عقد أمس الأول بالعاصمة صنعاء لقاء موسع لمنظمات المجتمع المدني لمناقشة الرؤية والمشاركة لهذه المنظمات في الحوار الوطني. وفي اللقاء الذي نظمته منظمة يمن للدفاع عن الحقوق والحريات الديمقراطية والملتقى الوطني لحقوق الإنسان ومؤسسة الشرق الأوسط وشارك فيه عدد كبير من ممثلي منظمات المجتمع المدني من محافظات عدة أكد رئيس لجنة التنسيق مع منظمات المجتمع المدني بوزارة حقوق الإنسان شايف جار الله أهمية الشراكة الحقيقية والفاعلة بين منظمات المجتمع المدني و خلق أجواء مناسبة للعمل في هذا الاتجاه. داعيا منظمات المجتمع المدني للدخول مع الوزارة في شراكة حقيقية من خلال انضمامها للهيئة الاستشارية في الوزارة. من جانبه ثمن رئيس منظمة يمن للدفاع عن الحقوق والحريات الديمقراطية علي الديلمي المشاركة الواسعة لمنظمات المجتمع المدني في هذا اللقاء لتقديم رؤاهم التي تسهم في بناء الدولة المدنية الحديثة، مؤكدا أهمية عقد هذا اللقاء ليظل مكوناً اجتماعياً يحمي ويدافع عن المنظمات المستقلة التي ليس لها نشاط سياسي.. داعيا إلى العمل بجهد وتجرد من أجل بناء مجتمع مدني ومحايد ومستقل يعمل بمهنية لأجل الدفاع عن الحقوق والحريات.. مطالبا منظمات المجتمع المدني بأن يكون لها الدور الأبرز في مواجهة كل التحديات التي تحيط بالوطن وأن تعمل بكل جهد للمساهمة في الخروج بالوطن من كل ما يعانيه. وأن تعزز مبادئ حقوق الإنسان وحرياته لتصبح واقعا ملموسا في حياة المجتمع اليمني وأن يكون الدستور الجديد معبرا عن آمال وتطلعات الشعب اليمني وملبيا لحاجات المجتمع المدني. وأكد أهمية المشاركة في الحوار الوطني وأن تكون لمنظمات المجتمع المدني رؤية واضحة حول هذا المؤتمر والمشاركة فيه. من جهته استعرض رئيس منظمة الشرق الأوسط للتنمية الاجتماعية عبد الله علاو الضمانات المطلوبة في هذه المرحلة لحقوق الإنسان والمتعلقة بالحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. مؤكدا أن الدولة المدنية قوامها الرئيسي احترام حقوق الإنسان والمواطنة المتساوية. وقال إن الدستور الجديد سيكون عهد المرحلة القادمة وأن هناك الكثير من القضايا الملحة والإشكالات التي تتطلب من المجتمع المدني الوقوف عليها ومناقشتها والخروج برؤية حولها. ودعا إلى أن تكون منظمات المجتمع المدني قوة ضاغطة لتحقيق مبادئ حقوق الإنسان وتجسيدها على الواقع. بدوره أكد رئيس المنتدى الديمقراطي المعاصر أحمد الزوقري أهمية العمل وفق مبادئ حقوق الإنسان بمهنية . وقال أن القضية الجنوبية قضية عادلة وأن هناك العديد من النشطاء في المحافظات الشمالية ناصروها منذ البداية. الناشطة أريج الخولاني تطرقت في كلمتها إلى قضايا الشباب وتطلعاتهم ومسؤولية منظمات المجتمع المدني لتثقيفهم وقيادة العمل المدني في البلد.. مؤكدة أهمية دور المرأة وإشراكها في القرار وتمكينها لدعم التنمية في مجتمع تعمل فيه المرأة بواقع أقل فسادا وأكثر تنمية . فيما ركزت الناشطة منيرة الوسد من محافظة الحديدة على دور المجتمع المدني في بناء الدولة المدنية والعمل بشكل جماعي من أجل احترام حقوق الإنسان وضرورة التعاون والتشبيك بين جميع المنظمات. وكان الدكتور فؤاد الصلاحى أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء قد استعرض خلال اللقاء ورقة عمل تناولت رؤية المجتمع المدني للحوار الوطني تطرق فيها إلى الدولة المدنية الحديثة والدستور والمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان والقضايا ذات الإشكاليات الخطيرة على اليمن . وقد تم تقسيم المشاركين على عدة محاور شملت: الدولة المدنية الحديثة، حقوق الإنسان، العدالة الانتقالية، القضية الجنوبية، قضية صعدة والقضية التهامية. طرحوا خلالها العديد من الملاحظات والمداخلات المهمة وقدموا تصوراتهم حول الرؤية العامة لهذا الملتقى والتي تضمنت الإشارة إلى قضايا ومظالم عديدة في اليمن . وفي ختام اللقاء أكد المشاركون ضرورة احترام خيارات منظمات المجتمع المدني وعدم الاختيار نيابة عنها وضرورة احترام إرادة منظمات المجتمع المدني وعدم الالتفات إلى تمثيلها وأن تعمل اللجنة الفنية بحيادية تامة وفق أجندة وطنية محايدة. وطالبوا في توصياتهم إقرار رؤية المجتمع المدني لبناء الدولة المدنية الحديثة وفق معايير حقوق الإنسان، وأن يكون هذا الملتقى بشكل دائم يعبر عنهم وينفذون من خلاله أنشطتهم ومبادراتهم وتكون ضمن الإرادة المجتمعية لمناصرة الحقوق والمدافعة عن الحريات تحت مسمى (ملتقى منظمات المجتمع المدني المستقلة)، وإقرار قائمة الأسماء المرشحة لحضور مؤتمر الحوار الوطني.
