إن مهمة الحفاظ على الأمن والاستقرار، وحماية الممتلكات الخاصة والعامة، وتعزيز الاستقرار والطمأنينة والسكينة العامة تقع على عاتق مختلف الأجهزة الأمنية، وتحديداً جهاز الشرطة المسؤول عن إدارة مختلف الفعاليات والأنشطة الأمنية في أي وسط اجتماعي، ويساعده في ذلك المواطن الذي يعد الهدف الأساس للأمن وتحديداً ذلك الذي يتعاون مع الشرطة إبلاغاً وإرشاداً بالجرائم التي تقع هنا وهناك، وهو الذي يعي دوره الوطني في الحفاظ على الأمن والاستقرار .. الخ. ذلك هو ما شدد عليه الأخ اللواء ركن صادق حيد مدير أمن محافظة عدن عند لقائه بعدد من القادة والمسؤولين الأمنيين في مديريات وأقسام الشرطة قبيل إقامة الفعالية السياسية يومي 17 / 18 مارس الجاري في ساحة العروض بخورمكسر التي نظمها فصيل أو أكثر من الحراك الجنوبي والتي وجه فيها رسائل محددة إلى مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي دشن أعماله في صنعاء في 18 مارس الحالي. وقد اشتملت توجيهات وإرشادات مدير الأمن إلى الضباط والأفراد على ضرورة التحلي باليقظة الأمنية، وبالضبط والربط والانضباط العسكري، والتعامل بمسؤولية وأخلاق وإنسانية مع جميع المواطنين في تلك الفعالية التي حضرها حشد كبير من المواطنين من عدد من المحافظات، وكدا مواطنو المحافظة، وأن يبتعدوا عن إثارة الحاضرين، والتعامل بمسؤولية في الساحة، حرصاً على نجاح إقامة الفعالية، وتفادي أي مكروه قد يحدث أثناء إقامتها. وفعلاً.. تعامل رجال الأمن بوعي ومسؤولية كبيرة، مع الجميع، وقابل ذلك تعاون كبير من اللجنة التنظيمية للفعالية في التزامها بمنع إدخال السلاح إلى الساحة أو حمله، ومغادرة الجميع في التوقيت الذي حددته لهم اللجنة الأمنية بالمحافظة التي يرأسها الأخ المهندس وحيد علي رشيد محافظ محافظة عدن.. ولذلك خلت الفعالية من أي مخاطر أمنية ويعود الفضل في ذلك إلى التصرف السليم والسلوك الحسن والحكمة وإلى الحضور الأمني الواعي بأهمية الحفاظ على حياة وأرواح الجميع في الفعالية، وذلك من مختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية بالمحافظة والتي من بينها جهاز الشرطة الذي يقود دفته الأمنية بنجاح القائد اللواء صادق حيد، الذي يرى أن الحفاظ على الأمن يتطلب أولاً تعزيز الشرطة للثقة مع المواطن، وخلق علاقة طيبة معه تقوم على التعاون والثقة المتبادلة والالتزام بتنفيذ القوانين، وأداء الواجب وأن يكون الشرطي نموذجاً وقدوة في العمل مع المواطن وأن يتعامل معه بالسلوك الحسن، وأن يتحلى بالأخلاق الحميدة والقيم الوطنية والإنسانية النبيلة، والتي من بينها عدم إثارة حفيظة المواطن عند وقوع حوادث من الخارجين عن القانون أو مرتكبي الجرائم لقد أشاد الجميع بالمسؤولية والحضور الأمني الذي كرس للحفاظ على إقامة الفعالية وأرواح المشاركين فيها، الذين قدر عددهم بالآلاف بالإضافة إلى حماية ممتلكاتهم الشخصية ومنها السيارات ووسائل المواصلات الأخرى التي قدموا بها إلى المحافظة من المحافظات الأخرى. وهذا بحد ذاته يعد نجاحاً للأمن وللفعالية التي لم تشهد ما يعكر وصفوها وصفو الحشد الذي شهدته الساحة قبل عدة أيام، وذلك بالمقارنة مع فعاليات أخرى، كان آخرها فعالية 21 فبراير الماضي، والتي أدت إلى وقوع قتلى وجرحى فيها، وكان يمكن تفادي ذلك بتحمل الجميع مسؤولياتهم الوطنية والأخلاقية والأمنية في حمايتها وإقامتها. وهذا النجاح الأمني الذي شهدته الفعالية، سبقته إجراءات وتعزيزات أمنية، مثل منع حمل السلاح والتجول به في مدينة عدن ومحافظتها، ووقف العمل بتراخيص وحيازة الأسلحة، وذلك بناء على توجيهات عليا من قيادة وزارة الداخلية إلى فروع أجهزتها في المحافظات ومن بينها محافظة عدن، وذلك بهدف تأمين وإنجاح الحوار الوطني الشامل. وبهذا الصدد وضعت قيادة أمن المحافظة خطة أمنية اشتركت فيها مختلف الوحدات الأمنية وتحديداً في الجوانب البشرية والمادية، وذلك بإلحاق 138 ضابطاً و 265 فرداً مع إدخال 84 طقماً عسكرياً و 6 سيارات، وغيرها، في هذه الخطة الهادفة إلى تأمين المحافظة، والسلم الاجتماعي، والتصدي لأي أعمال قد تخل بالأمن، وإقلاق السكينة العامة، بالإضافة إلى التصدي للأعمال الإرهابية المختلفة وذلك خلال فترة عقد الحوار الوطني الذي ستستمر أعماله عدة أشهر. وتضمنت تلك الخطة - التي بدأ العمل بتنفيذها قبل عدة أيام - حماية وتأمين مختلف المنشآت والقنصليات والمنظمات الدولية، وحماية وتأمين حياة كبار الشخصيات، والأجانب في المحافظة بالإضافة إلى تأمين جميع الأحزمة والمنافذ الأمنية، ومختلف مديريات ومناطق المحافظة التي تحتاج إلى دعم وإسناد كبيرين في المجال الشرطي من القيادة السياسية، وذلك بالنظر إلى أهميتها الإستراتيجية وموقعها الجغرافي والسياسي، والاقتصادي والاجتماعي والتجاري والثقافي والتاريخي والحضاري.