نظمت وزارة الشباب والرياضة والأمانة العامة لمجلس أمناء جوائز رئيس الجمهورية للشباب يوم امس حفلاً تكريمياً للفائزين بالجوائز للدورات الثانية عشرة 2010، والثالثة عشرة 2011، والرابعة عشرة 2012م. وبلغ عدد الفائزين بالجوائز في مجالاتها التسعة للدورات الثلاث 36 فائزاً بينهم 8 فتيات، حصلوا على 47 مليون ريال هي القيمة الإجمالية للجوائز الممنوحة للفائزين. وفي الحفل الذي بدئ بآيات من كتاب الله الحكيم تلاها ثلاثة من الفائزين بجائزة مجال القرآن الكريم في الدورات الثلاث، ألقى ممثل رئيس مجلس الوزراء وزير الاتصالات وتقنية المعلومات الدكتور أحمد بن دغر كلمة اعتبر فيها الشباب الفائزين بالجوائز عناوين لوجه اليمن الجديد . وقال «نحتفل اليوم بتكريم من احتلوا الصفوف الأمامية وحققوا انجازات يفتخر بها اليمن، وهي وجه آخر لمظاهر التقدم، وكل تقدم تحققونه في هذا المجال يضفي المزيد من الخير لليمن والرفاه للمجتمع» . وأكد أن إبداعات الشباب ومواهبهم ستكون لبنات على طريق التقدم والرقي لليمن الموحد، مشيرا إلى أن اليمن يواجه مشاكل كبرى لكن ما يلمس من الشباب يؤكد أنهم مع وحدة اليمن وأمنه واستقراره. وحث الدكتور بن دغر على السمو فوق كل الصغائر سيما في هذه المرحلة التي تأتي تحت عنوان «الدفاع عن اليمن الموحد» باعتبار الوحدة قضية اليمنيين الكبرى وأن لا مستقبل لليمن بدون الوحدة. وأضاف «سنخوض غمار مؤتمر الحوار الوطني وسنناقش كل قضايا الوطن لكن القضية الرئيسية الأولى هي بناء الدولة الحديثة المتطورة اللامركزية، ولكي نستمر في طريق الوحدة علينا أن نراجع جميع المشاريع المتعلقة بها فلا خير في الشرذمة والطائفية والمذهبية». وأعلن وزير الاتصالات وبمناسبة تكريم الشباب المبدعين، عن تخفيض رسوم الإنترنت في اليمن بنسبة تبدأ من 25 بالمائة وحتى 50 بالمائة وذلك ابتداءً من يناير المقبل . وقال «إن هذا التخفيض كان مطلباً للشباب، وللمهتمين بعالم الثقافة الرقمية والمعلومات والفضاء الواسع، وها نحن نحاول بقدر استطاعتنا تخفيف عبء الأسعار عنهم لنجعل دخولهم على فضاء الانترنت سهلاً ورخيصاً وممكناً في أي وقت رغم الاعتداءات المحمومة والتخريب المتعمد لخطوط الاتصالات والشبكة الوطنية». وأشاد الدكتور بن دغر بجهود قيادة وزارة الشباب والرياضة في قيادة العمل الإبداعي والرياضي وصمودها وتحفزها لانجازات جديدة رغم الظروف الصعبة والإمكانيات المحدودة. من جانبه اعتبر وزير الشباب والرياضة رئيس مجلس أمناء جوائز رئيس الجمهورية للشباب معمر مطهر الإرياني أن الاحتفاء بالفائزين بالجوائز في دوراتها الثلاث تجسيد لأروع صور التلاحم والوفاء للوطن تتجلى فيه أجمل مظاهر الاحتفاء بالتميز والتفوق وتترجم فيه أنبل مشاهد التكريم للثقافة والأدب والفنون والعلوم في وطن الحضارة والإبداع. وقال «إن جوهر القيمة الحقيقية لهذه الجائزة لا يكمن في قيمتها المالية المخصصة للفائزين التي تضاعفت مؤخراً إلى 21 مليون ريال، بل تكمن في ما وفرته من بيئة خلاقة فجرت الطاقات المُغيبة ، ورفدت الساحة بالمئات من المواهب الجديدة». وأضاف «لقد أمكن لجائزة رئيس الجمهورية للشباب أن تطلق العنان لطاقات الشباب وقدراتهم كي يحلقوا في سماوات التجلي والإبداع ليكتشفوا كوامنهم، وليصنعوا وجودهم وليرسموا مستقبلهم بأنامل من حرير، لذا فقيمتها أيضاً تكمن في أنها منحت الأمل لكل الشباب المبدعين ليشحذوا الهمم ويقدموا أفضل ما لديهم ويظلوا في حالة تأهب دائم بانتظار فرصة فوز لاقتناص لحظة انتصار». وأشار الوزير الإرياني إلى أن شباب اليمن تفوق على نفسه وتجاوز معاناته ويصر على انتزاع حقه في الحياة أياً كانت الظروف مقاوماً ثقافة الموت والهدم ومكافحاً السلوكيات المنحرفة والأفكار الضالة التي انخدع بها البعض، ومعلنا انحيازه المطلق للاعتدال والوسطية وثقافة الحياة ليكون أداة فاعلة لبناء وطنه وخدمة دينه ومجتمعه على هدىً ووعي وبصيرة. وحث على تضافر الجهود نحو تهيئة أجواء التفوق والتميز وإزالة العوائق والمحبطات التي تقتل الطموح وتشل القدرات بغية إيجاد بيئة إبداعية شاملة تصنع المبدعين والنجوم وتتبنى العلماء والمبتكرين في مختلف المجالات .. منوهاً برعاية الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية وحكومة الوفاق برئاسة الأخ محمد سالم باسندوة رئيس مجلس الوزراء، لشباب الوطن جميعاً وللمبدعين بشكل خاص. وأكد أن مجلس أمناء جوائز رئيس الجمهورية للشباب سيبدأ بالاهتمام بما بعد الفوز بالجائزة بحيث تعود الفائدة للفائزين ورعاية وصقل مواهبهم في مختلف المجالات، وذلك بتخصيص مبالغ مالية للفائزين تعنى بما بعد الفوز بالجائزة، لافتاً إلى أنه تم توظيف 14 شابا وشابة من الفائزين بالجوائز وأن العمل جارٍ على توظيف البقية. وأعلن وزير الشباب والرياضة عن إنشاء جائزة رئيس الجمهورية الدولية للقرآن الكريم والتي سيتم العمل فيها ابتداءً من العام المقبل 2013، مشيداً بجهود الأمانة العامة ومجلس أمناء جوائز رئيس الجمهورية للشباب في الارتقاء وتطوير الجائزة. وفي الحفل الذي حضره عدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى ومجلس أمناء الجائزة ولجان التحكيم وقيادات وزارة الشباب والرياضة، اعتبر أمين عام جوائز رئيس الجمهورية للشباب فؤاد الروحاني أن الاحتفاء بكوكبة المبدعين الشباب الفائزين بالجوائز هو احتفاء بالقيمة الحضارية التي تمثلها هذه الجوائز وبرسالتها النبيلة والهدف الأسمى الذي أنشئت من أجله. وأكد أن دعم منظومة الابتكار والإبداع الوطني على طريق بناء بيئة الإبداع بمفهومه الشامل، أصبح وجودها من أهم ركائز النهوض في أي مجتمع ومن أبرز مؤشرات التطور التي يقاس بها تقدم البلدان. واستعرض ما تقوم به الأمانة العامة للجوائز في سبيل خدمة الشباب المبدعين .. مشيراً إلى أنها تقوم بطباعة كافة الأعمال الإبداعية الفائزة طيلة سنوات الجائزة حتى تصبح أعمال المبدعين الشباب في متناول الجميع فضلاً عن اختيار الكثير منهم للمشاركة في المهرجانات الخارجية ضمن الوفود الشبابية التي تمثل اليمن. وقال الروحاني «طيلة 14 عاما من عمر هذه الجوائز الإبداعية لم يخفت وهج التنافس الشبابي في كل المجالات، وها نحن نكرم كوكبة من فرسان الإبداع الشبابي وكلنا أمل أن يتواصل هذا العطاء ويتدفق بغزارة خلال السنوات القادمة التي تبشر بميلاد حقبة جديدة يتشارك فيها الجميع لبناء يمن جديد». كلمة الفائزين بجوائز رئيس الجمهورية للشباب ألقتها القاصة أسماء المصري الفائزة بجائزة مجال القصة، أشارت فيها إلى أن الشباب المسؤول واجه التحديات بصبر وأوجد في الأزمة وشدة المعاناة نجاحاً ناصع الصفحات لنيل أعلى جائزة وطنية يهديها اليمن لأبنائه المبدعين في مختلف مجالات العلوم والفنون والأدب. وقالت «يطيب لنا في هذا المقام أن نرفع أسمى آيات الشكر وعميق الامتنان إلى الوالد المناضل عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية على رعايته واهتمامه الغاليين نحو أبنائه الشباب الذين يعولون كثيرا على قيادته الحكيمة ودعمه السخي لمسيرة إبداعهم ومواصلة إنجازاتهم في مختلف المجالات». تخلل الحفل قصيدة للشاعر زياد القحم الفائز بمجال الشعر لدورة 2012 وفيلم تسجيلي بعنوان «وطن الإبداع» عرض فيه ما حققته الجائزة منذ انشائها عام 1999م والمراحل التي مرت بها، وما مثلته من دافع وحافز للشباب للمزيد من الإبداع في مختلف المجالات، بالإضافة إلى لوحة غنائية قدمها الفائزون بالجائزة في مجال الغناء للدورات الثلاث من كلمات عباس الديلمي وألحان الدكتور عبدالرب إدريس. وكان ممثل رئيس مجلس الوزراء وزير الاتصالات وتقنية المعلومات الدكتور أحمد بن دغر ومعه وزير الشباب والرياضة معمر مطهر الإرياني افتتحا المعرض الخاص بعرض أعمال الفائزين بالجوائز في المجالات العلمية والأدبية. وطافا بأرجاء المعرض الذي ضم لوحات تشكيلية وعدداً من الاختراعات والإصدارات الخاصة بأعمال الفائزين بالجوائز، وأعربا عن إعجابهما بما احتواه المعرض الذي يعكس المستويات الإبداعية المتقدمة لشباب اليمن.
