أطلق القدماء على منطقة حارم مدينة السبعة ينابيع لكثرة ينابيعها العذبة وهي من أشهر المناطق الزراعية والسياحية في محافظة ادلب تمتلك كل المقومات السياحية ويعمل مجمل سكانها بالزراعة وتزرع فيها معظم أنواع الخضراوات والفواكه. إنها منطقة حارم المعروفة بقلعتها الشهيرة التي تميزها عن باقي المناطق المحيطة بها حيث تتربع وسط البيوت القديمة على ارتفاع شاهق تحاك ي السهول الخضراء المحيطة لترسم لوحة جذابة تمازج الماضي بالحاضر . خليل بوسطجي باحث تاريخي من سكان المدينة يؤكد أن أهمية القلعة التاريخية تبرز من خلال موقعها المرتفع الحصين وطريقة بنائها واتساع الرقعة التي بنيت عليها والمقدرة بأكثر من 45 دونما مبينا إنها تقع ضمن تل اثري اصطناعي محفور بالصخر وهي من أهم القلاع الأيوبية العسكرية الهندسية المعمارية وتشبه قلعتي حلب وصلاح الدين بشكلها الخارجي وتعود جل أبنيتها إلى عهد الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين الأيوبي . إن موقعها الاستراتيجي جعلها من أهم الثغور العربية الإسلامية على الحدود الشمالية السورية لسيطرتها على طريق كل من أنطاكية وافاميا وبيت المقدس مشيرا إلى انه يحيط بالقلعة من الشمال خندق اصطناعي كبير مقطوع بالصخر بطول ثمانية أمتار وعرض 25 مترا كان يملا بالماء أثناء الحصار من الجهة الجنوبية الغربية وتحيط بها من الشمال والجنوب أودية عميقة جدا. وأوضح أن للقلعة أبراجا ضخمة من كل الاتجاهات وحمامات وسراديب سرية تربط أعلى القلعة بأسفلها وتضم 12 دكانا لاتزال آثارها موجودة حتى اليوم ويوجد في أعلى القلعة خزان ماء اصطناعي ضخم كان بجواره خزان ماء أخر تتفرع منه قنوات الحمام الفخارية الرائعة الشكل إضافة إلى وجود صخرة من جهة الشرق لاتزال تحمل اسم الملك الظاهر بيبرس. ولعبت قلعة حارم من خلال موقعها الاستراتيجي دورا مهما في مختلف مراحل التاريخ فكانت مفتاح الريف الواقع خلف نهر العاصي مبينا انه المفتاح باتجاه شرق سورية لجهة نهر الفرات ودليل ذلك هجمات التخريب والتدمير التي تعرضت لها على يد الصليبيين 1097 م وقد دمرها هولاكو 1260م فتراجعت أهمية موقعها الحربي . وتقع مدينة حارم شمال غرب ادلب على أطراف سلسلة جبال حارم على الحدود التركية السورية مباشرة وتتربع وسط واحة من البساتين الغناء التي تنعم بأشكال وألوان شتى من الأشجار المثمرة وتتميز بموقعها المتوسط بين مدينتي حلب وادلب .