دعا رئيس مجلس الوزراء الأخ محمد سالم باسندوة إلى وضع ميثاق للشركات العائلية، بهدف ضمان انتقال هذه الشركات للأجيال المتعاقبة من تلك العائلات بصورة سلسة بعد وفاة المؤسسين الأوائل لها.. مؤكدا أن وجود مثل هذا الميثاق يعد من أهم وسائل الحفاظ على هذه الكيانات وضمان استمراريتها واستقرارها في ممارسة أعمالها. وشدد الأخ رئيس الوزراء لدى افتتاحه أمس بصنعاء أعمال المؤتمر الثالث للشركات العائلية الذي ينظمه على مدى يومين نادي رجال الأعمال اليمنيين... على أهمية أن يكون هذا الميثاق استرشادياً، ويشتمل على أهم الأحكام والقواعد، التي تضبط ممارسات أفراد العائلة المساهمة في ملكية الشركة، بالشكل الذي يحقق التطور للشركة وتعاقب الأجيال عليها دون نزاع أو تفكك في الملكية أو في الإدارة. وعبر عن تقديره لهذه المبادرة من نادي رجال الأعمال اليمنيين في طرح هذه القضية الهامة على طاولة البحث والحوار.. مقدما الشكر للضيوف و أصحاب التجارب و الخبراء والباحثين على قدومهم إلى بلدهم الثاني اليمن, لإسداء المشورة والنصح ولتبادل الخبرات, بما يسهم إيجابياً في تحسين بيئة وظروف عمل الشركات العائلية للانتقال الايجابي بين الأجيال . وقال «إن حكومة الوفاق الوطني وهى تشجع هذا النوع من المبادرات فإنها تحرص على تطوير البيئة التشريعية التي تواكب وتساعد هذا التحول الإيجابي للشركات العائلية «. ووجه الأخ باسندوة بهذا الشأن الجهات المختصة في الحكومة بتقديم كل الدعم المطلوب للشركات التي تمر بهذه التحولات والعمل مع تلك الشركات التي دخلت في نزاعات من خلال التحكيم للوصول إلى حلول ودية على وجه السرعة. وقال» إننا ندرك الأثر الاقتصادي والتداعيات السلبية لهذه الصراعات ولذلك نحرص أن تستوعب هذه الخلافات في بداياتها». وحث الشباب والأجيال الصاعدة في الشركات العائلية, على الاستفادة من الحكمة والخبرة التي أكتسبها آبائهم وأسلافهم بالعمل الشاق والصبر والمثابرة, والتي لولاها ما وصلت إليهم هذه الشركات ولم تتح لهم كل تلك الإمكانيات، وعليهم التقرب منهم والاستماع لهم ولا يأخذهم الغرور إلى الاعتقاد بأنهم أفضل منهم. وقال» كما أقول لأخواني المؤسسين والإباء، أن الزمن يتغير, ويجب أن تدركوا أن هناك جيل يحمل طموحاً كبيراً , ولديه آمالاً أكبر لتطوير هذه الشركات والمؤسسات, ,ولذلك استمعوا كذلك جيدا أليهم , وتكلموا لغتهم , حتى تصلوا معهم إلى خطوط عريضة ومشتركة لما فيه مصلحة واستمرارية العائلة والمؤسسة, وما كان يصلح بالأمس ليس بالضرورة أن يكون مناسباً أمس ، وخصوصاً بعد التغيرات الكبيرة التي تشهدها بلادنا والمنطقة والعالم بصورة عامة». واعتبر رئيس مجلس الوزراء اختيار «حكمة الآباء..وفاعلية الأبناء» كشعار لهذا المؤتمر دليل ثقة أن هذه الشركات ستكون قادرة على انتهاج الأساليب الحديثة في إدارتها بطرق متطورة، بما يضمن استمرارها ويعزز في ذات الوقت من دورها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.. مؤكدا أن هذا المؤتمر يأتي في ظل ظروف حساسة وصعبة يمر بها بلدنا الغالي ما يتطلب وقوف جميع أبناء الوطن مع الدولة لتجاوزها والسير في اتجاه تحقيق النهوض بأوضاعه وفي المقدمة الاقتصادية منها.. معربا عن تطلعه من الشركات العائلية , التي تفوق نسبتها ال/ 90% من الشركات اليمنية , في دفع عجلة التنمية من خلال زيادة الاستثمارات وتنوعها , وخلق فرص العمل , واستيعاب وتأهيل أبناء الوطن, وسوف تجد كل الدعم والتسهيلات اللازمة. وأكد أن الشركات العائلية تعتبر الركيزة الأساسية في الاقتصاد اليمني، ما يتطلب تأهليها بطريقة إدارية اقتصادية متطورة باعتبار ذلك عامل رئيسي لبقائها ونموها وتأكيد تأثيرها الإيجابي في الواقع الاقتصادي. وقال «إن الشركات العائلية هي عبارة عن مجموعة من العلاقات العائلية والاجتماعية قبل أن تكون علاقات تجارية، ولهذا فإنه من المهم أن تنظم هذه العلاقات بصورة جيدة وصحيحة لكي تمهد الطريق لتماسكها و تطورها ونموها». وأكد الأخ باسندوة بهذا الخصوص على أهمية وضع الأسس والهياكل والأنظمة التي تضع خطوطاً واضحة تفرق بين الملكية والإدارة حتى تتفادى الانزلاق إلى الخلافات العائلية التي قد تعصف بها وتنتهي بتفككها وتمزقها. وأضاف « إن الأمثلة على هذه الخلافات العائلية ماثلة أمامنا , فكم من البيوتات التجارية التي اضطلعت بدور حيوي في خدمة الاقتصاد الوطني في الزمن القريب, لم يبق لها وجود أمس , ولم تعد سوى ذكرى ، وهو ما يحز في نفوسنا ويدفعنا للتأكيد على أهمية ترسيخ البناء المؤسسي لهذا النوع من الشركات حتى تتحاشى ذلك المصير المؤسف». وشدد على ضرورة الحفاظ على الشركات العائلية من اجل مصلحة الوطن، وأهمية أن يقوم العمل التجاري للأسر الكبيرة على أساس مؤسسي.. مشيرا إلى أن على الجميع أن يدرك أن الاقتصاد الحر هو السائد الآن في العالم ويجب التعايش معه، فنحن في عهد جديد فالاقتصاد الموجه حتى في الدول الاشتراكية انتهى. وحث الشركات الناجحة ومن بينها شركات الاتصالات على تخصيص نسبة من رأس مالها للاكتتاب العام، أمام المواطنين لتعم الفائدة على الجميع وإيجاد نوع من التناغم الاجتماعي. وتطرق رئيس مجلس الوزراء في سياق كلمته إلى الجهود المبذولة لترسيخ دعائم الأمن والاستقرار.. مشيرا إلى أن ما تحقق في هذا الجانب شيء كبير. وأكد على أهمية المضي قدما في استكمال إعادة هيكلة الجيش والأمن على أسس وطنية باعتبار ذلك ضروري للسير نحو تحقيق الدولة المدنية الحديثة التي نطمح إليها، وطمأنة الاستثمارات والمستثمرين المحليين والأجانب لضخ استثماراتهم إلى اليمن.. مطالبا الجميع بالوقوف مع هذا المطلب وتضافر كافة الجهود لتحقيقه.. مؤكدا أن حكومة الوفاق الوطني عازمة على انجاز مهمتها دون تردد أو خوف بما يخدم مصلحة الوطن والمواطنين. كما القيت كلمتان من قبل رئيس نادي رجال الأعمال اليمنيين فتحي عبدالواسع هائل ورئيس الإتحاد العام للغرف التجارية والصناعية محمد عبده سعيد أشارتا إلى الأهمية التي تكتسبها الشركات العائلية كونها تمثل ما نسبته 90 بالمائة من شركات القطاع الخاص وباعتبارها رافد اقتصادي أساسي للاقتصاد الوطني وعامل هام في العملية التنموية الوطنية. وتطرقا إلى أهمية المؤتمر الذي يقام تحت شعار « حكمة الآباء .. وفاعلية الأبناء « في كونه يؤكد أهمية الأدوار الريادية للإباء في تهيئة الأجيال على قيادة الشركات نحو مستقبل أفضل وفي ظل جو يسوده الانسجام والوئام . وبينت الكلمتان أن المؤتمر سيناقش وبمشاركة نحو 250 شخصية من أكبر البيوت التجارية ورجال الأعمال وشخصيات اقتصادية محلية وإقليمية ودولية وخبراء متخصصين من العديد الشركات الاستشارية العالمية .. سيناقش عددا من أوراق العمل تتضمن الشركات العائلية نحو عمل مؤسسي ، وكيفية بناء دستور للعائلة ، والشركات العائلية التحديات والحلول ، ونحو رؤية مشتركة بين الأجيال والتعاقب القيادي وتأثيره على الأداء الإداري ودور المرأة اليمنية في الشركات العائلية والملكية في الشركات العائلية . حضر افتتاح المؤتمر وزير العدل القاضي مرشد العرشاني ووزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور محمد السعدي ووزير الصناعة والتجارة الدكتور سعد الدين بن طالب وعدد من سفراء الدول المعتمدين وممثلي منظمات المجتمع المدني والمنظمات الإقليمية والدولية .