013 و تنتهي في يونيو 2015 على أن يبدأ الجزء الثاني من المرحلة الثانية في يوليو 2015 وينتهي في ديسمبر 2016. من جهته أوضح ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن الدكتور غلام الدين رباني بوبال أن هذه الحملة تعد الأكبر في اليمن لتوزيع الناموسيات التي تساهم في مكافحة الملاريا .. مقدرا التزام وزارة الصحة وجهودها المبذولة من أجل تحقيق هدف مكافحة ودحر الملاريا في اليمن.. مشيدا بمستوى التغطية بالناموسيات المشبعة التي يتوقع وصولها عام 2013 إلى 100 % وصولا إلى جزيرة عربية خالية من الملاريا بحلول 2020. واستعرض توصيات منظمة الصحة العالمية بشأن استخدام الناموسيات المشبعة التي تؤكد ضرورة أن تكون طويلة الأمد وأن تتم تغطية كل المناطق المعرضة لتواجد البعوض الناقل للملاريا وتحقيق التغطية الجغرافية لجميع أماكن تواجد البعوض ، وأن توزع مجانا لجميع السكان في المناطق المستهدفة.. مؤكدا أهمية الشراكة والتعاون لجعل اليمن خالية من الملاريا.. منوها بأهمية استمرار البحوث في هذا الجانب . بدوره استعرض مدير عام البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا الدكتور عادل الجساري الأشواط الجادة التي قطعتها اليمن في طريق تحقيق السيطرة على مرض الملاريا والتخلص منه.. مؤكدا أهمية تضافر جهود الجميع لتحقيق الهدف المنشود.. معربا عن شكره لكل من دعم وساهم في إنجاح جهود دحر ومكافحة الملاريا في اليمن وشبه الجزيرة العربية. بدوره استعرض المدير التنفيذي لمؤسسة العون للتنمية الدكتور عادل باحميد إسهامات المؤسسة في دعم التنمية في المجتمع بالتركيز على التعليم والصحة. وقال أن مبادرة حضرموت خالية من الملاريا التي وقعت بشأنها المؤسسة اتفاقية مع وزارة الصحة تأتي ضمن الإطار العام للإستراتيجية الوطنية لمكافحة الملاريا.. موضحا أن دحر ومكافحة الملاريا من اليمن وشبه الجزيرة العربية والوصول إلى جزيرة عربية خالية من الملاريا بحلول عام 2020 يستدعي حشد كل الجهود للتخلص من هذا المرض . وقال ان توقيع الاتفاقية يعد ثمرة طيبة لشراكة فاعلة مع البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا.. داعيا إلى مزيد من التقارب بين مختلف مكونات المجتمع لمواجهة التحديات والمشاكل التي تواجهها اليمن.مقدرا دعم الأشقاء والأصدقاء لهذا الجانب.. آملا أن تحقق هذه المبادرة أهدافها وأن تساهم في تخليص اليمن من الملاريا . وكان الدكتور محمد الحنمي قد قدم خلال الحفل استعراضا للحملة الوطنية لتوزيع الناموسيات المشبعة.. موضحا أن اليمن ما تزال تقع ضمن 6 دول في منطقة شرق المتوسط تحت خطر الملاريا، موضحا أن استخدام الناموسيات المشبعة احد مكونات الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الملاريا 2011 - 2015.. مشيرا إلى أن نفقات التوزيع للناموسيات خلال هذه الحملة تغطى من قبل الحكومة فيما غطى التمويل لتوفير الناموسيات الصندوق الخليجي والصندوق العالمي ومنظمة الصحة العالمية . وأكد أهمية دور السلطة المحلية والتنسيق القطاعي وإشراك منظمات المجتمع المدني وإشراك المجتمع لإنجاح جهود مكافحة الملاريا في اليمن.. متطرقا إلى عدد من الجوانب المرتبطة باستخدام الناموسيات في مكافحة الملاريا واستخداماتها تاريخيا وبعض المؤشرات على الصعيد المحلي والدولي في هذا الجانب. وكان قد تم على هامش الحفل تكريم عدد من القيادات والكوادر الصحية والشخصيات المجتمعية من قبل وزير الصحة والمدير التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي . حضر حفل التدشين ومراسيم توقيع اتفاقية الشراكة مع مؤسسة العون للتنمية محافظ حضرموت وعدد من المسئولين في السلطة المحلية من محافظات حضرموت والمهرة وشبوة وعدد من القيادات الصحية وممثلي المنظمات الدولية وأعضاء مجلس إدارة الصندوق الخليجي للملاريا.