حارم مدينة سورية ومن مناطق محافظة إدلب الخضراء في سورية تشتهر بينابيعها المعدنية وبساتينها الخضراء وجمال طبيعتها . تشتهر حارم بالزراعة بكافة أنواعها ، كما تشتهر بزراعة القطن وبخضرواتها المتنوعة وبالزيتون والتين الشهير. وهي مدينة أثرية معروفة بمواقعها الأثرية الفريدة مثل (قلعة حارم) والكثير من الآثار المنتشرة في المدينة ومحيطها وقد سكنها الإنسان منذ أقدم العصور،وتقع على الشريط الحدودي مع تركيا. ويعود تاريخ المدينة إلى عصور قديمة مكملة للمنطقة المحيطة بها والكثير من المواقع الأثرية وفي التاريخ تعرضت للعديد من الغزوات والحروب، فقد وقف تيمورلنك على أسوار قلعتها مدة تسعة أيام حتى سقطت بيده، فقرر معاقبة أهلها بأن أمر جنده بقتل كل السكان رجالاً ونساء وشيوخاً وأطفالاً، كما أمر بقتل الدواب كافة واقتلاع الأشجار، ثم قام برش الأرض بالملح ثم قام جنده بحرثها كيلا ينبت فيها الزرع من بعد. لكن خاب امله وأصبحت حارم من اخصب البقاع ويزرع فوق ارضها الخصبة شتى أنواع الفواكه والخضروات التي لامثيل لها من حيث الجودة. وتقع على السفح الشمالي الغربي للجبل الأعلى الذي كان يعرف بجبل السماق (لكثرة شجيرات السماق فيه). ترتفع مدينة حارم عن سطح البحر 138 م، ، وتطل إلى الغرب على سهل العمق الفسيح والذي كان يعرف في العصور الوسطى بعمق حارم، وتتمتع بموقع استراتيجي مهم برز دوره بشكل واضح في فترة الحروب الصليبية وقلعتها التي ما زالت قائمة تشهد على ذلك. وغير بعيد عنها وقعت معركة مهمة بين ملكة تدمر زنوبيا وبين الإمبراطور الروماني اورليان عام 270م ، عند نهاية السفح الشمالي للجبل الأعلى على بعد حوالي 5 كم من حارم بموقع يعرف الآن ببلدة البركة حاليا على طريق حلب إنطاكية. ومن حارم انطلق جيش لصلاح الدين الأيوبي جنوبا باتجاه حطين في فلسطين ليشارك في معركة حطين عام (1187) م والتي حسمت الحروب الصليبية وكانت بداية نهايتها ولصالح العرب المسلمين. وكانت حارم من المواقع الهامة عند ملوك الأيوبيين وبخاصة صلاح الدين حتى أن خال صلاح الدين عرفه المؤرخون ب (الأمير شهاب الدين الحارمي) الذي اقطعه صلاح الدين الأيوبي حماة عام 571 ه.