أفتت الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح بأن "مشاركة وتهنئة النصارى وأهل الملل في المناسبات الدينية التي هي من أخص ما تتمايز به الشرائع غير محللة باتفاق الأصل"، ويشار إلى أن تلك الهيئة، التي تصف نفسها بأنها (هيئة علمية إسلامية وسطية مستقلة)، تتكون من مجموعة من رجال الدين والدعاة وزعماء الاخوان المسلمين ورموز التيار الإسلامي) ومن بينهم : خيرت الشاطر (نائب المرشد العام للإخوان المسلمين). ياسر برهامي (نائب رئيس الدعوة السلفية) حازم صلاح أبوإسماعيل (المرشح الرئاسي المستبعد - ليسانس حقوق) أحمد النقيب (دكتوراة في الدراسات الإسلامية- وأحد قادة الدعوة السلفية في مدينة المنصورة) صفوت حجازي (داعية محسوب على جماعة الإخوان المسلمين) محمد حسين يعقوب (داعية إسلامي) علي ونيس (ماجستير فقه مقارن من جامعة الأزهر- ومحكوم عليه بالسجن بتهمة ممارسة الفعل الفاضح في الطريق العام) خالد سعيد محمد (المتحدث الرسمي باسم الجبهة السلفية) ممدوح إسماعيل (نائب رئيس حزب الأصالة السلفي) راغب السرجاني (داعية إسلامي ومشرف على موقع قصة الإسلام - أستاذ مسالك بولية) محمد إسماعيل المقدم (عضو مجلس أمناء الدعوة السلفية) محمد عبد المقصود (النائب الثاني لرئيس الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح) محمد يسري إبراهيم (كان مرشحا لتولي منصب وزير الأوقاف في حكومة قنديل) وقد نصت الفتوى على أن: الأصل في الأعياد الدينية أنها من خصوصيات كل ملّةٍ ونحلةٍ، وقال صلى الله عليه وسلم "إن لكل قوم عيدًا" متفق عليه، فكل أهل ديانة شرعت لهم أعياد وأيام لم تشرع لغيرهم،فلا تحل مشاركة ولا تهنئة في هذه المناسبات الدينية التي هي من أخص ما تتمايز به الشرائع باتفاق. وليس في ترك التهنئة أو المشاركة اعتداء أو ظلم أو ترك للأحسن كما قد يظن البعض؛ فإن من طوائف النصارى من لا يهنئ الطوائف الأخرى بما اختصت به من أعياد بحسب معتقداتهم ولا يشاركهم فيها. فالمسلمون الذين لا يعتقدون في صلب السيد المسيح عليه السلام لا يحل لهم بحال التهنئة بقيامته المدعاة، وأما ما يتعلق بالمناسبات الدنيوية فلاحرج في برهم والإقساط إليهم، ولا تهنئتهم - في الجملة- بمناسبات زواج أو ولادة مولود أو قدوم غائب، وشفاء مريض وعيادته، وتعزية في مصاب، ونحو ذلك، لاسيما إذا كان في هذا تأليف للقلوب على الإسلام، وإظهار لمحاسنه. وقد عاد النبي صلى الله عليه وسلم غلاما يهوديا في مرض موته فعرض عليه الإسلام، فأسلم ثم مات من فوره، فقال صلى الله عليه وسلم "الحمد لله الذي أنقذ بي نفسا من النار" رواه البخاري وغيره. وبهذا الهدي النبوي الكريم يتلاحم أبناء الوطن الواحد، وتجتمع كلمتهم، وتفوت الفرصة على دعاة الاحتقان الطائفي والفتنة بين أبناء مصر. وتعليقا على هذه الفتوى أكد الناشط السياسي جورج إسحاق العضو القيادي في حزب الدستور ، عضو هيئة التنسيق العليا في جبهة الإنقاذ الوطني في مصر، ( أن الفتوى التي أصدرتها هيئة "الشريعة للحقوق والإصلاح" بعدم جواز تهنئة الأقباط بأعيادهم هو (تشدد غير مقبول لن يرضاه الشعب المصري ). وقال إسحاق، في تصريحات صحفية : (لا يمكن أن ننساق وراء أقلية تحاول ترويج مفاهيم خاطئة بين المصريين، سيبقى المصريون أقباطا ومسلمين - يهنئون بعضهم البعض بأعيادهم، ولن يتأثر المجتمع بآراء بعض جهلاء يدعون العلم والمعرفة، وفي حقيقة الأمر يشعلون الفتن والبلبلة في البلاد ويفرقون بين أبناء الوطن الواحد ). وتابع القيادي بحزب الدستور (هذه الروح الطائفية قد تسربت إلينا بعد أن توغل الفكر الوهابي بأدائه المتدني وعدم فهمه للدين الصحيح داخل مجتمعنا، وما يتبناه من تطرف هو ما يوصلنا إلى هذا الاحتقان الذي خلا منه المجتمع المصري على مدى عقود طويلة ). وأضاف إسحاق (على السلطة الحاكمة التي طالما رفعت شعارات المواطنة وحرية العبادات والمساواة بين المواطنين المصريين أن يردوا على هذا الكلام، وأن يتصدوا له إذا أرادوا أن يثبتوا مصداقيتهم وحسن نواياهم، ولو لم يتم ردع هؤلاء ومنعهم عن هذا الكلام الطائفي ستقع البلاد في دوامة لا تحمد عقباها ). من جانبه قال الشيخ علي المهدي، وكيل وزارة الأوقاف، إن فتوى تحريم تهنئة المسيحيين في أعيادهم التي صدرت عن الهيئة الشرعية للإصلاح، هي دعوة متشددة وليست من الإسلام. وأضاف المهدي، في تصريح صحفي أن التواصل الاجتماعي بين المسلمين والمسيحين موجود منذ عهد الرسول، فالمسلمون لهم أن يهنئوا أهل الكتاب في أفراحهم ويشاطروهم أحزانهم والعكس؛ لأن الجميع شركاء في الوطن، على حد وصفه. واستشهد المهدي بحديث الرسول، صلى الله عليه وسلم، الذي يقول: "أوصيكم بقبط مصر خيرا، فإن لهم عندنا نسبا وصهرا" . وأكد وكيل وزارة الأوقاف أن للمسلمين أن يحتفلوا بميلاد عيسى عليه السلام؛ لأن المسلمين يؤمنون به وبرسالته السماوية، كما لهم الاحتفال بميلاد النبي محمد خاتم الأنبياء. في ذات السياق أبدى المفكر القبطي الدكتور جمال أسعد، استنكاره للفتوى التي أصدرتها هيئة الشريعة للحقوق والإصلاح من عدم جواز تهنئة الأقباط بأعيادهم أو مناسباتهم العامة. وقال أسعد في تصريحات صحفية "هذه الأفكار انتشرت في مصر بعد انتشار الفكر الوهابي قبل ثورة 25 يناير بسنوات عديدة، وهؤلاء الذين يطلقون مثل هذه الفتاوى يتحدثون باسم الإسلام ويدعون أنهم الأكثر حفاظا عليه، مع أنهم يتناسون أن في مصر مسلمين يدركون سماحة دينهم ويتمسكون بها ويعلون قيمتها ويتناسون أيضا أن الإسلام ليس ملكا للمسلمين وحدهم وإنما هو حقبة حضارية تشكل أهم جزء في الشخصية المصرية ككل". وتابع المفكر القبطي: "لن تقلقني هذه التصريحات وأثق في عدم تأثيرها على الشعب المصري الذي تكونت هويته منذ آلاف السنين على الحب والتسامح والحكمة، وجاء الإسلام ليرسخ تلك المبادئ ويعلي من قيمتها، كما لم يتأثر الإسلام الوسطي الذي يتقبل الآخر ويحتضنه بآراء مثل هؤلاء المتطرفين الوهابيين". وأضاف أسعد: "من المذهل أن تخرج هذه التصريحات من هيئة يكون أحد أعضائها شخص مثل خيرت الشاطر الذي يعتبر نفسه الحاكم الأول لمصر بحكم سيطرته على جماعة الإخوان المسلمين ويعتبر نفسه الأحق بمنصب رئيس الجمهورية ويطمح حاليا في الحصول على رئاسة الحكومة، ورغم كل ذلك يشارك في إخراج تصريحات من شأنها إثارة الفتن". وأضاف أسعد: «لا أتعجب أن يكون أحد أعضاء هذه الهيئة صفوت حجازي الذي لا نعرف له اتجاها سياسيا محددا، ويحاول دائما المزايدة على الإنسان المصري البسيط المتدين».